حتى لو اغتال يحيى السنوار.. ما فرص نتنياهو للبقاء في السلطة؟
وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الأحد، فإن نتنياهو واجه تحديات كبيرة، منها اتهامات بالفساد، وبالعدوان على الديمقراطية عبر تمريره قانونا يقلّص صلاحيات السلطة القضائية يوليو الماضي، لكن أكبرها هو المسؤولية عن الفشل في منع الهجوم الذي شنّته حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية 7 أكتوبر الماضي، وأودى بحياة 1200 إسرائيلي.
ومع دخول الحرب مرحلة جديدة في 1 ديسمبر الجاري، بعد انهيار الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل و”حماس”، يبدو أن نتنياهو يبحث عن حل، بما في ذلك الاغتيال المحتمل لزعيم “حماس” في غزة، يحيى السنوار، ليسترضي ائتلافه، ويُسكت منتقديه، ويُرضي السكان اليائسين من إعادة الرهائن المتبقّين من غزة وهزيمة “حماس”، كما تقول الصحيفة.
اغتيال السنوار
أبلغ مسؤولون إسرائيليون الصحيفة الأميركية، أن نتنياهو يعتقد أن اغتيال يحيى السنوار، العقل المدبّر المفترض لهجمات 7 أكتوبر، سيكون كافيا لإقناع الداخل بأنه تم تحقيق نصر كبير، وأن الحرب يمكن أن تنتهي.
بدوره، يقول أنشيل فيفر، مؤلّف كتاب “بيبي: الحياة المضطربة وأوقات بنيامين نتنياهو”، في مقال بصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية: “إذا نجح الجيش الإسرائيلي في اغتيال شخصية بارزة في حماس، أتوقّع أن يسعى نتنياهو إلى الحصول على الفضل”.
ومما مكَّن نتنياهو حتى الآن من البقاء هو نظام تشكيل الحكومة المعتمد على أن الحزب يمكن أن يشكّلها بحصوله على أغلبية لا تقل عن 61 مقعدا في البرلمان المؤلّف من 120 مقعدا، بينما يشغل ائتلاف الحكم الذي يقوده نتنياهو منذ نحو شهرين 74 مقعدا.
وللإطاحة به، سيتعيّن أن يغادر الائتلاف 13 عضوا على الأقل في البرلمان، أو إجراء تصويت بحجب الثقة.
بقاء مهدد
لكن الباحثة الأميركية في العلاقات الدولية، إيرينا تسوكرمان، لا تتّفق مع رأي فيفر، إذ تقول إنه مِن غير المحتمل بقاء نتنياهو بعد انتهاء الحرب، خاصة أنه يواجه تحديات كثيرة، من بينها بروز شريكه في الائتلاف بيني غانتس، وربما وزير الدفاع، يوآف غالانت، كخلفاء محتملين.
وعن أن استمرار الحرب قد يُبعد شبح محاكمة نتنياهو، وبالتالي يطيل بقاءه في السلطة، تقول لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الحرب يمكن أن تستغرق سنوات؛ فتعريف كلمة الحرب قد يتغيّر، وقد تشمل استهداف قادة “حماس” في الداخل والخارج، بينما سيتم التحقيق في الأسباب التي أدّت لهجمات 7 أكتوبر، ويسعى نتنياهو من جانبه لإلقاء اللوم على غيره من المسؤولين.
رفض الاستقالة
من ضمن الانتقادات التي يُواجهها نتنياهو، تلك التي وجّهها له رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، بشأن رفضه إبلاغ العالم بخطة إسرائيل لما تتصوّره لمستقبل قطاع غزة بعد الحرب، داعيا إياه للاستقالة.
وحذّر أولمرت في حديث للقناة 12 الإسرائيلية، من أنه إذا لم تكشف الحكومة خطتها بهذا الشأن، فلن تمنحها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي الوقت لاستكمال عملية تدمير “حماس”.
لكن نتنياهو، ردّ عليه بأن “لديه تفويضا من الشعب الإسرائيلي بقيادة البلاد، وأنه يعمل وفقا لاستطلاعات الرأي”.
إطالة الحرب وقائمة اغتيالات
مطلع الأسبوع، وسّعت إسرائيل رقعة الحرب في غزة، مع إعلانها، الأحد، بدء عملية برية في جنوب القطاع، وهي العملية التي يصفها خبراء عسكريون بأنها “خطة توسيع المحاور”؛ لتحسين شروط التفاوض مع حركة حماس على هدنة جديدة، لكن بشروط أفضل لتل أبيب، تُرضي الرأي العام الإسرائيلي، وتنقذ حكومة نتنياهو من السقوط.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين، أن إسرائيل تخطّط لـ”حرب طويلة تمتد لمدة عام أو أكثر”.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الاستراتيجية الإسرائيلية تشمل توسيع الحرب في الجنوب، واغتيال 3 من كبار قادة “حماس” المتوقّع أنه يختبئون حاليا هناك، وهم: قائد الحركة يحيى السنوار، وقائد جناحها العسكري محمد ضيف، والرجل الثاني في الجناح ذاته مروان عيسى.
وفيما يخص قادة الحركة في الخارج، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الجمعة، تقريرا يتحدّث عن أن نتنياهو أمر وكالات الاستخبارات بوضع خطط لاغتيال كبار قادة “حماس” المقيمين في الخارج.
وحسب التقرير، دعا البعض إسرائيل إلى اغتيال خالد مشعل رئيس “حماس” في الخارج، وآخرين “على الفور بعد هجوم 7 أكتوبر”.
ومع ذلك، فإن “القيام بذلك على الأراضي القطرية أو التركية كان من الممكن أن يؤدّي إلى توتر أو نسف الجهود الدبلوماسية لتحرير الرهائن، مما أدى إلى تأجيل الفكرة”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.