مؤتمر المناخ كوب 28: عدد قياسي من وفود منتجي الوقود الأحفوري في المحادثات
تضاعف عدد الوفود المشاركة في محادثات الأمم المتحدة للمناخ هذا العام، ومن بينهم أيضا وفود لها صلة بمنتجي الوقود الأحفوري، أربع مرات منذ العام الماضي، وفق ناشطين. إذ سجل نحو 2400 شخص على صلة بصناعات الفحم والنفط والغاز حضورهم في محادثات المناخ COP28.
ويشار إلى أن الرقم القياسي هو أكثر من إجمالي الحاضرين من البلدان العشرة الأكثر تضررا من تغير المناخ، بينما ترجع القفزة جزئياً إلى تغيير نظام التسجيل حيث يُطلب من الحضور أن يكونوا منفتحين بشأن وظائفهم.
وقد أجرى حصر عدد الوفود تحالف من جماعات البيئة المعارضة لوجود مندوبين مرتبطين بالفحم والنفط والغاز في المحادثات.
وفي العام الماضي في COP27 في مصر، تضخم عدد المشاركين بمقدار الربع، مع وجود أكثر من 600 ممثل هناك. لكن هذا العام سجل أكثر من أربعة أضعاف الرقم لـ COP28.
وأدخلت الأمم المتحدة قبل محادثات هذا العام، إجراءات تسجيل أكثر صرامة، مما يعني أنه يتعين على المزيد من الناس تحديد من يعملون لصالحه بوضوح.
ونتيجة لهذه الشفافية الواضحة، ارتفعت الأرقام بشكل كبير. لكن نشطاء يقولون إن ذلك ليس السبب الوحيد للارتفاع. وقال جورج كارو جونز، من تحالف طرد الملوثين الكبار-Kick Big Polluters Out: “هذا لا يأخذ في الاعتبار الارتفاع الكبير في وجود جماعات الضغط”.
وقال “يشاع أن هذه المحادثات تحقق تقدما في التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، وصناعة الوقود الأحفوري هنا للتأثير على هذه النتيجة قدر الإمكان”.
ويراجع الناشطون قائمة الحضور المسجلين في كل مؤتمر ويحللون الانتماءات التي يكشف عنها المشاركون بأنفسهم، ثم يتحققون من رعاية كل رابط أو دفع تكاليفه من كيان مرتبط بالوقود الأحفوري، مثل شركة أو منتج وطني للنفط. كما يقولون إنهم يتبعون نهجا محافظا ويطبقون “منهجية صارمة”.
إن مستقبل الوقود الأحفوري مدرج إلى حد كبير على جدول أعمال الاجتماع، حيث يسعى رئيس مؤتمر الأطراف سلطان الجابر إلى التوصل إلى اتفاق قد يشير إلى التخلص التدريجي من مصادر الطاقة هذه.
لكن تعيين الجابر نفسه كان مثيراً للجدل، لأنه أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك، شركة النفط الحكومية في الإمارات العربية المتحدة.
واضطر الجابر للدفاع عن نفسه بعد الإدلاء بتصريحات بدت وكأنها تلقي بظلال من الشك على العلم وراء فكرة إنهاء الوقود الأحفوري.
ويقول الناشطون الذين جمعوا الأرقام الجديدة إن الروابط مع صناعات النفط والفحم والغاز في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين تذهب إلى ما هو أبعد من الرئاسة.
وقال المدير الإداري لمنطقة المحيط الهادئ جوزيف سيكولو – 350.org إن “العدد الهائل من جماعات الضغط المتعلقة بالوقود الأحفوري في محادثات المناخ والتي يمكن أن تحدد مستقبلنا هو أمر لا مبرر له”.
ويضيف أن “وجودهم المتزايد في مؤتمر الأطراف يقوض سلامة العملية ككل. لقد جئنا إلى هنا للنضال من أجل بقائنا، وما هي الفرصة التي سنحظى بها إذا اختنقت أصواتنا بسبب تأثير الملوثين الكبار؟ يجب وضع حد لتسميم العملية . لن نسمح للنفط والغاز بالتأثير على مستقبل المحيط الهادئ بهذه الدرجة”.