نواب برلمانيون يدعون وزير الأوقاف إلى التأطير الديني لأبناء الجالية المغربية

أثار الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية موضوع التأطير الديني لأبناء المغاربة المقيمين بالخارج في جلسة الأسئلة الشفهية التي انعقدت الإثنين بمجلس النواب، حيث أكد أن هذه الفئة تعيش نوعا من التيه بهذا الخصوص.
وقالت النائبة مليكة لحيان، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، إن “حوالي 6 ملايين من المغاربة يعيشون في بلدان الإقامة، من بينهم 2.5 مليون مغربي تقل سنهم عن 18 سنة، ويحتاجون إلى التربية الدينية”.
ودعت لحيان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق إلى ضرورة إيلاء “اهتمام كبير بالجيل الرابع”، وأضافت في رسالة لا تخلو من إشارات: “ولادنا تايهين مبقاوش عارفين واش هوما مغاربة أو من بلد المهجر، ومبقاوش عارفين التربية الدينية المغربية الأصيلة أو تربية دينية أخرى”.
وزادت النائبة ذاتها: “نطالب السيد الوزير بشكل مستعجل بإحداث مؤسسات ومدارس من أجل تربية دينية مغربية أصيلة حقيقية وفي المستوى المطلوب”، وشددت على ضرورة مواكبة الوزارة لهذه المؤسسات على أرض الواقع.
وفي تفاعله مع النائبة، أقر وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بجسامة التحديات التي تواجه المغرب في التأطير الديني لأبناء الجالية المقيمة بالخارج.
وقال التوفيق إن المعول عليه هو “تشبث المغاربة بدينهم وبثوابتهم، ذلك أن وسائل التدخل في هذا الإطار محدودة والإكراهات كثيرة وفي ازدياد”، مشيرا إلى بعض العمليات التي تقوم بها الوزارة، مثل “إحداث المجلس العلمي المغربي لأوروبا، وفتح قنوات التواصل مع القنصليات والجهات الرسمية، واستدعاء ممثلي الجاليات المغربية في بعض المناسبات، وتخصيص اعتمادات مالية لم تتعد هذه السنة 78 مليون درهم”.
وأضاف الوزير مستعرضا جهود وزارته: “تم إيفاد بعثات علمية من القراء والوعاظ والواعظات، وتزويد المساجد والمراكز الإسلامية بنسخ من القرآن الكريم، وتكثيف الزيارات الميدانية”.
واستدرك المسؤول الحكومي موضحا: “سنحاول التغلب على كل التحديات المطروحة في هذا الإطار بالتواصل الرقمي”، مبرزا أن التحديات المتوالية التي يواجهها مغاربة العالم “لن تترك لنا أن نفعل شيئا كما نريد”، في إشارة إلى التطورات والتحديات المتسارعة.
وفي رده على سؤال حول رقمنة الخطاب الديني أكد التوفيق أن إنتاج المحتوى الرقمي في الوزارة يرتكز على “إبراز الثوابت الدينية المغربية ونشر المادة العلمية المرتبطة بها، إذ يصنف موقع الوزارة من بين أوائل المواقع الحكومية المغربية، وله ترتيب عالمي مهم، فيما تفهرس منصة ‘غوغل’ أكثر من 200 ألف كمحتوى رقمي خاص بالوزارة”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “الوزارة والمؤسسات التابعة لها على تتوفر على 10 منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتُدبر على ‘فيسبوك’ أزيد من 20 صفحة، يشترك فيها أكثر من 700 ألف”، معتبرا أن الصفحة الرسمية للوزارة “من أهم المنصات الوطنية، بالنظر إلى المحتوى المنشور الذي يتجاوز 400 منشور شهري، وعدد المتابعين الذي بلغ 540 ألفا في الشهر الأخير”.
وتفاعلا مع تعقيب لفريق “الأحرار” حول انتشار الفتاوى في الفضاء الرقمي، رد التوفيق بأن “هذا الأمر مرتبط بالحرية، غير أنه لا بد للحق أن ينتصر على الباطل، فيما تتطلب هذه المسألة وقتا ومضاعفة للمجهودات المبذولة في هذا الصدد”، حسب رأيه.