حرب غزة: فلسطينيون وإسرائيليون يمدون “جسورا لنبذ الكراهية” من لندن – التايمز
في عرضنا للصحف البريطانية: دعوة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وانتقادات لإيلون ماسك بسبب اتفاقه مع بعض ما جاء في تغريدات مستخدمي موقع إكس (تويتر سابقا) من انتقادات لإسرائيل، علاوة على إشكالية أثارها مقال في الغارديان بخصوص استضافة الإمارات لقمة المناخ (كوب-28).
ونبدأ جولتنا في الصحافة البريطانية بدعوة إلى السلام أطلقها ماغن إنون وحمزة العواودة، المشاركان الأساسيان في بودكاست أعدته صحيفة التايمز، حيث وجها دعوة إلى نبذ الكراهية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي.
وأشار المقال إلى فرضية سائدة في المنطقة تفيد أن “الناس في غزة وجنوب إسرائيل عالقون في صراع لن ينتصر فيه أحد وأنه لا خيار لديهم سوى أن يكونوا أعداء يعانون المزيد من الانقسام والمآسي والتشدد. لكننا – مثلنا مثل أغلب الإسرائيليين والفلسطينيين العاديين – لا نملك رفاهية الاستسلام والسماح للمتشددين بأن يرسموا لنا المستقبل”.
وأكد كلا من إنون والعواودة أن لديهما أطفالا يريدان تنشئتهم وتربيتهم في سلام وأن يعيشوا جنبا إلى جنب فلسطينيين وإسرائيليين وفق مبادئ الإنسانية، مشدديْن على أن كلاهما “باقيان في المنطقة ولن ينتقلا إلى أي مكان آخر”.
وذكرا أيضا أن الأسابيع الثمانية الماضية كانت فترة عصيبة سيطر فيها الرعب على الفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍ سواءٍ وأدخلتهم في معاناة كبيرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عندما بدأت حماس هجومها على بلدات في غلاف غزة. ويقول ماغن إنه فقد والديه على يد حماس، بينما لا تزال أسرة حمزة تعيش على ذكرى جده الذي قتل عام 1976 بعد سنوات طويلة من المقاومة ضد الإسرائيليين. كما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على ابن عم حمزة، وقد يعاني من عاهة مستدامة في رجله.
وأعلن الرجلان، على الرغم من الألم الشديد الذي يخوضان غماره على مدار تلك الفترة، رفضهما لأن يكونا عدوين لبعضهما. وبدلا من ذلك، تعهدا – كشريكين – بصناعة مستقبل أفضل لأسرتيهما.
وقال الفلسطيني والإسرائيلي، في مقالهما الذي يستهدف نبذ الكراهية، إنه “طالما استطعنا نحن الاثنين مقاومة الحض المستمر على الكراهية، فبالطبع سوف يتمكن الآخرون من فعل الشيء نفسه. لكننا تابعنا والرعب يملأ قلوبنا المجتمعات الداعمة لفلسطينين وإسرائيل، بما في ذلك الجاليات الموجودة في المملكة المتحدة، إنهم يستوردون الكراهية والانقسام”.
وأكدا على أن الإعلام يتناول الصراع على أنه “معادلة صفرية أو لعبة أبيض وأسود، وهو ما يُستغل لتحقيق مكاسب سياسية في أغلب الأحيان. فقد رأينا مأساتنا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تتلخص في شعارات لا يتجاوز أي منها السطر الواحد، والتي تعطي انطباعا بعدم وجود أصوات معتدلة”، لكنهما أشارا إلى أنه انطباع غير صحيح وأن هناك أصواتا معتدلة تحتاج فقط إلى من يسمعها وأن يُفسح أمامها المجال حتى تعلو وتُسمع.
وشدد ماغن إنون وحمزة العواودة، اللذان يُشاركان في بناء ما يعرف بـ “جسور نبذ الكراهية” في إطار “حملة معا من أجل الإنسانية” التي تنطلق من وقفة احتجاجية أمام مقر الحكومة البريطانية في داوننغ ستريت الأحد المقبل في الثالثة عصرا، على أن إعلاء الصوت المعتدل ليس فقط ضرورة أخلاقية، بل هو أيضا السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع التاريخي.
وتعهدا بألا تكون الكراهية خيارهما، وهو الخيار الذي أكدا أنه طالما أن بإمكانهما اختياره، فسوف يكون في إمكان الجميع أن يسير على نفس الخطى إلى نبذ الكراهية.
إيلون ماسك و”معاداة السامية”
ننتقل إلى صحيفة الإندبندنت البريطانية التي نشرت مقالا لشون أوغرادي ينتقد فيه إيلون ماسك بسبب بعض التغريدات التي يرى كاتب المقال أنها “معادية للسامية” بعد أن اتفق ماسك، مالك منصة “إكس” (تويتر سابقا)، مع بعض التغريدات التي رأى أوغرادي أنها حافلة بالتشدد.
وأوضح الكاتب أنه تأذى كثيرا مما رأى “من انتشار للعنصرية والكراهية على منصة التواصل الاجتماعي إكس”، مؤكدا أنه لم يلاحظ هذا الانتشار الأسبوع الماضي. لكنه والعالم أجمع أدرك وجود هذا القدر مما يعتبره أوغرادي “عنصرية وكراهية” على المنصة عندما أصدر البيت الأبيض بيانا في هذا الشأن يدين فيه هذه الممارسات على إكس.
