أخبار العالم

أزيد من ألف مبادرة مغربية تتضامن مع “طوفان الأقصى” وتطلب إسقاط التطبيع


في ذكرى الاتفاق الثلاثي الذي وقّعه المغرب لربط علاقات علنية بإسرائيل قالت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في ندوة صحافية استقبلها اليوم الجمعة مقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، إن المبادرات المغربية المتضامنة مع فلسطين بعد “معركة طوفان الأقصى”، والمطالبة بإسقاط التطبيع، فاقت الأَلْف بعشرات المدن.

الجبهة التي تضم هيئات سياسية ومدنية، من بينها الحزب الاشتراكي الموحد، وفدرالية اليسار الديمقراطي، والدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، وحزب النهج الديمقراطي العمالي، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم -التوجه الديمقراطي، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، والحملة المغربية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، والجمعية المغربية للنساء التقدميات، ذكرت في ندوتها الصحافية أنها أسست 25 فرعا على المستوى الوطني، ومازالت تستمر في العمل من أجل تأسيس فروع جديدة، موضحة أن التفاعل مع مبادراتها كان مهما وقدمت مثالا بتحرك احتجاجي في 60 مدينة من مدن المملكة في اليوم والساعة نفسهما.

وتابعت الهيئة ذاتها: “معركة طوفان الأقصى أعطت نفسا قويا لعمل الجبهة، إذ واكبت ملحمة المعركة، من خلال تنظيمها مسيرات وطنية كبرى بمدن الرباط والدار البيضاء وطنجة والقنيطرة، وأيام وطنية تتخللها وقفات ومسيرات وأشكال تعبيرية فنية أو رياضية أو غيرها، مع توجيه رسائل للأمين العام للأمم المتحدة والاحتجاج أمام مقرها بالرباط؛ إضافة إلى تنظيم حملات للمقاطعة أمام عدد من المؤسسات والمتاجر ذات العلاقة بالكيان الصهيوني، عرفت البعض منها منعا وتدخلا عنيفا واعتقالات من طرف السلطات العمومية، وإصدار بيانات ونداءات للتعبئة وحشد الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة”، مشيرة إلى تنظيمها أو بعض مكوناتها “وقفات أمام مصالح سفارات الغرب الاستعماري الفرنسية بالرباط والأمريكية بالدار البيضاء”.

وذكرت الجبهة ذاتها أن “الشعب المغربي وفيٌّ لشهدائه الذين سقطوا في مختلف مراحل النضال من أجل فلسطين، سواء إلى جانب مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان وفلسطين، أو من جنود الجيش المغربي الذين سقطوا في حرب 1973 بالجولان”، وقدمت أمثلة بـ”حجم التضامن الذي شهدته شوارع أكبر المدن المغربية، من خلال مسيرات حاشدة بالرباط والدار البيضاء وطنجة والقنيطرة، ومظاهرات في أغلب المدن وحتى القرى المغربية، أو من خلال ما تشهده مدرّجات ملاعب كرة القدم ورياضات أخرى من تضامن كبير مع الشعب الفلسطيني ومع غزة المحاصرة، وكذلك الموقف الذي اتخذه لاعب التنس المغربي يونس العلمي العروسي في عالم التنس المحترف بانسحابه من الدور ربع النهائي لدوري الاتحاد الدولي للتنس في اليونان، رفضا للعب مع لاعبين صهاينة؛ بالإضافة إلى إبداعات الشباب من خلال قوافل بالسيارات أو الدراجات الهوائية أو النارية تجوب شوارع المدن حاملة الأعلام الفلسطينية”.

وترى الجبهة المغربية لدعم فلسطين أن “كل هذا يوضح أن التطبيع إلى زوال كما حدث سنة 2000، والانتصار مؤكد لمعركة طوفان الأقصى”، قبل أن تدعو إلى مسيرة جديدة بعد غد الأحد 24 دجنبر بالعاصمة الرباط في سياق “التطورات الخطيرة التي تشهدها القضية الفلسطينية، ويتابعها العالم أجمع (…) منذ 77 يوما من مقاومة العدو الصهيوني صمودا أسطوريا أمام آلة الحرب الصهيونية، التي تمارس سياسة المجازر والتدمير الشامل، بالقصف الجوي والاجتياح البري بأسلحة متطورة، وبدعم كامل ومشاركة مباشرة لقوى الغرب الاستعماري، وعلى رأسها الإدارة الأمريكية”.

كما أوردت الهيئة ذاتها أن “كيان الإجرام الصهيوني” يستهدف “كل شيء ينبض بالحياة، من المباني والعمارات السكنية التي يقصفها ويدكها فوق رؤوس ساكنيها، والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمؤسسات التعليمية، والمخابز والأسواق العمومية وخزانات المياه، وكل المناطق التي ينزح إليها السكان ومخيمات اللاجئين، بل حتى مدارس الأونروا؛ وهو ما أسفر لحد الآن عن سقوط أكثر من عشرين ألف شهيد وشهيدة، أكثر من سبعين بالمائة منهم من الأطفال والنساء والشيوخ وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى نساء ورجال الإعلام والمهن الطبية، وأكثر من اثنين وخمسين ألفا من الجرحى والمعطوبين…دمار وخراب لا نظير لهما في جميع الحروب التي شهدتها البشرية في العصر الحديث”.

وطالبت الجبهة المغربية لدعم فلسطين بـ”الوقف الفوري لهذه الحرب العدوانية الإجرامية، حربِ الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ومقاومته الصامدة التي تشنها قوات جيش الاحتلال الصهيوني، بالشراكة الكاملة للقوى الاستعمارية العالمية بقيادة أمريكا”، مع “فتح معبر رفح بشكل دائم لإدخال كافة المساعدات، ورفع الحصار والقيود المشددة لإيصال الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء، وغيرها من مستلزمات الحياة الضرورية”.

وجددت الجبهة المغربية المطالبَة بـ”الإلغاء الكامل لجميع اتفاقيات الخزي والعار” الموقعة بين المغرب وإسرائيل، ونادت بـ”إغلاق مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط وطرد العاملين به، والعمل على إخراج مقترح تجريم التطبيع المجمد في أدراج البرلمان للوجود استجابة لمطالب الشارع المغربي وقواه الحية المدعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته ومطالبه العادلة والمشروعة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى