هل يدعم المغرب توسيع الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الري الفلاحي؟
دفعت التغيرات المناخية المتسببة في شح التساقطات المطرية في مجموعة من دول العالم بالفلاحين والمهندسين الزراعيين إلى اللجوء إلى التكنولوجيا الرقمية الحديثة؛ بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، بغرض تحقيق أكبر قدر من الاقتصاد في المياه الموجهة للري الفلاحي.
ولدى المغرب في هذا السياق، وفق وزارة الفلاحة، هدف ربط مليونيْ فلاح بالخدمات الإلكترونية الفلاحية في أفق 2030 في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، والذي وُقعت في إطاره اتفاقيات عديدة تهدف إلى تسهيل أعمال البحث والتطوير والابتكار وخدمات نقل التكنولوجيا في مجالات رقمنة القطاع الفلاحي ومتابعة الجفاف.
وسبق للقطب الرقمي للفلاحة ومرصد الجفاف أن وقّع اتفاقية مع شركة “SOWIT المغرب” من أجل تطویر شراكة حول استخدام التقنیات الرقمیة في الفلاحة الدقیقة من خلال استخدام طائرات الرش ذات الحجم المنخفض للغایة، وتطویر الخدمات الإلكترونیة الفلاحیة على أساس استخدام الطائرات بدون طیار والأقمار الصناعیة وإنترنت الأشیاء (IoT) والذكاء الاصطناعي.
كمال أبركاني، خبير زراعي مشارك في مشروع أوروبي للتكنولوجيا الرقمية للري الزراعي، بمشاركة المغرب وفرنسا والبرتغال وإيطاليا، والمعتمد على المسيرات عن بعد “الدرون” وصور الأقمار الصناعية، قال إن “التجارب المعتمدة على هذه التكنولوجيات أثبتت نجاعتها في عقلنة الري الزراعي وإدراك المؤشرات النباتية والوضعية المائية”.
وأضاف أبركاني، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الدرونات” تمكن الفاعلين الزراعيين “من تقديم معطيات جد دقيقة حول الاحتياجات المائية لكل مساحة أو منتج زراعي وتفاوتات الإشباع بين مساحة وأخرى، في أي وقت من اليوم، فضلا عن مجسات وأجهزة استشعار توضع في التربة لرصد نسبة رطوبتها”.
وأبرز الأستاذ بالكلية متعددة التخصصات بالناظور أن “المغرب انخرط في هذه العملية مع بداية سنوات الجفاف، لاسيما الفلاحين الكبار ذوي الإمكانيات اللازمة، بحيث باتوا يتوفرون على تقنيات وتقنيين ومهندسين مختصين في الاعتماد على هذا النوع من التكنولوجيا”.
نبه الخبير ذاته إلى أن هذه التقنيات “تبقى بعيدة، إلى حدود اليوم، عن الفلاح الصغير والمتوسط، بالرغم من الحملات التحسيسية التي تقوم بها وزارة الفلاحة للتحفيز على الإقبال عليها؛ وهو ما يرجع، وفق المتحدث ذاته، إلى “صعوبتها التقنية والمادية”.
ولتوسيع اعتماد التكنولوجيات الحديثة في الري الزراعي بالمغرب، اقترح كمال أبركاني “توجيه دعم حكومي للوسائل التقنية الضرورية وإحداث تحفيزات مادية للمتوفرين عليها، فضلا عن إحداث تكتلات فلاحية تضم مجموعة من الفلاحين للتمكن من توفير هذه الوسائل والمهندسين المختصين في تشغيلها”.