هل تسعى إسرائيل إلى فرض التهجير القسري لفلسطينيي غزة كأمر واقع؟
رغم تراجع الحكومة الإسرائيلية،عن تصريحاتها العلنية، عند بداية حربها في غزة قبل أكثر من شهرين من الآن، بشأن تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر، إلا أن مراقبين يرون أن السيناريو الإسرائيلي، بالتهجير القسري للفلسطينيين، مايزال قائما، بل أنه يمثل الهدف الأكبر لإسرائيل في حربها الدائرة في غزة.
ويرى مراقبون فلسطينيون، أنه ورغم وجود العديد من الأهداف المعلنة لإسرائيل، والتي يتحدث عنها قادتها العسكريون ليل نهار، إلا أن الهدف المستتر، والذي لا يأتون على ذكره يظل دائما، هو التهجير القسري الجماعي للفلسطينيين ليس من غزة فقط، ولكن من الضفة الغربية أيضا.
ورغم أن متحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، كرروا مؤخرا، ومع احتدام العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة، أنهم لايسعون إلى تهجير الناس من أماكنهم بصورة دائمة، إلا أن محللين يرون أن الخطوات التي تتخذها إسرائيل على الأرض، من عمليات قصف وتدمير لكل مقومات الحياة، لا تؤدي إلا لخيار واحد، وهو دفع فلسطينيي غزة دفعا، باتجاه الحدود المصرية وإجبارهم على الخروج قسرا أو طوعا بحثا عن حياة.
سيناريو الأمر الواقع
ويعتبر خبراء عسكريون أيضا، أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، والتي باتت أكثر عنفا في جنوب القطاع، تؤكد إستمرار دفع إسرائيل باتجاه سيناريو التهجير القسري لسكان غزة، باتجاه سيناء المصرية، وكان الجيش الإسرائيلي، وضمن عملياته العسكرية، في جنوبي غزة ،قد طالب سكان خان يونس بالتوجه نحو مدينة رفح على الحدود المصرية.
ويرى عدة محللين فلسطينيين، أن إسرائيل ودون الإعلان عن نيتها في تهجير قسري للفلسطينيين من غزة، تسعى لأن تجعل سيناريو التهجير بمثابة الأمر الواقع، بمعنى أنها تهيئ الظروف التي تقتل كل مقومات الحياة داخل غزة، ثم تقوم في نفس الوقت بدفع السكان في اتجاه واحد، نحو الحدود المصرية بحيث يحتشدون هناك، ليخلقوا أزمة إنسانية على الحدود، ويشكلون نوعا من الضغط على الجانب المصري، الذي قد يسمح تحت ضغوط إنسانية بإدخالهم في نهاية المطاف.
بين الرفض الأمريكي والمصري
ومنذ طرحت أفكار التهجير القسري لفلسطينيي غزة، من قبل مسؤولين إسرائيلييين، مع بداية الحرب الحالية، فإنها قوبلت برفض أمريكي، وكذلك رفض من قبل دولتين عربيتين مجاورتين لإسرائيل، هما مصر والأردن.
ورغم الرفض الأمريكي المعلن للخطط الإسرائيلية، بالتهجير القسري لفلسطينيي غزة، إلا أن مصادر فلسطينية تشكك في جدية هذا الرفض الأمريكي ، وتعتبر أنه بمثابة نوع من توزيع الأدوار، وأنه استهدف في المقام الأول تخدير الأطراف العربية، وإشغال الناس بالحديث عنه، لمنح فرصة لإسرائيل لإكمال عملياتها العسكرية، وسيناريو التهجير في نهاية المطاف.
أما في جانب مصر، والتي تعد المعنية الأولى من دول الجوار، بمساعي التهجير القسري لسكان غزة، فقد بدا الرفض واضحا لسيناريو التهجير الإسرائيلي، وقد جاء الرفض صريحا على لسان رأس السلطة في مصر، الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وخلال الأيام الماضية ومع تكرر الحديث،عن سيناريو التهجير القسري لسكان غزة، تجدد الرفض المصري، لأي محاولات إسرائيلية في هذا الاتجاه، وقد دعا برلماني مصري مقرب من النظام، وهو مصطفى بكري إلى إلغاء اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، إذا اقتضت الضرورة، وقال بكري: “حال اعتداء إسرائيل على هذه الاتفاقية بالتهجير القسري للفلسطينيين، فسيلغي البرلمان هذه الاتفاقية، وليكن ما يكون”.
هل تسعى إسرائيل إلى فرض التهجير القسري لفلسطينيي غزة كأمر واقع؟
هل يدفع الضغط العسكري الإسرائيلي سكان غزة للقبول بالتهجير القسري تجاه مصر؟
كيف يمكن أن تواجه دول الجوار العربية لإسرائيل سيناريو التهجير القسري إن أصبح واقعا؟
كيف ترون التصريحات الإسرائيلية المتتالية بأن إسرائيل لا تسعى لتهجير سكان غزة؟
وكيف ترون الرفض الأمريكي المعلن لمثل تلك الخطط؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الخميس 07/ كانون الأول / ديسمبر
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب