هل يبدو الموقف الأمريكي متناقضا بشأن حرب غزة؟

صدر الصورة، Getty Images
المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن الدولي مستخدما حق النقض(الفيتو) ضد مشروع قرار أممي بوقف الحرب في غزة الجمعة 8 ديسمبر
منذ بدأت الحرب في قطاع غزة، بين إسرائيل وحركة حماس، يتعرض الموقف الأمريكي من هذه الحرب، إلى انتقادات قوية وواسعة، من قبل الطرف الفلسطيني، وأطراف دولية أخرى، تتهمه بالتواطؤ لإطالة أمد هذه الحرب، كما تتهمه أيضا بانتهاج سياسة ازدواجية متناقضة، تعارض في جانب منها وقف الحرب، بينما تبدي الأسى والحزن في الجانب الآخر، تجاه مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين.
وبرأي أطراف دولية، فإن تناقض الموقف الأمريكي، قد بلغ ذروته، بعد أن استخدمت واشنطن حق النقض ( الفيتو)، يوم الجمعة الماضي 8 كانون الأول/ديسمبر، ضد قرار لمجلس الأمن الدولي، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
إدانات فلسطينية ودولية
واتهمت الدبوماسية الروسية واشنطن، بـ “التواطؤ في المذبحة الوحشية التي ترتكبها إسرائيل”، وذلك في بيان أمام المجلس بعد التصويت، وقال النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي: “لقد حكم زملاؤنا الأمريكيون بالإعدام، على الآلاف- إن لم يكن عشرات الآلاف- من المدنيين في فلسطين وإسرائيل، بمن فيهم النساء والأطفال، إلى جانب موظفي الأمم المتحدة الذين يحاولون مساعدتهم”.
وأضاف الدبلوماسي الروسي: “يمكن للمرء أن يقول العديد من الكلمات الجميلة، ولكن الفارغة، عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام والأمن وبعض القواعد والنظام، ولكن اليوم، تعلمنا القيمة الحقيقية لهذه الكلمات، حيث فضل عضوان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، البقاء متواطئين في العدوان الإسرائيلي الوحشي”، في إشارة واضحة، إلى الولايات المتحدة بسبب “الفيتو”، وإلى المملكة المتحدة، التي امتنعت عن التصويت.
ومن جانبها، أعربت الصين أيضا، عن “خيبة أملها وأسفها الشديدين” ، لاستخدام الولايات المتحدة، حق النقض ضد مشروع القرار، وقال السفير الصيني تشانغ جون: “يجب الإشارة إلى أن التغاضي عن استمرار القتال، مع الادعاء بالاهتمام بأرواح وسلامة الناس في غزة والاحتياجات الإنسانية هناك يتناقض مع الذات”.
وعلى الجانب الفلسطيني، أدان رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، محمد اشتية الفيتو الأمريكي، وقال، في بيان، إن فشل مجلس الأمن في وقف العدوان وصمة عار، ورخصة جديدة لاستمرار القتل والدمار والتهجير، واستخدام حق النقض يفضح نفاق الادعاء بالاهتمام بحياة المدنيين.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد نددت أيضا بالفيتو الأمريكي، وقال لويس شاربونو، مدير مكتب الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش، في بيان عقب استخدام حق النقض “من خلال الاستمرار في تزويد إسرائيل بالأسلحة والغطاء الدبلوماسي أثناء ارتكابها الفظائع، بما في ذلك العقاب الجماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين في غزة، فإن الولايات المتحدة تخاطر بالتواطؤ في جرائم الحرب.”
تناقض أمريكي مستمر
ومنذ اندلع القتال، بين إسرائيل وحماس في غزة، قبل مايزيد على شهرين، يبدو الموقف الأمريكي بشأن استمرار تلك الحرب، متناقضا وفق العديد من المراقبين، إذ أن واشنطن تدعو إلى حماية المدنيين في جانب، لكنها في نفس الوقت تتماهى مع الموقف الإسرائيلي، الذي يؤكد دوما على ضرورة إستمرار العمليات العسكرية في غزة، رغم ما توقعه من ضحايا بالآلاف في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
ويشير مراقبون إلى علامات على تناقض الموقف الأمريكي، تجاه استمرار الحرب في غزة، ومنها ماتؤكده التقارير، من وصول المزيد من الذخائر والأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل ، لتشجيعها على مواصلة الحرب، وكذلك الجهود الدبلوماسية، التي يقودها رأس الدبلوماسية الأمريكية، أنتوني بلينكن وهو وزير الخارجية، لمنع توسع تلك الحرب ودخول أطراف إقليمية فيها، بينما هو يطلق يد إسرائيل، لتواصل حملتها العسكرية المدمرة في غزة.
أما واشنطن من جانبها، فهي تبرر موقفها الرافض لإنهاء الحرب الدائرة حاليا في غزة، بأنه لن يكون مفيدا، وأنه يجب إعطاء الوقت الكافي لإسرائيل، لإنهاء مهمتها في القضاء على حركة حماس، وهو نفس الخطاب الذي تصدره الحكومة الإسرائيلية، وترى الإدارة الأمريكية في نوع من التماهي مع هذه الخطاب الإسرائيلي، أن إنتهاء الحرب الآن قبل أن تحقق إسرائيل أهدافها، سيؤدي إلى استمرار وجود حماس، التي يمكن أن تعود لمقاومة إسرائيل من جديد في المستقبل.
وبعد اعتراض أمريكا الأخير، على صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، بوقف الحرب في غزة، قال نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إن أمريكا تعتقد، أن صدور قرار آخر من مجلس الأمن الدولي بشأن غزة، لن يكون مفيدا في الوقت الحالي، وأوضح وود أن أمريكا استخدمت حق “الفيتو” ضد مشروع القرار، لأنه لا يدين حركة “حماس” الفلسطينية، ولا يؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
كيف ترون طبيعة الموقف الأمريكي فيما يتعلق بالحرب الدائرة في غزة؟
هل تتفقون مع ما تقوله أطراف دولية من أن الموقف الأمريكي يتسم بالتناقض؟
لماذا برأيكم تعطل واشنطن صدور قرار أممي بوقف الحرب؟
وكيف ترون التبرير الأمريكي بأن وقف إطلاق النار الآن سيؤدي إلى تجدد الصراع مستقبلا؟
لماذا يبدو موقف العالم العربي رهينة للموقف الأمريكي؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 12/ كانون الأول / ديسمبر
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب