أخبار العالم

برودة الطقس تفاقم معاناة الأشخاص في وضعية الشارع بالمدن المغربية



تتجدد خلال شتاء كل سنة متاعب الأشخاص المشردين أو في وضعية الشارع، نتيجة برودة الطقس والتساقطات المطرية ومختلف الظروف الجوية القاسية التي لا يجدون واقيا منها.

ومع هذه المتاعب، تتجدد لدى العديد من الفعاليات المدنية والجمعوية مخاوف من تهديد الظروف الجوية القاسية لحياة هذه الفئة من المجتمع، لاسيما في ظل غياب أو قلة دور إيوائها؛ ما يدفع هذه الفعاليات إلى القيام بمبادرات تطوعية في سبيل التخفيف من معاناة هؤلاء الأشخاص.

وبينما عادت النداءات إلى إيلاء السلطات المحلية في كل مدينة هذه الفئة العناية اللازمة تجنبا لهلاكها بسبب قساوة الجو، عبر جمعهم وإيداعهم مراكز إيواء دائمة أو مؤقتة، تعمل مجموعة من جمعيات المجتمع المدني على تنظيم حملات للإطعام الليلي وتوفير الأفرشة والأغطية والملابس الدافئة.

في مدينة وجدة، يعمل تنسيق يضم جمعيات عديدة، على مدى نحو عقد من الزمن، على حملة أطلقوا عليها “التفاتة دفء”، حيث يتم الاتفاق فيما بينها على خروج متطوعي كل جمعية خلال يوم واحد في الأسبوع لتوزيع الوجبات الدافئة، ليتمكنوا بذلك من تغطية جميع أيام الأسبوع.

جمعية “فاعل خير” هي واحدة من الجمعيات التي يضمها التنسيق سالف الذكر وتعمل في المجال منذ سنة 2013. وحسب رئيسها عبد الصمد بجعوني، فإن هذه الحملة “موسمية، وتهم فصل الشتاء فقط؛ على اعتبار أنه الأكثر إضرارا بهؤلاء الأشخاص الذين يفترشون في الغالب قطع من “الكرتون”، ويستفيد منها ما يصل إلى 120 شخصا”.

وأضاف بجعوني، في حديثه إلى هسبريس، أن هؤلاء ينقسمون إلى مجموعتين؛ مجموعة تتخذ من مكان واحد مقرا دائم لها وأخرى يتنقل أفرادها بشكل مستمر.

وفي هذا الصدد، أبرز رئيس جمعية “فاعل خير” أن أعضاء الجمعية يُصادفون، في كثير من المناسبات، حالات تُعاني من مُضاعفات صحية جدية تستدعي تدخلات طبية نتيجة الظروف التي يعيشون فيها.

وأشار الفاعل الجمعوي ذاته إلى أن هذه الالتفاتة “تبقى مجرد محاولة للتخفيف من معاناة هذه الفئة التي تحتاج إلى مراكز للإيواء لحمايتهم”، مذكرا بافتتاح مركز من هذا النوع مؤخرا بالمدينة والذي بدأ بالفعل في استقبال الأشخاص دون مأوى.

من جانبها، قالت سمية الرايق، متطوعة ضمن مجموعة من الجمعيات الخيرية بالدار البيضاء، إن “تساقط الأمطار خلال فصل الشتاء هو أكثر من يؤرق هذه الفئة التي تضم أشخاصا طاعنين في السن ونساء وأطفالا رضعا؛ بالنظر إلى الوسائل التي يعتمدونها في تدفئة أجسامهم ليلا”.

وأضافت الرايق، في تصريح لهسبريس، أنه “بينما يتمكن بعض المشردين من توفير بعض قطع البلاستيك والورق المقوى لإحاطة نفسهم بها خلال الليل، لا يجد الكثيرين ما يفترشونه؛ ما يجعلهم يلجؤون إلى أروقة المحلات التجارية أو المقاهي”.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن مجموعة من جمعيات المجتمع المدني التي تتوفر على شركاء تلجأ إلى توفير أماكن خاصة للإيواء؛ غير أنها عادت لتؤكد أن ذلك “يبقى غير كاف أمام تزايد أعداد المشردين بشوارع المدينة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى