أخبار العالم

القفطان يمزج بين الجمال الكيني والمغربي


اختتمت، أمس الجمعة، فعاليات معرض القفطان والصناعة التقليدية المغربية بكينيا بعرض خرافي لسفير اللباس التقليدي للمملكة، حيث لعب القفطان هاته الليلة دور الرابط المتين بين الثقافتين المغربية والكينية.

العرض الذي عرف حضورا وازنا في شخص سفير المملكة المغربية بكينيا، عبد الرزاق لعسل، ومسؤولين مغاربة وكينيين، إضافة إلى عبد الرحيم الزمزمي، رئيس غرفة الصناعة لجهة الرباط- سلا- القنيطرة، الجهة المنظمة للحدث، لم يقتصر على عروض القفطان، بل شمل أيضا تمازجا موسيقيا تقليديا لكلتا الثقافتين.

رسالة العرض لوحت بقوة في أفق العلاقات المتصاعدة بين نيروبي والرباط: “الجمال المغربي الساحر يمتزج بنظيره الكيني في لباس القفطان”، و”الأغنية الفولكلورية الشعبية المغربية تلحن أنغامها فرقة “سانغاوا أماهرو” بدقات وأهازيج “بانديمبي” الساحرة”، والتي بدورها نتيجة مزيج بروندي- كيني خالص.

عبد الرزاق لعسل، سفير المملكة بكينيا، قال إن “هذا الحدث هو احتفال نابض بالحياة في روحنا الإنسانية المشتركة، وشهادة على الروابط عميقة الجذور، والتقدير المتبادل الذي يزدهر بين دولتينا”.

وأبرز السفير المغربي خلال مداخلته أن “المملكة المغربية، وهي أرض ذات تنوع مبهر وتقاليد دائمة، تقدم نموذجا فريدا للعالم، ونموذجا متجذرا في التعايش المتناغم بين الثقافات والمعتقدات”، مشيرا إلى أن “هويتنا الوطنية، المكرسة في دستور عام 2011، تجمع بين التأثيرات العربية الإسلامية والأمازيغية والصحراوية الحسانية، والأفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية، التي يجمعها التزام بالقيم الإنسانية العالمية، وهذا المزيج، بعيدًا عن كونه مصدر صراع، هو قوتنا وفخرنا وهدية مملكة الأنوار للعالم”.

وأضاف “في عالم كثيرا ما يشوبه الانقسام تقف المملكة المغربية منارة للتسامح والتنوع الثقافي، حيث شدد جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، ببلاغة على هذه الروح في خطابه التاريخي خلال الزيارة الرسمية لقداسة البابا فرنسيس للمغرب في 30 مارس 2019. وتحدث جلالته عن “أخوية أبناء إبراهيم” باعتبارها حجر الزاوية في حضارتنا، وهي أخوية تتجاوز الخلافات الدينية، إذ تتمثل في وحدة جميع المغاربة”.

وتابع قائلا: “وبينما نواصل الانغماس في جمال وتنوع الثقافة المغربية يسعدني أن ألفت انتباهكم إلى جانب مهم من هذا المعرض، هو الحرفية المغربية الرائعة، فعرض المنتجات الحرفية المغربية لا يهدف فقط إلى إظهار جمالها، ولكن للكشف عن الموهبة الفنية العميقة والتراث الثقافي الغني للمغرب”.

ولفت لعسل إلى أنه “إلى جانب الأعاجيب المعمارية، يقدم المعرض مجموعة من الحرف المغربية التقليدية، التي من المؤكد أنها ستسحر الزائر، من الفخار والسيراميك الذي يعكس الروح الترابية للمغرب، إلى الماركيت الرائع وبلاط الزليج الأيقوني الذي يزين مساجدنا وقصورنا، إذ تحكي كل قطعة قصة مهارة وتقاليد وشغفا”.

واسترسل قائلا: “بينما نحن معجبون بهذه الأعمال الفنية دعونا نتذكر الأيدي التي شكلتها، والعقول التي تصورتها، والثقافة التي ولدتها. إنها ليست مجرد قطع أثرية، إنهم سفراء للثقافة المغربية، ورموز إبداعنا، ومبعوثون لتراثنا الإنساني المشترك”.

“وفي الختام أكرر كلمات جلالة الملك، الذي حثنا على تجاوز الآراء الضيقة للمجتمعات باعتبارها مجرد دول وشعوب، سواء كانت متعايشة أو متنافسة. وبدلا من ذلك ينبغي أن نتبنى رؤية أوسع وأكثر إيجابية للأمم والشعوب بوصفها مكونات متنوعة لكيان واحد: الإنسانية، ومن مسؤوليتنا الجماعية تسخير إمكاناتنا لصالح الجميع، وتعزيز التكامل والتماسك”، يخلص لعسل.

من جهته قال عبد الرحيم الزمزمي، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط- سلا- القنيطرة إن “عاهل البلاد يؤكد دائما على وجوب التعامل مع إفريقيا باعتبارها تشكل جذورنا الحقيقية، وباعتبارها أيضا تشكل نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات جنوب- جنوب”.

وأضاف الزمزمي في مداخلته “في المغرب، كما تعلمون، قطاع الحرف اليدوية هو قطاع مزدهر ودينامي. وبالإضافة إلى الدور الهام الذي يلعبه في النسيج الاقتصادي الوطني، فإنه يتميز بكونه يحمل حضارة وتراث بلادنا”.

وأشار إلى أنه “تم تصنيف الحرفيين المغاربة ضمن القطاعات الإنتاجية الأساسية نظرًا لإمكانياتهم التي تسمح لهم بمواجهة التنافس الدولي، وقد واجهنا عدة تحديات من خلال الاستفادة من عبقرية وموهبة الحرفيين لتعزيز التجارب المكتسبة، مما يتيح للحرفيين، جنبًا إلى جنب، المشاركة بفعالية في عملية تحديث هياكل إنتاجهم وكذلك مواردهم البشرية”.

وكشف الزمزمي عن “إنشاء هيكل تجاري دينامي من خلال ظهور الشركات الكبيرة، ومن جهة أخرى، تطوير الشركات الصغيرة والمتوسطة المنظمة. ويتضمن ذلك تحسين دخل الحرفيين الفرديين، وتعزيز جودة المنتوج وتكييفها مع احتياجات السوق، وإنشاء نظام تدريب عالي الجودة، وتأسيس تغطية طبية إلزامية، وتنظيم المهن، وتسجيل الحرفيين في السجل الوطني للحرفة، وتعزيز أدوات جديدة وآليات تعزيز الأنشطة الحرفية، ورقمنة غرف الصناعة التقليدية والجمعيات المهنية”.

فيما سجل أوغنسو ديمبا، برلماني كيني، أن “العلاقات مع المملكة المغربية يجب أن تواصل طريقها في النمو المتصاعد، ونحن مرتاحون جدا لهاته الفترة باعتبار أهمية وجود شريك لبلدنا بحجم المغرب”.

وقال ديمبا، في تصريح لهسبريس، إن “الثقافة المغربية جذابة للغاية، ومن خلال هذا المعرض ظهر وجود روابط قوية بيننا، حيث كلانا له تاريخ عريق، يحتم علينا مستقبلا مواصلة التعاون في شتى المجالات”.

وعرف الحفل توقيع اتفاقية للشراكة والتعاون بين غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط- سلا- القنيطرة وغرفة التجارة الوطنية الكينية، تهم “تعزيز التعاون في مجال الحرف اليدوية والصناعة التقليدية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى