حرب غزة: كتائب القسام تبث فيديو لثلاث رهائن إسرائيليين طاعنين في السن
بثّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو لثلاثة مسنّين إسرائيليين رهائن في قطاع غزة.
وظهر في الفيديو كل من حاييم بري (79 عاما)، يورام ميتزجر (80 عاما) وعميرام كوبر (85)عاما.
ويمكن مشاهدة حاييم بري يتحدث للكاميرا مطالبا بإطلاق سراحهم.
ويعتقد أنه لا يزال هناك نحو 120 رهينة في غزة منذ هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
من جانبه، وصف الجيش الإسرائيلي مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام بأنه “فيديو رعب إجرامي”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن الفيديو “يشهد على قسوة حماس إزاء مدنيين أبرياء طاعنين في السن ممّن هم بحاجة إلى رعاية طبية”.
وأضاف: “على العالم أن يتحرك لتقديم المساعدات الطبية، والاطمئنان على حالة الرهائن. إننا ملزمون أخلاقيا ببذل كل ما يمكن لإعادة الرهائن إلى الوطن”.
وبثّت كتائب القسام الفيديو عبر تطبيق تليغرام.
ويُعتقد أن الرهائن الذين اختُطفوا في أكتوبر/تشرين الأول محتجزون لدى حماس وفصائل فلسطينية حليفة لها.
ينصّ القانون الدولي الإنساني على حماية أسرى الحرب والرهائن، لذا تتحفظ بي بي سي على بثّ المحتوى الكامل للفيديو، والذي ربما صُوّر بالإكراه.
واختُطف المسنّون الثلاثة، الذين ظهروا في الفيديو، من كيبوتس نيرعوز. وحث متحدث باسم نير عوز، وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي وصل إلى إسرائيل أمس الاثنين في زيارة، على تأمين إطلاق سراح الثلاثة.
وقال المتحدث: “نقدّر أي دليل على حياة الرهائن، لكن الوقت ينفد .. ثمة حاجة ماسة لإطلاق فوري لسراح كل المختطفين، عبر أي مسار تفاوضي ممكن .. كل يوم يمرّ يفاقم الوضع”.
وأضاف المتحدث باسم نير عوز: “الأحداث الأخيرة كشفت أن أوضاع الرهائن في تدهور يوما بعد يوم، لا سيما الطاعنين منهم في السن”.
وتقدّر أعداد المختطفين الذين أُخذوا رهائن إلى غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول بنحو 240 شخصا، فيما سقط جراء تلك الهجمات التي شنتها حماس جنوب إسرائيل نحو 1200 قتيل وفق أرقام رسمية.
وانخرطت إسرائيل في عملية عسكرية انتقامية واسعة، تقول إنها ترمي إلى تدمير حماس، وقتل بسببها أكثر من 18 ألف شخص في غزة، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع، بينما تشرّد مئات الآلاف من سكانه.
وفي غضون هدنة استمرت ستة أيام في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أطلق سراح 105 من الرهائن، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
ويوم الجمعة، لقي ثلاث رهائن إسرائيليين مصرعهم بالخطأ على أيدي جنود إسرائيليين في غزة، إذ أطلقوا عليهم الرصاص فأردوهم قتلى رغم أنهم كانوا يرفعون رايات بيضاء، بحسب ما قال مسؤول في الجيش الإسرائيلي.
وكان الرهائن الثلاث، يوتام هاييم (28) وسامر طلالقه (22) وألون شامريز (26) قد قتلوا في حي الشجاعيّة في مدينة غزّة.
وبحسب المسؤول في الجيش، الذي طلب عدم الكشف عن هويّته، فإن الرجال الرهائن الثلاث خرجوا من مبنى، وكانوا عراة الصدور، وكان أحدهم يمسك راية بيضاء. وشعر أحد الجنود بالتهديد لأن الرجال الثلاثة كانوا على مسافة قريبة لا تزيد على عشرات الأمتار، فأطلق الجندي الرصاص عليهم ظناً منه أنهم “إرهابيون”. لقي اثنان مصرعهما على الفور، بينما أصيب الثالث فعاد إلى داخل المبنى الذي كان فيه رفقة زميليه.
وسُمعت صرخة استغاثة بالعبرية، فأمر قائد الفرقة جنوده بوقف إطلاق النار، فعاود الرجل المصاب الخروج من المبنى، قبل أن يُطلق عليه الرصاص ويسقط قتيلا، بحسب ما أفاد المسؤول في الجيش الإسرائيلي.
ومن غير المعلوم بعد ما إذا كان هؤلاء الرهائن الثلاث القتلى قد هربوا من خاطفيهم أو أُطلق سراحهم.
وقال مسؤول في الجيش الإسرائيلي إن هذه الواقعة “تخالف قواعدنا المعمول بها في الاشتباك”، مضيفا أن “تحقيقاً” يجري على “أعلى مستوى”.
وتناشد عائلات الرهائن المتبقيين حكومة إسرائيل التوصل إلى هدنة جديدة من أجل إطلاق سراح عدد منهم على الأقل.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بدد هذه النداءات، مصرا على أن “الضغط العسكري ضروري لاستعادة المختطفين ولتحقيق النصر”.
وفي حديثه للصحفيين يوم الاثنين، تطرّق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إلى شائعات حول احتمال التوصل إلى صفقة جديدة، قائلا إن المحادثات لم تصل إلى مرحلة القرب من اتفاق وشيك.