فعاليات نسائية تسلم مسؤولة أممية بالرباط رسالة إلى غوتيريش بشأن “نساء غزة”
سلمت فعاليات نسائية مغربية، اليوم الاثنين بالرباط، ناتالي فوستيه، منسقة منظمة الأمم المتحدة بالمغرب، رسالة خاصة موجهة إلى أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بخصوص النساء والفتيات بقطاع غزة والوضع المأساوي الذي يواجهنه في القطاع جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ حوالي 3 أشهر.
خديجة الزومي، رئيس منظمة المرأة الاستقلالية، التي كانت حاضرة في التسليم، قالت إن مجموعة من الحساسيات النسائية بدون انتماءات سياسية “عملن على توقيع عريضة تسلم إلى الأمين العام، عبر منسقة الأمم المتحدة بالمغرب”.
وأضافت الزومي: “حاولنا أن تكون فقط رسالة بسيطة بمناسبة مناهضة العنف، الذي يطال بشكل كبير المرأة الفلسطينية وبشكل كبير يثير مجموعة من المخاوف من إبادة جماعية لما يقع في غزة”.
وشددت القيادية الاستقلالية، في تصريح للصحافة، على أن الرسالة تمثل مساهمة في “دعم القضية الفلسطينية ودعم المرأة الفلسطينية من خلال هذه الإشارة، التي نتمنى أن تصل إلى الأمم المتحدة”.
وختمت الفاعلة النسائية ذاتها قائلة: “كفى من العنف ضد النساء، أينما كُنّ وكيف ما كان شكله ونوعه”.
من جهتها، قالت جميلة المصلي، وزيرة الأسرة والتضامن السابقة، “ارتأينا، بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء من خلال هذه الرسالة، أن نقول إنه لا يعقل وغير مقبول أن الأمم المتحدة في الوقت الذي ترفع شعارات واتفاقات لمناهضة العنف ضد النساء”.
وأضافت المصلي، في تصريح على هامش التسليم، أن النساء في فلسطين وقطاع غزة “يتعرضن لأبشع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وترقى إلى مستوى جرائم حرب مكتملة الأركان”، وأكدت أن أغلب الضحايا “من النساء والأطفال، وأكثر من 70 في المائة منهن من دون احتساب من هم تحت الأنقاض والجرحى”.
وأكدت وزيرة الأسرة والتضامن السابقة أن هذا الوضع “سيكون له أثر على المديين القريب والبعيد على الإنسانية”، معتبرة أن “ما راكمته الإنسانية من قيم كونية في احترام كرامة الإنسان نرى اليوم أنها تباد أمام صمت القوى العالمية الكبرى التي بإمكانها أن توقف النار في غزة”، مشددة على ضرورة إيصال “صوت النساء المغربيات إلى الأمم المتحدة وحثها على اتخاذ إجراءات لحماية النساء والأطفال وكل المظلومين في العالم”.
وأفادت الرسالة بأن تقارير عديدة لمنظمات أممية ودولية أكدت “هول الأوضاع الكارثية والعنف الممنهج ضد النساء والأطفال بقطاع غزة طيلة أيام الحرب، يصل حد التصفيات الجماعية والترحيل الجماعي وتدمير المدن والقرى والأحياء السكنية بشكل كامل وممنهج؛ الشيء الذي يعد جرائم حرب إبادة جماعية ضد الإنسانية تقوم بها دولة الأبارتايد العنصرية، ويشكل انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف الأربع وكذا للقيم الإنسانية والمواثيق الدولية ذات الصلة خاصة مقتضيات القانون الدولي الإنساني”.
واعتبرت الوثيقة ذاتها أن العنف الممنهج من “جرائم قتل عمد وتهجير جماعي وتصفيات مباشرة للنساء وأطفالهن وأسرهن في المناطق المحتلة في قطاع غزة، التي مارستها قوى الاحتلال الإسرائيلي طيلة الستين يوما الماضية، أودت إلى الآن بحياة أكثر من 18 ألف شهيد و43 ألف مصاب وآلاف المفقودين، حسب تقديرات المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، تمثل النساء وأطفالهن حوالي 67 في المائة من الضحايا”.
وسجلت أن “والدتين تقتلان كل ساعة و7 نساء يقتلن كل ساعتين، دون إغفال آلاف النساء مع أطفالهن الذين يرزحون تحت الأنقاض بين الجرحى والمفقودين والموتى؛ ما يعكس وضعا مأساويا غير مسبوق في المنطقة والعالم”.
وأضافت الرسالة أن المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أكدت “استشهاد أكثر من 5 آلاف و300 طفل فلسطيني خلال 46 يوما فقط، أي أكثر من 115 طفلا يوميا على مدى أسابيع؛ وهو ما يشكل حوالي 40 في المائة من الوفيات في الأراضي المحتلة بغزة”، معتبرة أن هذا الأمر “غير مسبوق؛ مما يجعل القطاع أخطر مكان بالنسبة للأطفال في العالم”.
ودعت الرسالة الأمين العام للأمم المتحدة إلى عدم إغفال “المعاناة الشديدة التي تعانيها النساء الحوامل (حوالي 50 ألفا) والمرضعات لأطفالهن والمصابات بإصابات خطيرة، في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية بغزة، والاستهداف الممنهج لقوات الاحتلال الإسرائيلي للمؤسسات الصحية. ويصل الأمر إلى قصف عشوائي للمراكز التابعة للأونروا وكذا للمدارس ودور العبادة من مساجد وكنائس، تشكل في مجملها آخر ما تبقى من مناطق لجوء أمام النساء وأطفالهن”.
وطالبت الفعاليات النسائية المغربية إلى “التحرك العاجل بدون هوادة لوضع حد لكل الممارسات الماسة بحقوق النساء الفلسطينيات وكرامتهن ووضعهن الاجتماعي، وحقهن الذي لا جدال فيه وغير القابل للتصرف في الحرية والحياة الكريمة والعيش الآمن”، منوهات بـ”العمل الدؤوب الذي تقومون به (غوتيريش) من أجل استتباب السلم والأمن العالمين، وكذا دفاعكم المستمر عن حقوق المرأة والطفل والأسرة، ومواقفكم المدينة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بغزة والأراضي الفلسطينية المحتلة”.