أخبار العالم

تقاعس أسر مغربية عن تلقيح الرضع يهدد السلامة الصحية والجسدية للأطفال



وجهت حنان أتركين، البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالا شفويا إلى وزارة الصحة بشأن التدابير التواصلية، التي تعتزم الوزارة اتخاذها للتعريف بأهمية اللقاحات وأخذها بانتظام وفق الجدولة الطبية، والأثر السلبي للتقاعس والإخلال بذلك على صحة الأطفال وسلامتهم الجسدية.

وأوضحت البرلمانية ذاتها أن معلومات طبية غير دقيقة حول عدم أهمية اللقاحات الخاصة بالأطفال انتشرت وسط بعض الأسر المغربية، مما أدى إلى تقاعسها عن أخذ اللقاحات أو عدم اكتمال الجدولة الزمنية المتعلقة بأخذها، مما يؤثر سلبا على سلامة الأطفال ويزيد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة.

البروفيسور أحمد عزيز بوصفيحة، أستاذ طب الأطفال بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أكد وجود بعض الأسر التي تتجاهل أهمية تلقيح الرضع، بل إن بعض الأسر تمتنع عن أخذ اللقاحات للأطفال، مضيفا أن الأمر تفاقم أكثر بعد جائحة “كوفيد-19”.

وأشار المتحدث إلى أن المغرب على الرغم من تقاعس بعض الأسر عن تلقيح أطفالها، يبقى من الدول التي تعمل بفعالية على تلقيح الرضع، بالمقارنة مع بعض الدول الأوروبية التي تعرف تراجعا كبيرا فيما يتعلق بالإقبال على تلقيح الأطفال، خاصة فرنسا، مما تنتج عنه زيادة في حالات الإصابة بأمراض مثل داء الحصبة، وتسجيل مضاعفات ووفيات، فقامت الحكومة الفرنسية بعد ذلك باتخاذ إجراءات صارمة في هذا الاتجاه.

وأوضح البروفسور، في تصريح لهسبريس، أن الامتناع عن تلقيح الرضع يؤدي إلى ارتفاع مستوى الإصابة بأمراض تمنعها اللقاحات، مبرزا أن عدم تلقيح الأطفال بالمغرب يعتبر مسؤولية جسيمة، خاصة في حالات الأمراض الخطيرة مثل “الكزاز”.

وأبرز أن المغرب حقق تقدما ملحوظا في القضاء على بعض الأمراض مثل “الخناق”، داعيا إلى الحذر واتخاذ إجراءات صارمة لتعزيز تلقيح الأطفال ضد الأمراض القابلة للوقاية.

وأشار إلى أن العديد من المعلومات المنتشرة مجرد إشاعات لم يتم إثباتها علميا، على رأسها أن التلقيح ضد مرض “بوحمرون” يؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد.

من جانبها أكدت الطبيبة والبرلمانية حنان أتركين أن “الولوج السهل إلى الإنترنت بشكل عام، ومواقع التواصل بشكل خاص، يغذي انتشار الشائعات في العديد من المجالات، والمجال الصحي واحد من المجالات التي تعاني من هذه الظاهرة، حيث تعرضت بعض الأسر في الآونة الأخيرة لبعض المعلومات غير الصحيحة بشأن تلقيح أطفالها، مما أثر على قرارها في هذا الشأن”.

وأضافت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أن المغرب قطع مسافة مهمة في مجال تلقيح الرضع، خاصة بعد وضع سياسة تهم تشجيع الأسر على تلقيح أطفالها ضد بعض الأمراض مثل داء السل.

واعتبرت أن اللقاح المضاد لـ”كوفيد” ومضاعفاته جعلت من يروجون لمثل هذه الأفكار المتعلقة بعدم نجاعة لقاح الأطفال يجدون أرضية لشرعنة أفكارهم، مشيرة إلى “وجود فئة من الأسر تتجنب أخذ اللقاحات لأسباب شخصية تتحمل فيها المسؤولية، فيما نجد فئة تأخذ بعض اللقاحات وتتخلى عن أخرى، مما يستوجب تدخل الوزارة المعنية لتجاوز هذا الأمر والتحسيس بخطورة مثل هذه الخطوات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى