الحرب الإسرائيلية في غزة تقتل الرهائن – هآرتس الإسرائيلية
في عرضنا للصحف الأجنبية والعربية، نبدأ جولتنا من صحيفة التايمز البريطانية، التي تشير إلى مدى صعوبة تحقيق “وقف مستدام لإطلاق النار”، في ظل استمرار القوات الإسرائيلية في التوغل داخل القطاع وصولاً إلى الجنوب، وفي ظل استمرار حماس في إطلاق الصواريخ على أهداف بعيدة تصل إلى تل أبيب.
فتحت عنوان “الدعوة إلى الهدنة أمر سهل، لكن التفاصيل ستكون الجزء الصعب”، أوضح التقرير البريطاني تغير اللهجة الغربية اليوم؛ على الرغم من استخدام واشنطن حق الفيتو ضد قرار طارئ لمجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.
ومع ذلك، استخدم الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً لغته الأكثر انتقاداً حتى الآن، محذراً إسرائيل من “القصف العشوائي” لغزة، كما دعا وزيرا خارجية بريطانيا وألمانيا، في بيان مشترك إلى هدنة تفضي إلى “سلام مستدام”.
ويتساءل التقرير عن غزة في مرحلة ما بعد الصراع، لا سيما وأن المقربين من نتنياهو يتصورون سيطرة إسرائيلية أمنية على القطاع بعد الحرب. ومن ناحية أخرى، يعارض نتنياهو بشدة أي عودة للسلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية المحتلة، لكن “من الواضح أن هذا هو اتجاه التفكير في واشنطن”.
ويرجح التقرير”احتمال الوصول إلى طريق مسدود بعد الحرب” مضيفاً أن السلام بعيد المنال “ما دامت غزة تقبع تحت وطأة الفقر، وما دام مئات الآلاف من المستوطنين الإسرائيليين يقيمون في الضفة الغربية”.
ويحث التقرير السعودية “التي كانت على وشك تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب قبل السابع من أكتوبر\تشرين الأول” أن تلعب دوراً في “تنصيب قيادة فلسطينية معتدلة في غزة والضفة الغربية”.
“الرهائن يعودون إلينا جثثاً”
ننتقل إلى المقال الافتتاحي لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، الذي يقول إن أسوأ ما حدث حتى الآن، هو مقتل الرهائن الثلاثة الإسرائيليين على يد القوات الإسرائيلية، بعد بقائهم على قيد الحياة لعشرة أسابيع من احتجاز حماس لهم في غزة.
وأوضح التقرير الإسرائيلي أن بعد هذا الحادث، لا يمكن لحكومة نتنياهو أن تتوقع استمرار عائلات الرهائن في تأييدهم للحرب التي أودت بحياة بعضهم.
فبحسب التقرير، هذا الحادث الخطير “يتطلب استخلاص الدروس بشكل فوري وتغيير في النهج، سواء فيما يتعلق بأولوية صفقة الرهائن أو طبيعة القتال في قطاع غزة”.
وفي ضوء هذا الحادث، لا يمكن التغافل عن الخطر المحدق بالرهائن أنفسهم بسبب هجمات الجيش الإسرائيلي والقتال المستمر، لاسيما وأن التحقيق الأولي برهن على عدم وجود تمييز كافٍ بين مقاتلي حماس وبين المدنيين.
وربط التقرير بين الحادث الذي وقع في حي الشجاعية في غزة، وبين حادث سابق آخر في القدس، حين أطلق الجنود الإسرائيليون النار على أحد المدنيين الإسرائيليين بعد أن ظنوا مخطئين أنه منفذ الهجوم، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى أن يقرر أن إطلاق النار على من يرفع يديه أمر محظور.
واستعان التقرير بما قاله أحد أقارب أحد الرهائن في غزة، عن أن الرهائن يعودون إلى ذويهم جثثاً، مضيفاً: “إنهم يموتون في الغارات الجوية وفي العمليات الفاشلة التي تهدف إلى إنقاذهم، ومن نيران قواتنا عندما يتمكنون من الفرار”.
وأضاف: “إنهم يحاولون إخبارنا بأن الحرب تساعد الرهائن، لكنها تقتلهم”. ويحث التقرير على ضرورة أن تضع الحكومة عودة الرهائن على رأس أجندتها، وأن تعمل على التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم.
إسرائيل تريد غزة، وحماس تريد الضفة الغربية
نختتم جولتنا بصحيفة النهار العربي اللبنانية المستقلة، وتقرير للكاتبة راغدة درغام، التي ترى أن “الإنجاز” الذي حققته الإدارة الأمريكية مؤخراً هو أنها “نجحت في كبح جماح إسرائيل من أن تشن هجوماً على لبنان”.
فبعد أن توعدت إسرائيل بتكرار ما حدث في غزة في جنوب لبنان، “أصرّ فريق بايدن على أن لا لزوم الآن في هذه المرحلة للدمج بين حزب الله في لبنان وحماس في غزة ضمن مشاريع إسرائيل للقضاء على الخطر الذي يشكله كلاهما على وجودها، حسب تقديرها”.
وعلى الرغم من الانقسامات وتباين المواقف بشأن كيفية تناول مسألة الرهائن، إلا أن إسرائيل “كشفت القناع أخيراً عن خدعة المفهوم الإسرائيلي لاتفاق أوسلو”، بحسب التقرير.
فعلى الرغم من جدية الطرف الفلسطيني، إلا أن إسرائيل “لم تكن أبداً جدية في وعد أوسلو بقيام دولة فلسطينية”؛ فلطالما “تملّصت” من “حل الدولتين” في الوقت الذي ضمنت فيها إسرائيل الالتزامات الأمنية التي نفذتها السلطة الفلسطينية.
وأشارت راغدة في تقريرها إلى تصريحات إسرائيل “دائماً” بأن موقفها من إقامة الدولة الفلسطينية هو أن “الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين”، دون اعتبار للسيادة الأردنية. واستمر “التحايل الإسرائيلي على حلّ الدولتين من دون رفضه القاطع علناً”، إلى أن كشف نتنياهو مؤخراً عن معارضته اتفاق أوسلو، واصفاً إياه بـ”الخطأ الفادح الذي لن يسمح بتكراره”.
وترى الصحفية والمحللة اللبنانية أن القاسم المشترك بين الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، هو “أن كليهما رفض ويرفض حل الدولتين”، وأن “الغموض الاستراتيجي” جزء من فكر الطرفين.
ويوضح التقرير هذا الغموض من خلال إبداء قيادات “حماس” السياسية استعدادهم “للتأقلم التكتيكي” الذي قد يكون موقتاً وقد يكون انقلاباً جذرياً لعقيدتهم، لكن راغدة ترى أن تصريحات حماس تأتي “لغاية في نفس يعقوب”.
فما تريده حماس وفق المقال العربي، هو “إعادة بناء نفسها بهدف السيطرة على الضفة الغربية، وليس على غزة”، لتكون “بديلاً” عن منظمة التحرير الفلسطينية، “وعدوها اللدود” حركة فتح.
وترى المحللة اللبنانية أن العلاقة بين إسرائيل وحماس “مريبة”؛ موضحةً أن ما فعلته الحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول كان الذريعة لإسرائيل لفرض أجندتها القديمة التي ترى أن “تهجير” أهل غزة إلى سيناء المصرية حلاً بديلاً، مضيفة أن سيطرة حماس على الضفة الغربية إن حدثت، فستكون ذريعة إسرائيل لتهجير أهل الضفة إلى الأردن.