حرب غزة: النساء يعانين من نقص المستلزمات الصحية في القطاع،
تفاقمت معاناة النساء في غزة مع دخول الحرب شهرها الثالث، إذ كشفت دعوات لسيدات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية عن نقص في المستلزمات النسائية خاصة “الفوط الصحية”، في ظل غياب الماء وأدوات النظافة في قطاع غزة.
وأدى انتشار دعوات لتوفير الفوط الصحية عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى اندلاع الجدل بين نشطاء ومغردون، فمنهم من رأى أن النساء في غزة يحتجن إلى أشياء أكثر أهمية من الفوط الصحية، وأخريات أكدن على أن الفوط الصحية ليست أدوات “رفاهية”، بل هي مهمة لضمان صحة المرأة، وقد تكون هناك آثار سلبية كبيرة في حال عدم استخدامها.
ما القصة؟
انتشرت على مدار الأيام الماضية شكاوى لسيدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة منصة “أكس” تفيد بعدم وجود فوط صحية في الأسواق بغزة والنتائج الصحية السلبية على صحة النساء في القطاع المترتبة على ذلك.
كما أشارت بعض السيدات أن هذا يعود إلى عدم دخول جميع المساعدات الإنسانية التي كان يجب مرورها عبر معبر رفح.
في المقابل قالت مغردات وعاملات في منظمات خيرية إنه تم بالفعل إرسال شحنات من الفوط الصحية منذ بداية الحرب ولكن الاحتياج بالطبع أكبر بكثير في غزة مما تم إرساله.
نداءات استغاثة
عبّر العديد من النساء عبر منصة “إكس” عن غضبهن من جراء نقص شديد في الفوط الصحية التي يحتجنها، وأكدن أن عدم استخدام الفوط الصحية سيكون له تأثير سلبي على صحة أجسادهن.
فقالت شهد أيمن إنه منذ بداية الحرب لجأت السيدات إلى أقراص منع الحمل لتأجيل الدورة الشهرية، ولكن سبب ذلك لكثير من النساء آلاماً كبيرة، فاضطررن إلى التوقف عن تناولها، ما فاقم معاناتهن.
وقال محمد عاصم إن هناك مشاكل صحية كبيرة قد تصيب النساء حال عدم استخدام الفوط الصحية قد تصل إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم.
بينما أكدت غادة الشيخ أنهم حذروا من حدوث ذلك منذ بداية الحرب.
أشياء أكثر أهمية
في الوقت نفسه، أكدت هبة راشد، وهي إحدى موظفات مؤسسة “مرسال” الخيرية، إنه تم بالفعل إرسال شحنات من الفوط الصحية منذ بداية الحرب، ولكنها قالت إن الاحتياج بالطبع أكبر بكثير مما تم إرساله.
“عدم استخدم الفوط الصحية قد يؤدي إلى عقم وسرطان الرحم”
وللتأكد من درجة خطورة عدم استخدام الفوط الصحية، تحدثت مدونة بي بي سي مع الطبيبة وسام السيد شعيب، المختصة في طب النساء والتوليد، والتي أكدت أن استخدام أي أداة ملوثة بدلاً من الفوط الصحية، مثل الكرتون أو قطعة قماش غير مغسولة جيدا قد يتسبب في عدوى بكتيرية، والأكثر من ذلك، أن تحدث إصابة بنوع من البكتيريا يسمى “البكتيريا العنقودية” وهو نوع خطير للغاية من البكتيريا.
وأضافت شعيب في تصريح لبي بي سي عبر الهاتف: “إن حدث و أصابت هذه البكتيريا المهبل يمكن أن تصل العدوى للرحم وقنوات الفالوب، وقد يحدث وقتها التهاب في الحوض وهذا كفيل بحدوث تسمم في الدم، ما يؤدي بعدها إلى عدم القدرة على الحمل مجدداً”.
وتقول شعيب في حال اضطرت النساء لاستخدام أدوات بديلة للفوط الصحية، فإن استخدام المناديل الورقية مؤقتاً لو متاحة لأنها تستخدم مرة واحدة، وفي حال استخدام ملابس قديمة كفوط صحية يجب غسلها بالكحول أو الكلور.
وعن الأدوات الصحية البديلة في مرحلة ما بعد الولادة، نصحت الطبيبة شعيب النساء اللاتي خضعن لجراحة طبيعية للولادة باستخدام المياه الساخنة للتنظيف والتطهير، إضافة إلى وضع المناديل الورقية.
أما للجراحة القيصرية، فتقول إنه يجب زيادة العناية واستخدام دواء معقم ومطهر للمنطقة المهبلية بشكل دوري، أو في حالة عدم وجوده، فيجب حينها تطهير الجرح بالكحول وتغيير المناديل الورقية كل ساعتين لضمان تطهير الجرح.
وتعاني النساء في غزة من نقص شديد في الأدوات والمواد الطبية في ظل عدم وجودها في الصيدليات والمستشفيات التي تعاني من أزمة عجز غير مسبوقة في المواد الطبية والكوادر البشرية في القطاع.