أخبار العالم

حضور الطبقة السياسية لم يعد مؤثراً .. والمدرّس أساس إصلاح التعليم



قال الباحث السياسي والمفكر والشاعر صلاح الوديع إن العمل من أجل استرجاع الثقة في المؤسسات بالمغرب “ما زال ضعيفاً، كما لم يتم استعمال المبدأ الدستوري المتعلّق بربط المسؤولية بالمحاسبة بما فيه الكافية”.

وأضاف الوديع، خلال حديثه في لقاء بوجدة، مساء الجمعة، أن المغرب “بحاجة على المستوى الحكومي إلى التفاعل والإنصات، كما يحتاج الشعب المغربي إلى مسؤولين يشبهونه في تفكيره وأقرب إليه، يستمعون إليه ويتكلمون لغته ويشعرون به”، مشيراً إلى أن المغاربة يثقون بمن يجدون فيه هذه الصفات.

ولاسترداد الثقة في المؤسسات والمسؤولين المغاربة، أكد المتحدّث- الذي سجل في بداية كلمته أنه يحضر اللقاء بصفته الشخصية وأن كل ما يقوله يلزمه وحده- على “ضرورة محاربة التبذير والحفاظ على المال العام”، لافتا إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي للمغاربة “لا يُتحمّل وبوادر الفاقة بادية في شوارعنا، بالرغم من توفّر بلادنا على ثروات”. وتأسف في السياق عينه على سحب القانون المتعلّق بسن الضرائب المتناسبة على الثروة.

وأبرز مؤسس حركة “ضمير” المدنية أنه “لا ديمقراطية بدون أحزاب سياسية ونقابات قوّية”. لذلك اقترح، في إطار النظام الدستوري الحالي، “تقوية دور الأحزاب السياسية ومساهمتها في الحوار والنقاش والاقتراح الوطني، مع إمكانية عقابها عبر إلغاء الانتداب خلال سريانه في حالة عدم وفائها بما التزمت به”.

وأشار إلى أن حضور الطبقة السياسية بالمغرب “لم يعد مؤثراً ومقنعاً كما كان في السابق”، قائلا: “لا أعتقد شخصياً أمام ما عشناه في السنوات الأخيرة بأنه حتى مناضلين داخل هذه الأحزاب مرتاحون لأداء زعمائهم”.

وفي حديثه عن المنظومة التعليمية بالمغرب، قال الوديع إن “هناك مرجعيات أساسية في القطاع تضم كل ما يحتاجه ولا تحتاج إلا إلى تفعيلها، أولاها الرؤية الاستراتيجية 2014، والقانون الإطار”، مذكّراً بخطب ملكية سابقة شددت على أن “ورش التربية والتكوين أهم ورش بعد الدفاع عن حوزة التراب الوطني”، وأنه “يجب أن نخرج من دوامة إصلاح الإصلاح”.

وأكد أن “الأداة الأساسية لإصلاح المنظومة التعليمية بالمغرب هي المدرّس، الذي يجب أن يشعر بأن له اعتبار معنوي وإقرار بحاجياته المادية والمُصاحبة في التكوين المستمر، في إطار تعبئة وطنية شبيهة بالمسيرة الخضراء بكل ما فيها من حركية وجدانية”.

وبالرغم من الرهانات والتحديات التي وصف بعضها بالخطير، ذكّر المعتقل السابق وعضو هيئة “الإنصاف والمُصالحة” بأن “المغرب حقق الكثير”، متسائلا “عمّن كان يظن في نهاية التسعينيات أن يكون للمغرب فضاء إعلامي متحرر، وأن تُصبح الأمازيغية عنصراً في دستورنا، وأن يضم هذا الدستور باباً كاملاً خاصاً بالحقوق والحريات؟”.

يُشار إلى أن اللقاء المفتوح، الذي أطّره صلاح الوديع بقاعة المحاضرات بكلية الطب والصيدلة، كان من تنظيم جامعة محمد الأول بوجدة، وعرف حضور وتفاعل مجموعة من الطلبة والأساتذة والإعلاميين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى