المغرب يُسمع صوت إفريقيا في “كوب28”

أشاد موقع “ذا نورث أفريكا بوست” بالمقاربة والنهج اللذين تتبناهما المملكة المغربية في معالجة أزمة المناخ العالمية، بعد أن أكد الملك محمد السادس أن “مفاوضات الأمم المتحدة بشأن المناخ، على أهميتها، ليست – ولا يمكن أن تتحول إلى– غاية في حد ذاتها؛ فهناك وقت للتفاوض، ووقت للعمل. وقد آن أوان العمل”، داعيا إلى “التعجيل بسد الفجوة الناشئة بين العمل المناخي بوتيرة “التدرج البطيء” وبين ضغط التحديات المناخية الملحة”.
وضمن مقال تحليلي حمل عنوان “المغرب يُسمع صوت إفريقيا في COP28″، سجلت صحيفة “The North Africa Post” قائلة: “لقد دافع المغرب مرة أخرى عن العمل المناخي لصالح إفريقيا، وحث على التضامن النشط مع دول القارة في سعيها إلى تحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية والتنمية المستدامة”.
واستحضر المنبر الإعلامي، الذي يعد صحيفة مستقلة تقدم تحليلات عالمية حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مضامين خطاب وجهه الملك محمد السادس إلى مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ “كوب 28” المستمرة أشغاله في دبي (إلى غاية 12 دجنبر الجاري)، معتبرا أن “المملكة المغربية أكدت (عبر أعلى سلطة في البلاد) على تعهد المغرب بمساعدة القارة الإفريقية على مواجهة تحديات تغير المناخ والتكيف معها”، من خلال قناعة والتزام راسخين يُوجهان عمل “الرئاسة المغربية لجمعية الأمم المتحدة للبيئة”.
المقال التحليلي للوسيلة للإعلامية الرقمية ذاتها لم يفُته الاستدلال مستشهدا بما ذكره العاهل المغربي من ضعف تمويلات مكافحة تغيرات المناخ وتداعياته: “في ظل نظام عالمي ما فتئ يعاني من غياب الإنصاف، تلقت إفريقيا 30 مليار دولار أمريكي في سنة 2020 في إطار التمويلات السنوية المرصودة لقضايا المناخ، وهو ما يمثل أقل من 12 في المائة من إجمالي احتياجاتها”.
ولفت المقال إلى أن “المناخ يظل سمة بارزة في التزام المغرب تجاه إفريقيا بما يتماشى مع نهج التعاون فيما بين بلدان الجنوب”، موردا أنه “نهج يُركز على تجميع الجهود لمواجهة التحديات المشتركة”؛ لأن المغرب، “ومن منطلق الوفاء بالتزامه الإفريقي، يواصل جهوده الحثيثة من أجل تنفيذ قرارات قمة العمل الإفريقية الأولى (على هامش مؤتمر كوب 22)، لاسيما ما تعلق منها بتفعيل لجان المناخ الإفريقية الثلاث؛ وهي لجنة حوض الكونغو، ولجنة منطقة الساحل، ولجنة الدول الجزرية الإفريقية”.
وتابع الموقع معلقا على الموضوع: “في الواقع، فإن مكافحة تغير المناخ تعد وسيلة لحماية مستقبل الأجيال الشابة والصاعدة، والحد من الكوارث مثل الهجرة والنزوح وتعزيز الفلاحة المستدامة”، رابطا هذه الحقيقة بما قاله الملك محمد السادس في خطابه إلى زعماء دول العالم: “على الرغم مما تعانيه القارة الإفريقية من ظروف غير مواتية وضعف في الإمكانيات، فهي تتوفر على كل المؤهلات الكفيلة بجعلها مفتاحا لحل معضلة المناخ العالمية وتجاوز التحديات الكبرى للقرن الحادي والعشرين”.
وذكر الموقع الإعلامي المهتم بقضايا القارة بأن “المغرب استضاف، خلال تنظيمه مؤتمر الأطراف “كوب 22” بمراكش، أشغال قمة العمل الإفريقية (the Africa Action Summit)، مسترجعا أنه كان “الحدث الأول من نوعه الذي أعلن خلاله الملك أن المغرب سيجعل خبرته في الطاقات المتجددة متاحة لشركائه الأفارقة”.
وأورد موقع “ذا نورث أفريكا بوست” أرقاما دالة عن “مبادرة سياسة المناخ (The Climate Policy Initiative) التي تقدر أن القارة تحتاج إلى 277 مليار دولار سنويا لتنفيذ ‘المساهمات المحددة وطنيا’ – جزء من اتفاق باريس – لتحقيق أهداف المناخ لعام 2030؛ فيما تبلغ التدفقات السنوية لتمويل المناخ في إفريقيا 30 مليار دولار فقط في الوقت الراهن”.
ويذكُر تقرير صادر بتكليف من الأمم المتحدة -مؤخرا- أنه “يتعين على بنوك التنمية متعددة الأطراف مضاعفة تمويلها للمناخ ثلاث مرات في غضون خمس سنوات من 60 مليار دولار إلى 180 مليار لمساعدة الدول النامية على مواجهة تحديات الاحتباس الحراري”، وفق الصحيفة الإقليمية ذاته.
كما استشهد بـ”تقديرات ‘بنك التنمية الإفريقي’ (AfDB) أن تكاليف الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ في منطقته تتراوح بين 289.2 مليار دولار و440.5 مليارات دولار، وأن زيادة درجة الحرارة بمقدار 1 دولار مئوية ترتبط أيضا باحتمال أكبر للنزاع في المنطقة بحوالي 11 في المائة”.
وفق تقديرات صندوق النقد الدولي، أيضا، فإن “34 من أصل 59 اقتصادا ناميا أكثر تعرضا لتغير المناخ، كثير منها في قارة إفريقيا، معرضة أيضا لخطر كبير من الأزمات المالية”.