المغرب يواكب ليبيا في تطوير منظومة الأرصاد الجوية وتتبع الظواهر المناخية
السبت 23 دجنبر 2023 – 20:00
بعد الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات التي خلفتها فيضانات درنة الليبية، التي سببها إعصار “دانيال” الذي ضرب سواحل هذه الدولة المغاربية في شتنبر الماضي، وبعدما عزا عدد من الخبراء والمتتبعين فداحة الخسائر التي خلفتها هذه الكارثة الطبيعية إلى هشاشة البنايات التحتية، خاصة السدود، وضعف منظومة الرصد الجوي والإنذار المبكر في هذا البلد؛ وقع المركز الوطني للأرصاد الجوية في ليبيا مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الفني والتقني مع المديرية العامة للأرصاد الجوية المغربية.
وجرى التوقيع على هذه الاتفاقية هذا الأسبوع في الرباط، بحضور كل من علي جحيدر، مدير المركز الوطني للأرصاد الجوية، وخالد نصر سويسي، وكيل وزارة المواصلات، عن الطرف الليبي؛ فيما كان الطرف المغربي ممثلا بعبد الفتاح صاحبي، المدير العام للمديرية العامة للأرصاد الجوية، ومصطفى فارس، الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، حسب ما أفاد به بيان لوزارة المواصلات في حكومة الوحدة الوطنية الليبية.
سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، قال إن “المهندسين والتقنيين المغاربة في مجال الأرصاد الجوية يعدون من كبار الخبراء في هذا المستوى على الصعيد الإفريقي”، موردا أن “تكوين كفاءات مؤهلة في هذا الميدان، إضافة إلى توفير إمكانيات تقنية ولوجستية ضخمة، وُضعت تحت تصرف المديرية العامة للأرصاد الجوية؛ كان اختيارا وطنيا بالنظر إلى الأهمية الكبرى لمجال تقوية منظومة الأرصاد الجوية المغربية في استقرار المملكة واقتصادها”.
وأضاف قروق أن “المغرب يمثل أحد المراكز الرصدية الكبرى على صعيد القارة الإفريقية، لاسيما في القسم الشمالي منها، وبالتالي فإن هذا التعاون المغربي الليبي يأتي في هذا السياق، وفي سياق نقل التجارب والخبرات التي راكمها المغرب في هذا المجال من خلال تعاونه مع مجموعة من مراكز الأرصاد العالمية، إلى الطرف الليبي”، متابعا بأن “ليبيا تفتقر إلى هذا النوع من المعارف والتكنولوجيات لاعتبارات متعددة، أهمها طبيعة المناخ الصحراوي لهذا البلد، الذي لم يكن معنيا معه بالكثير من التغيرات المناخية، على غرار العاصفة التي ضربت مدينة درنة مؤخرا”.
في الصدد ذاته أشار العضو السباق للهيئة البيحكومية الأممية للتحول المناخي إلى أن “الكارثة التي حصلت في درنة كانت ناتجة عن العاصفة التي تشكلت في الأجواء الأوروبية قبل أن تصل إلى السواحل اليونانية لتقطع البحر الأبيض المتوسط، وصولا إلى السواحل الليبية في شكل إعصار متوسطي؛ فيما من المحتمل أن تكرر مثل هذه العواصف في المستقبل بسبب الظروف المناخية العالمية المتقلبة”.
وخلص الأستاذ الجامعي في حديثه مع هسبريس إلى أن “هذه المخاوف المستقبلية هي التي جعلت المكلفين بالرصد الجوي في ليبيا يسعون إلى الاستفادة من التجربة المغربية من أجل تطوير أنظمة التنبؤ والرصد، وبالتالي تقليل الخسائر والحد منها، خاصة أن المغرب يتمتع بسمعة جيدة على هذا المستوى، على غرار باقي المستويات، ويهدف إلى نقل خبراته إلى الدول الشقيقة والصديقة وتعزيز التعاون معها ومساعدتها في إطار المصالح المشتركة والتعاون العربي العربي”.