أخبار العالم

وفد مجلس الشيوخ الكولومبي يؤكد دعم مغربية الصحراء في زيارة للأقاليم الجنوبية


استقبل عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، الأربعاء، بدار الضيافة بالعيون وفدا رفيع المستوى يقوده جيرمان بلانكو ألفاريز، رئيس مجموعة الصداقة الكولومبية المغربية، ويضم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الكولومبي. كما أجرى مباحثات مع أعضاء الوفد، الذين يقومون بزيارة عمل للصحراء المغربية بدعوة من مجلس المستشارين.

واستحضر والي الجهة الأهمية البالغة لزيارة الوفد الكولومبي للأقاليم الجنوبية، والتعرف عن قرب على حجم الأمن والاستقرار الذي تعيشه الساكنة، والاطلاع على النهضة التنموية التي تشهدها المنطقة، مشددا على ضرورة تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين خدمة للمصالح المشتركة من أجل النهوض بالعلاقات المثمرة مع دول أمريكا اللاتينية.

ودعا بكرات المسؤولين الكولومبيين إلى التفكير الجيد والمتبصر للحفاظ على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع المملكة المغربية بجمهورية كولومبيا، مشددا على ضرورة التمسك بالمواقف الثابتة من قضية الوحدة الترابية للمملكة، واحترام سيادة المغرب على كامل ترابه.

كما بسط المسؤول الأول بجهة العيون الساقية الحمراء عرضا شاملا حول العناية المولوية التي يوليها الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية، خاصة فيما يتعلق بالتنمية السوسيو- اقتصادية ومختلف المشاريع التنموية التي تم تنزيلها في الصحراء المغربية.

وسلط كذلك الضوء على الأجواء الديمقراطية التي تعيشها المنطقة عبر عمليات الاقتراع، التي أفرزت تمثيلية سياسية ومنتخبين شرعيين من أبناء الأقاليم وفق اقترع ناهزت نسبته 69 في المائة، عكس الطرف الآخر الذي لا يمثل إلا نفسه في غياب تام للديمقراطية والشفافية، يضيف بكرات.

من جهته، أكد جيرمان بلانكو ألفاريز، رئيس مجموعة الصداقة الكولومبية المغربية، أن “مجلس الشيوخ الكولومبي حريص على تطوير العلاقات المغربية الكولومبية في شتى المجالات”، وشكر والي الجهة على مشاعر الصداقة التي تبديها المملكة المغربية تجاه كولومبيا.

وقال الدبلوماسي الكولومبي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “موقف الحكومة الكولومبية الحالية من قضية الوحدة الترابية للمملكة هو موقف شخص واحد لا يمثل رأي الأغلبية في البلد”، مشيرا إلى أن ذلك “أضر بمصالح كولومبيا وبمصالح شعبها من خلال الانحياز إلى حركة انفصالية وإرهابية لا تعترف بها الأمم المتحدة”.

كما عقد الوفد، الذي يحل بالأقاليم الجنوبية في زيارة عمل تمتد يومين، محادثات بالقصر البلدي مع حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جماعة العيون، الذي قدم بدوره مجموعة من المعطيات المرتبطة بالتطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بجهة العيون الساقية الحمراء.

وركز رئيس جماعة العيون في عرضه على دور المنتخبين في تسيير شأنهم المحلي، ووجاهة مقترح الحكم الذاتي، الذي يعتبر حلا تقدميا وذا مصداقية لإنهاء الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، مضيفا أن “الجالسين معكم في الاجتماع أفرزتهم صناديق الاقتراع ويمثلون الساكنة المحلية”. وأكد أن “العملية الديمقراطية التي أفرزت هذه النخبة كفيلة بإعادة النظر وتحديد من يمثل ساكنة الأقاليم الجنوبية”، مشيرا إلى أنه “من غير المعقول أن تفرض أقلية توجهات وإملاءات سياسية غير منطقية على أغلبية تساند وترحب بمقترح الحكم الذاتي بالمنطقة”.

وفي هذا الصدد، أكد أحمد الخريف، نائب رئيسة لجنة العلاقات الخارجية والدفاع والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس المستشارين، أن المجلس الذي يمثله اليوم يولي أهمية بالغة لزيارة الوفد الكولومبي للأقاليم الجنوبية للوقوف ميدانيا على التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها هذه الربوع، والخروج بتصور متكامل عن حقيقة النزاع المفتعل حول الوحدة الترابية للمملكة.

 

وأوضح الممثل الدائم لمجلس المستشارين في برلمانات أمريكا اللاتينية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الغاية من الزيارة تتجلى أساسا في تجاوز المرحلة الراهنة التي تجتازها العلاقات الثنائية بعد إقامة الحكومة الكولومبية الحالية علاقات مع “الجمهورية الوهمية””، مشيرا إلى أن “الملتمس الذي اعتمده مجلس الشيوخ الكولومبي، مؤخرا، والذي يحمل دعما لا لبس فيه للوحدة الترابية ولسيادة المغرب، يشكل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح من شأنها أن تساعد على توطيد العلاقات البرلمانية، والدفع بالتعاون الثنائي خدمة للمصالح المشتركة، التي ينبغي ألا تتأثر بأي مواقف ذاتية عابرة”.

وجدد الخريف التأكيد على طموح المغرب في أن يصبح بوابة لأمريكا اللاتينية نحو كل القارة الإفريقية، لافتا الى أن “جميع الهيئات المنتخبة بالأقاليم الجنوبية مستعدة لبذل المزيد من الجهد لتعزيز هذا التوجه من خلال استثمار العلاقات المتميزة التي تجمعنا مع التكتلات البرلمانية الأمريكية اللاتينية”.

يذكر أن الوفد الكولومبي قام بجولة ميدانية مكنته من الوقوف على عشرات المشاريع التنموية المنجزة بكبرى حواضر الصحراء المغربية كالمكتبة الوسائطية والمركبات الرياضية والساحات العمومية الكبرى والمنشآت السوسيو- ثقافية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى