أخبار العالم

الفوتوغرافي جعفر عاقيل يوظف “بورتريهات عائلية” في سرد سيرة بصرية



قصة أسرة وذاكرة مغربيتين تعاد كتابتها عبر الصور، في أحدث معارض الفوتوغرافي جعفر عاقيل، الذي يستقبله رواق المعهد الفرنسي بمكناس بعنوان “شذرات لبورتريهات عائلية”، ومن المرتقب أن يستمر إلى 13 يناير من السنة المقبلة 2024.

ويندرج هذا المعرض ضمن سيرورة مشاريع الفوتوغرافي عاقيل حول موضوع الذاكرة في تمظهراتها المختلفة: ذاكرة الأماكن، والذاكرة الجمعية، والذاكرة العائلية، والذاكرة الشخصية. ويسعى من خلاله إلى سرد قصة عائلته، عائلةٍ مغربية، وإعادة كتابة مسارها، عبر “استعمال عناصر من الأرشيف البصري، ومكونات أخرى بهدف تمثيل لحظات أو أشخاص أو أشياء أحيانا حقيقية وأخرى خيالية”.

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال جعفر عاقيل إن المعرض يضم نوعين من الصور؛ أولهما من الألبوم العائلي تُجرى لها زيارة ثانية عبر التأمل والتساؤل ومحاولة التحيين لإعطائها امتدادا في الزمان الحاضر، وثانيها صورٌ بموازاتها موضوعها فرد أو أفراد التقطتها عدسته بتبئير على الوجوه.

وتابع الفوتوغرافي: “ليست هذه محاولة اشتغال على الصورة كما وردت في الألبوم العائلي، بل محاولة لإدخال قراءاتٍ، تعمل مثل الستار أو المصفاة، لتعضيد فكرة الذاكرة والعائلة، لأن لأغلبِ هذه الصور واقعة أو حدثا أو ذكرى ترتبط بها، وترافقها معلومات وتعليق شفوي، وهي قصص أحاول ترجمتها بصريا”.

وواصل: “في المعرض أيضا صور وفيديوهات قصيرة وتنصيب فوتوغرافي؛ فلا حدود الآن بين الأشكال التعبيرية، والرهان في المعرض هو الاشتغال على الفن البصري، وتقاطعات الأجناس التعبيرية يعطي حرية وأريحية أكثر، ولا يتركني سجينا لصورةِ الألبوم”.

في هذا المعرض، تحضر الذكرى المصورة لا لذاتها، بل لكونها موروثا بصريا فكريا لعائلة مغربية، يسعى عبرها الفوتوغرافي إلى “إعادة كتابة تاريخ العائلة”، علما أن “لكل العائلات المغربية تاريخا، هو جزء من التاريخ العام، وليس من الضروري أن يكون تاريخ بطولات؛ بل يمكن أن تعطينا طريقة اللباس والتسريحات في الصور فكرة عن زمن مغربي معين، وكذلك تأثيث الفضاء، وَوِضعات الشخوص وكيفية وقوفها حول الكاميرا”.

هذه الوِضعات والتموقعات يمكنها، وفق أستاذ الفوتوغرافيا بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، أن “تعطينا فكرة عن تاريخ النظرة الذي هو جزء من تاريخ المغرب، أي تاريخ تعلم الوقوف أمام الكاميرا ونظرة الموضوع المصور أمامها. ولذلك، أدفع بصور المعرض للانخراط في هذا النقاش، ولهذه العودة ذريعة لطرح أسئلة على تاريخ الأفراد والجماعات والمجتمع بكامله”.

وكشف جعفر عاقيل، في تصريحه للجريدة الإلكترونية، جانبا ذاتيا للمعرض: “عبر هذا الموروث، أفهم ذاتي ومساري ووجودي؛ ففيه سيرة ذاتية مادتها هي الصور.. لأن الكتابة حول الذات يمكنها أن تأخذ أشكالا متعددة، وتدخل في نقاش عام ثقافي فني، حول الأسناد التعبيرية التي يمكننا توظيفها لكتابة تجربتنا الإنسانية، التي ليست مجرد تعلق بالماضي وحنين له (نوستالجيا) بل هي جزء لا يتجزأ من تجربة المجتمع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى