صورة سلبية تظلم الفاعلين السياسيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي
الخميس 7 دجنبر 2023 – 21:00
حذر محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، من “إفراغ الحياة السياسية بالمغرب من آليات الوساطة القادرة على حمل الرسائل السياسية وإيصالها بمختلف الأشكال التواصلية السياسية”، معتبرا أن “الفاعلين السياسيين في البلاد فقدوا قُوتهم في الوقت الحالي مقارنة بفترات سابقة كانت تعد من أحلك الفترات في تاريخ المغرب”.
وأشار في الصدد ذاته إلى أن “تلك الفترات تميزت بحيوية وحركية في الحياة السياسية، كما تميزت بشغف المواطنين وتطلعهم إلى معرفة ما يجري حولهم بالرغم من قلة وسائل الإعلام وعلى الرغم أيضا من أن بعض الأطياف السياسية لم يكن مفتوحا لها الولوج إلى وسائل الإعلام العمومية بالشكل الكافي”.
وأضاف الأمين العام لحزب “الكتاب”، في محاضرة له بمناسبة حلول ضيفا على “ماستر كلاس” ماستر التواصل السياسي والاجتماعي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، تحت عنوان “التواصل السياسي.. الوساطة وتعزيز المشاركة السياسية”، مساء اليوم بالرباط، أن “الصورة السلبية التي تكونت حول الفاعل السياسي في المغرب، والتي تزكيها وسائل التواصل الاجتماعي التي تظلم الفاعلين السياسيين في الكثير من الأحيان، ناتجة عن بعض الممارسات؛ غير أنه لا يمكن تعميمها على كل السياسيين في المغرب”، داعيا في الوقت ذاته إلى “الاحتياط من هذه المقاربات المستفزة والشمولية التي تستهدف السياسيين”.
وأشار المسؤول الحزبي ذاته إلى أن “كل الممارسات في الدول الديمقراطية تمارس بالدرجة الأولى داخل الفضاء السياسي والحزبي من خلال ممارسة ديمقراطية سليمة”، مسجلا في الوقت ذاته أن “الممارسة الديمقراطية والسياسية في المغرب غير سليمة؛ وبالتالي فإن بلورة مسلسل التغيير والمشاريع المجتمعية في أي مجتمع كان لا يمكن أن تتم دون فضاء سياسي قوي”.
وفي تفاعله مع الأزمة التي يمر منها قطاع التعليم، أشار بنعبد الله إلى أن “أزمة التعليم تكتسي خطورة كبيرة، حيث إن المدرسة العمومية متوقفة منذ أزيد من شهرين”، لافتا في هذا الصدد إلى أن “مطالب الشغيلة التعليمية هي مطالب مشروعة مثلما هو مشروع أن يدرس أبناء الشعب في المدرسة العمومية”، معيبا على الائتلاف الحكومي “عدم وفائه بالالتزامات التي جاء بها في البرامج الانتخابية وفي التصريح الحكومي”؛ وهو ما اعتبره الفاعل السياسي من “أحد العوامل الأساسية التي تساهم في فقدان الثقة في الفاعل السياسي بالمغرب”، معبرا في الوقت ذاته عن استعداد حزبه لمساعدة الحكومة للخروج من هذه الأزمة.
أما فيما يخص تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، انتقد الأمين العام للحزب الشيوعي “صمت الغرب وتواطؤه المفضوح والمكشوف مع جرائم الاحتلال الصهيوني التي تستدعي محاكمات دولية”. كما انتقد أيضا “وصف إسرائيل بالدولة الديمقراطية والانتقائية التي يتعامل بها الإعلام في الدول الغربية مع تطورات الحرب على غزة”، معتبرا أن “المنظومة الغربية لم تصل في تاريخها إلى هذه الدرجة من الانحطاط الذي وصلت إليه اليوم، عبر نفي كل القيم الكونية وحقوق الشعوب دفاعا عن مصالحها الضيقة”.