حرب غزة:هل بدأ الدعم الغربي المطلق لإسرائيل في التآكل؟

صدر الصورة، Getty Images
مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل انتقد مرارا توسع إسرائيل في عملياتها ضد المدنيين في غزة.
طفا إلى السطح هذا الأسبوع، مدى معارضة الدول الغربية، لاستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وتشعر واشنطن والعديد من العواصم الأوروبية، بأن الوقت حان لتوقف الآلة العسكرية الإسرائيلية، عن حصد أرواح آلاف أخرى من المدنيين الفلسطينيين، في سعيها للقضاء على حماس التي شن مقاتلوها هجوما مباغتا على إسرائيل، صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي خلف 1200 قتيل إسرائيلي.
وفي معرض التبدل، في مواقف واشنطن والدول الأوربية، تجاه السلوك الإسرائيلي، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أفصح للمرة الأولى، بصورة علنية، عن خلافات بينه وبين القيادة الإسرائيلية، بشأن الحرب الدائرة في غزة، وقال بايدن يوم الثلاثاء 12 كانون الأول/ ديسمبر، إن الحكومة الإسرائيلية وخلافا لموقف واشنطن، ترفض حل الدولتين مع الفلسطينيين، وإنه حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على “تغيير” حكومته.
وفي كلمة له ألقاها، خلال لقاء مع مانحين للحزب الديموقراطي، دعا بايدن نتانياهو إلى “تغيير” حكومته، بغية إيجاد حل على المدى الطويل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، واعتبر بايدن أن إسرائيل، التي تقصف قطاع غزة بعنف، بدأت تفقد تأييد الرأي العام العالمي.
وقال بايدن إنّ أمام نتانياهو “قرارا صعبا يتعين عليه اتخاذه.. أعتقد أن عليه أن يتغير، وهذه الحكومة في إسرائيل، وهي أكثر حكومة محافظة في تاريخ البلاد، تجعل من الصعب عليه التحرك. هم لا يريدون أي شيء يشبه حل الدولتين، لا من قريب ولا من بعيد “.
وفي اليوم السابق لتلك التصريحات، كان بايدن، قد شدّد خلال احتفال في البيت الأبيض، بمناسبة “عيد الأنوار” اليهودي، على وجوب أن يتوخى الإسرائيليون “الحذر” لأن “الرأي العام العالمي يمكن أن يتغيّر في أي وقت”.
وتحفل العديد من وسائل الإعلام الدولية، بتقارير وتعليقات، تشير الى أن واشنطن فقدت مصداقيتها الأخلاقية عبر العالم، بسبب دعمها المطلق لإسرائيل في هذه الحرب، وأن هذا الموقف الأمريكي، الذي أطلق عنان إسرائيل لقتل آلاف المدنيين في غزة، بدأ ينعكس سلبا على المصالح الأمريكية. وقد يقضي على ما تبقى من فرص فوز الرئيس جو بايدن، بولاية رئاسية ثانية، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
تململ أوربي أيضا
غير أنه ورغم أهمية التصريحات المنتقدة، من الجانب الأمريكي، الذي يُعَد الداعم الأكبر لإسرائيل، فإن الانتقادات جاءت أيضا، من أطراف غربية أخرى، خاصة من العواصم الأوربية.
وفي آخر ردود الفعل الأوربية، كانت رئيسة المفوضية الأوربية، أورسولا فون دير لايين، قد قالت الأربعاء 13 كانون الأول/ديسمبر، إنها تؤيد فرض عقوبات على “المتطرفين”، من المستوطنين الإسرائيليين، في الضفة الغربية المحتلة، مندّدة أمام البرلمان الأوروبي، في ستراسبورغ (فرنسا) بـ”تصاعد” أعمال العنف التي يمارسونها، والتي اعتبرت أنها تهدد استقرار المنطقة.
وجاءت تصريحات فون دير لايين، بعدما قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاثنين 11 كانون الأول/ ديسمبر إنه سيقدّم اقتراحا لفرض عقوبات على متطرفين من مستوطني الضفة الغربية.
وفي بروكسل، حث رئيس الحكومة البلجيكية، ألكسندر دي كرو دول الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات مشتركة، لمنع “المتطرفين” الإسرائيليين، الذين يرتكبون أعمال عنف، في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين، من زيارة أوروبا، ولوح المسؤول البلجيكي بفرض عقوبات على وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الذي دعا لإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة.
وذهبت نائبته بيترا دي سوتر، إلى دعوة الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاق الشراكة مع إسرائيل فورا، و”حظر استيراد المنتجات من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنع المستوطنين والسياسيين والجنود المسؤولين عن جرائم الحرب، من دخول الاتحاد الأوروبي”.واعتبرت المسؤولة البلجيكية قصف إسرائيل للمستشفيات ومخيمات اللاجئين في غزة “جريمة حرب”.
وفي مدريد، دعت وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية بالإنابة، إيوني بيلارا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وفرض عقوبات اقتصادية عليها، وحظر بيع الأسلحة لها، وتقديم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والقادة السياسيين الآخرين، الذين قصفوا المدنيين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي أوسلو، اتهم رئيس الوزراء النرويجي، يوناس غار ستور، إسرائيل بانتهاك القانون الإنساني، أما في باريس فقد وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان ضمن الزعماء الغربيين الأوائل، الذين زاروا إسرائيل غداة السابع من أكتوبر الماضي، تعبيرا عن دعمه القوي لها، انتقادات لاذعة لها، مطالبا إياها بالتوقف عن قتل النساء والأطفال في غزة.
وفي بريطانيا كان الزعيم السابق لحزب العمال، عضو البرلمان البريطاني، جيرمي كوربن،الصوت الذي يغرد خارج السرب من الطبقة السياسية البريطانية إذ انتقد بشدة موقف بلاده الرافض لدعوات وقف إطلاق النار في غزة.
وأمام هذا السيل من الانتقادت، لاستمرار الحرب الإسرائيلية في غزة، شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على أن الضغوط الدولية، لن تثنيه عن مواصلة تحقيق أهدافة، مهما كلف الأمر من تضحيات. ويقر نتنياهو بوجود خلاف مع حلفائه الغربيين لكنه يصر على أنه “لن يسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو”.
هل بدأ الدعم الغربي المطلق لإسرائيل يتآكل؟
لماذا قرر بايدن الخروج إلى العلن بخلافه مع نتنياهو؟
هل يؤثر الخلاف الحالي بين اسرائيل والولايات المتحدة في العلاقات بينهما؟
ماذا بوسع الدول الغربية أن تفعل لو رفضت إسرائيل وقف الحرب؟
هل هناك ظروف دولية يمكن أن تفرض وقفا لإطلاق النار على إسرائيل؟
ما تبعات استمرار إسرائيل في حربها على غزة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الخميس 14 كانون الأول/ ديسمبر
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب