ماذا ستفعل إسرائيل بعد الهدنة؟- في التايمز
ناقشت صحف بريطانية ملف الحرب في غزة، والهدنة المؤقتة، وعلى رأسها التايمز التي نشرت تقريرا لمراسلها في القدس أنشيل فايفر بعنوان “ماذا ستفعل إسرائيل بعد نهاية الهدنة؟”.
يقول فايفر إن الهدنة استمرت نحو أسبوع وتم تمديدها للسماح بإطلاق سراح المزيد من الرهائن، مضيفا أن الجناحين السياسي، والعسكري في إسرائيل يشعران بالاقتناع التام بأن الحرب يجب أن تعود في غضون أيام.
ويضيف أن أغلب الوحدات العسكرية، والقوات التي نقلت إلى غزة لا تزال في مواقعها، بعدما حصل أفرادها على قسط من الراحة وأصبحوا على استعداد لاستئناف القتال، في اللحظة التي يتم فيها إنهاء الهدنة.
ويشير فايفر إلى أن استئناف الحرب يعني المزيد من التدمير لبنية حماس التحتية والأنفاق التي حفرتها في مناطق سيطرتها في القطاع، خاصة المناطق الشمالية التي تعتقد إسرائيل أن مقاتلي حماس ينشطون فيها، مضيفا أن فرار أغلب المدنيين من الشمال يسمح لإسرائيل باستخدام تفوقها النوعي في السلاح خلال المعارك مع مقاتلي حماس.
ويقول إن إسرائيل ستقوم خلال المرحلة الثانية من الحرب بالتوغل أكثر في الجنوب، حيث “يوجد قادة حركة حماس، بينهم يحيى السنوار، مهندس الهجوم الأخير، وأبرز قيادات الحركة في غزة”، والذي ولد ونشأ في أكبر مدن القطاع، خان يونس، والتي تحتفظ الحركة فيها بغالبية المحتجزين، حسب التقديرات.
ويضيف فايفر أن الجنوب أيضا يضم أكثر من مليوني فلسطيني، بعدما نزح غالبيتهم من شمالي القطاع، لكن إسرائيل ما زالت تحصل على دعم أكبر حلفائها، الولايات المتحدة، رغم أن الرئيس جو بايدن قد طالبها أكثر من مرة بتحري الدقة في حملتها العسكرية جنوبي القطاع، لتفادي المدنيين.
ويعرج على أن غالبية المسؤولين العسكريين الإسرائيليين يعتبرون أن العملية العسكرية في جنوبي القطاع يجب أن يتم خوضها بوسائل وأسلحة مختلفة عما يجري في الشمال، لأنه يصعب عليهم استخدام نفس القوة النيرانية التي استخدموها في الشمال.
ويختم فايفر بالقول إن المعركة في الجنوب يتوقع أن تكون أكثر عنفا وقوة، حيث تحتفظ حماس بأكبر عدد من مقاتليها، ويتوقع ألا تدخر أي سلاح لديها.
أما صحيفة الإندبنت فنشرت تقريرا لمراسلتها بل ترو بعنوان “السجناء الفلسطينيون يتحدثون عن الأسى والألم بعد إطلاق سراحهم”.
تبدأ بل بسرد قصة حول صبي يبلغ من العمر 17 عاما، استيقظ فزعا على صرخات أمه حينما حطم الجنود الإسرائيليون الباب الأمامي للمنزل، واقتحموه، وبينما كان يقوم من فراشه سأله أحد الجنود “هل أنت عباده”؟ وهو يوجه البندقية إلى رأسه، بينما يقوم جندي آخر بتقييد شقيقه الأصغر.
وتوضح بل أن ذلك حصل صيف العام الماضي، مشيرة إلى أن عباده خليل أكد أنه تعرض للاستجواب من قبل الاستخبارات الإسرائيلية، في القدس لمدة 38 يوما، قضاها كلها تقريبا في الحبس الانفرادي، بينما أمه بدرية لم تكن تعلم على الإطلاق أين كان نجلها محتجزا، لكن عبادة أفرج عنه الأسبوع الماضي ضمن صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل.
وتضيف بل أن عباده كان محتجزا في سجن عوفر، لنحو عام ونصف، رغم أنه أكد مرارا وتكرارا أنه لا ينتمي إلى أي فصيل مسلح، ولا يمتلك أي سلاح، ورغم ذلك منع من الاتصال بأسرته، ولم يتم إخباره حتى بالاتهامات الموجهة إليه، كما أنه كان من بين عشرات الفلسطينيين المحتجزين بنفس الطريقة، والذين أفرج عنهم ضمن صفقة التبادل مع حماس، والتي توسطت فيها قطر، لإطلاق سراح عشرات الفلسطينيين مقابل المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
وتشير بل إلى أن الصفقة سلطت الضوء عالميا على نظام السجون في إسرائيل، والاتهامات التي توجه إليها بممارسة التعذيب الممنهج وسوء المعاملة، وممارسة الاعتقال الإداري المتعسف، وهي أمور تنكرها الحكومة الإسرائيلية.
وتضيف أن فترة الاحتجاز دون محاكمة بمقتضى النظام الإسرائيلي غير محدودة، وذلك حسب جماعة حقوق الإنسان الفلسطينية، “الضمير”، والتي تؤكد أن أطول فترة اعتقال دون محاكمة حتى الآن وصلت إلى 8 سنوات، لكن إسرائيل تقول إنها تستخدم هذا النوع من الاعتقال “لمواجهة الإرهاب”، بينما خبراء الأمم المتحدة وصفوا الأمر بأن إسرائيل “تميل لاستخدام الاعتقال التعسفي” بشكل متكرر، وهو ما لا يتفق مع القانون الدولي، وميثاق حقوق الإنسان.
وتقتبس بل جانبا من تقرير الأمم المتحدة حول حقوق الإنسان لعام 2021، يقول: “الاعتقال التعسفي للأطفال على وجه الخصوص، انتهاك مروع للحد الأدنى الذي أسسته المعاهدة لحقوق الاطفال”، كما تنقل عن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان قوله “إنها حرب جهادية ضد النظام الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط”.
وتقول بل إن منظمة العفو الدولية أكدت أنها وثقت أدلة متعددة على ممارسة التعذيب ضد المعتقلين الفلسطينيين، بما في ذلك تعريتهم من الملابس، وضربهم وإذلالهم، وهي امور وثقتها الصحيفة أيضا في السابق حسب ما يقول التقرير، والذي يشير أيضا إلى أن منظمة “الضمير” تؤكد توثيق وقائع “ضرب وتهديد بالقتل والاغتصاب، واستخدام الكلاب للنهش، وتدمير المنازل”.
وتختم بل بالقول إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الاعتقال الإداري أصبح أمرا معتادا، وليس من المستغرب أن يتعرض له أي شخص في أي لحظة.
صحيفة الشرق الأوسط نشرت مقالا لهدى الحسيني بعنوان “حماس أعمت الاستخبارات الإسرائيلية وأمريكا أنعشتها”.
ورد في المقال أن الولايات المتحدة دعمت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية لـ “الوقوف على قدميها” مرة أخرى بعد الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبات بعده من الواضح أن “شاباك” والموساد يقدمون للجيش الإسرائيلي المعلومات لدعمه في خوض الحرب.
ويضيف المقال أنه مؤخرا “رأينا بنيامين نتنياهو يظهر في غزة الأسبوع الماضي، ورئيس الموساد ديفيد بارنيا يسافر إلى المنطقة مع التركيز على مفاوضات إطلاق الرهائن. إنه في محله الآن، اللاعب الرئيسي للحكومة الإسرائيلية، إذ أن قضية الرهائن ذات أهمية استثنائية، وكان رئيس الشاباك رونين بار أيضاً في مصر الأسبوع الماضي”.
وتشير الكاتبة إلى ما تردد من أن الدعم الاستخباراتي للجيش الإسرائيلي “تضمن طائرات من دون طيار من نوع (إم كيو-9) تقوم بمهام الطيران فوق غزة لأغراض استرداد الرهائن. وكانت هناك مشاركة موسعة للاستخبارات الأميركية مع إسرائيل، وفقاً للتقارير الصحافية. كما سافر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز إلى المنطقة؛ لمجموعة متنوعة من الأسباب التي شملت التركيز على مفاوضات الرهائن وفقاً للتقارير الصحافية”.
ويعرج المقال إلى القلق من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وتقول الكاتبة “لقد تم نشر مجموعتَي حاملتَي الطائرات، و16 سرب طائرات، وغواصة نووية أميركية مع أكثر من 150 صاروخ كروز وتوماهوك، لردع حزب الله ظاهرياً وفي الحقيقة إيران، من فتح جبهة أخرى في الشمال”.
ويختم المقال بالقول إن جهود الردع التي تمارسها الولايات المتحدة لا تعمل حتى الآن، ووفقا لتقارير وسائل الإعلام تشعر وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” بـ”الإحباط”، ما يدفع وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى التركيز على ما يمكن عمله ضد “وكلاء إيران في المنطقة”.