باحثون ينفون وقوع “نشاط بركاني” بالقباب
أوضح باحثون بيئيون أن انبعاث الدخان والنيران على عمق حوالي متر ونيّف من تحت الأرض بجماعة القباب بإقليم خنيفرة ظاهرة ليس لها أية علاقة بأيّ نشاط بركاني، كما جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد الباحثون بأن الأمر يتعلق بما يسمى بـ’’الخث ‘‘؛ وهي مادة عضوية أحفورية قابلة للاشتعال تتكون من تراكم الحطام النباتي لسنوات في التربة المشبعة بالمياه.
وفي هذا الصدد، قال الحسن أبّاء، أستاذ باحث في العلوم البيئية بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، في تصريح لجريدة لهسبريس، إن عملية احتراق ’’الخث‘‘ بضاية آيت ايشو دوار بويعقوب بجماعة القباب بدأت منذ أزيد من 15 يوما على مساحة هكتار واحد تقريبا ولم تشمل المناطق التي تحتوي على رطوبة كبيرة من الضاية.
وأبرز الباحث المهتم بالمجال البيئي أن “مستنقع الخث هو نظام بيئي يتميز بوجود نباتات معينة وكمية كبيرة من المواد العضوية تسمى الخث، ويتشكل في المناطق الرطبة، حيث تكون الظروف مواتية للحفاظ على المواد العضوية في غياب الأكسجين. ويتكون من حطام نباتي متحلل جزئيًا، مثل الطحالب والأعشاب والشجيرات”.
وأردف الباحث أن أراضي الخث تتمتع بخصائص فريدة من حيث درجة الحموضة الحمضية وقدرتها على الاحتفاظ بالمياه ودورها في تخزين الكربون، كما أنها موطن لمجموعة متنوعة من الأنواع الحيوانية والنباتية التي تتكيف مع هذه الظروف الخاصة. ويمكن استخدامها لإنتاج الخث، وهو وقود أحفوري يستخدم كمصدر للطاقة أو لزراعة النباتات، مشيرا إلى أن حصاد الخث يمكن أن يكون له آثار سلبية على بيئة مستنقع الخث والتنوع البيولوجي.
ولكي يتشكل الخث، تابع الحسن أبّاء، يجب أن تكون هناك ظروف إيكولوجية محددة؛ بما في ذلك تشبع البيئة بالمياه (الراكدة أو المتنقلة قليلا) لفترة زمنية طويلة بما فيه الكفاية خلال السنة، ونمو نباتي كاف.
ومن ضمن العوامل التي تساعد على اشتعال مستنقع الخث البرق والأنشطة البشرية مثل نيران المخيمات، أو إهمال التخلص من السجائر، أو حرائق الغابات والتغيرات المناخية.
وضمن تصريحه لهسبريس، قال الحسن أبّاء “إن ’’نيران مستنقع الخث‘‘ يمكن أن تدوم لأيام أو شهور بسبب الطبيعة القابلة للاحتراق للمادة العضوية في أراضي الخث، وأحيانا يكون من الصعب إخمادها بسبب عمق الاحتراق، لافتا إلى أن “المغرب عرف هذه الظاهرة على مستوى واد فاس في عام 1991”.
وفي السياق ذاته، أوضحت لجنة مكونة من خبراء وأساتذة متخصصين في علوم الجيولوجيا والبيئة تابعين للمدرسة العليا للتكنولوجيا، بعد زيارتها لعين المكان بحضور السلطات، أن الظاهرة لا تشكل تهديدا على السكان؛ غير أنها أوصت، من باب الاحتراز، بإنجاز حفر من كل جهات الثقب لتطويق المكان حتى لا تنتقل العدوى إلى الغابة المجاورة في حالة اشتعلت النيران من جديد، وهو الإجراء الذي تم القيام به في حينه.