في المقابل، أشاد المقال بموقف ريشي سوناك، رئيس وزراء بريطانيا، عندما وجه انتقادا صريحا لإيلون ماسك، قائلا: “أدين جميع أشكال معاداة السامية. ولا يشكل أي فارق بالنسبة لي ما إذا كان إيلون ماسك أو أي شخص عادي آخر يسير في الطريق، هو الذي ينتهك حقوق أي من المارة بجانبه، فمعاداة السامية بكل أشكالها خطأ فادح”.
وأكد الكاتب أنه من الطبيعي أن ينتقد سوناك، الذي يمثل ملايين البريطانيين الذين يؤمنون بالتعددية الثقافية، “التدخلات الحمقاء لإيلون ماسك”، خاصة وأنه نفس الشخص الذي أعفى سويلا برافرمان من مهام منصبها كوزيرة للداخلية في المملكة المتحدة من جراء استخدامها لغة تحريضية وإثارتها الشكوك والكراهية للإسلام، كما يقول الكاتب.
واستعرض الكاتب ما دار من حديث الأسبوع الماضي من أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي إكس، تويتر سابقا، واتفاق ماسك معه، ويرى الكاتب أن ذلك الحديث “معادٍ للسامية”، مؤكدا أن مثل هذا الحديث الذي تبناه أحد المستخدمين على المنصة المملوكة لماسك واتفاق ماسك معه فيما قال، يُعد جريمة بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في بعض الدول، إذ إن “الشعب اليهودي، وغيره من الطوائف العرقية والدينية، ليس عبارة عن كتلة متجانسة من الناس تعمل بتضامن على كسب ولاءات عرقية أو دينية من جميع أنحاء العالم”.
وأشار إلى أن افتراض ذلك يعني “مجرد نشر إصدارات متعددة من المجاز التقليدي المعادي للسامية للمؤامرة اليهودية العالمية، تلك التي أوقعت ماركس وتروتسكي ذات مرة بشكل سخيف مع المصرفيين في وول ستريت، ولكنها عادت إلى الظهور الآن مرة أخرى”.
وقال الكاتب إن ماسك وصف نفسه في وقت سابق بأنه يؤمن “بحرية التعبير المطلقة”، وهو الوصف الذي يعتقد أوغرادي أن الملياردير الأمريكي استخدمه ليعفي نفسه من “المسؤولية عما يُقال على واحدة من أكبر منصات التواصل الاجتماعي على هذا الكوكب. وأشار إلى أن إخلاء المسؤولية عما يقال عبر إكس في حد ذاته ليس مشكلة، إنما المشكلة الحقيقية تكمن في أنه لا يتعين على ماسك الدفاع عن “منتهجي الكراهية والهجوم على الآخرين” على المنصة.
تنظيم الإمارات لمؤتمر المناخ (كوب 28) “تناقض في الرسائل”
وركز مقال نشرته صحيفة الغارديان على استضافة الإمارات مؤتمر المناخ هذا العام (كوب-28)، بصفتها أحد أكبر منتجي النفط على مستوى العالم، وما ينطوي عليه ذلك من تناقض في الرسائل التي قد تبعث بها القمة إلى العالم.
وشبهت مارينا هايد، كاتبة المقال تنظيم الإمارات للمؤتمر العالمي “باستضافة الثعلب للدجاج”، وانتقدت حقيقة أن “رئيس مؤتمر المناخ (كوب-28) هذا الأسبوع في دبي هو أيضا الرئيس التنفيذي لشركة النفط الحكومية في الإمارات (أدنوك)”. مؤكدة أن ذلك أمر متناقض.
كما انتقدت الكاتبة اختيار الإمارات لتكون الدولة المنظمة للقمة، إذ رأت أنها من أكثر الدول من حيث إلحاق الضرر بالمناخ بسبب ممارسات حرق الغاز في حقول النفط الإماراتية، وهي الممارسات التي لا تزال موجودة على أرض الواقع رغم أنها محظورة قانونا منذ أكثر من 20 سنة.
ولم تكتف مارينا بإلقاء اللوم على الإمارات، بل ووزعت الانتقادات على المسؤولين الذين من المقرر أن يشاركوا في القمة العالمية الذين يصلون إلى دبي وسط استمرار حرق الغاز للتخلص من النفايات الناتجة عن استخراج النفط. وأشارت إلى ما تراه غضا للطرف عن هذه الممارسات من قبل تلك الدول، قائلة: “كبار الشخصيات الدولية الذين يسافرون إلى مؤتمر كوب-28 على متن طائرات خاصة يمكنهم مشاهدة حقول النفط من نوافذهم والتفكير في مدى روعة الترحيب بهم بنار مشتعلة”.
كما انتقدت مارينا هايد الطريقة التي تنظم بها قمة المناخ في دبي، إذ قالت إن السلطات الإماراتية وافقت على تنظيم المظاهرات – التي اعتاد العالم على مشاهدتها تزامنا مع انعقاد هذا المؤتمر السنوي. وقالت الكاتبة: “يرجح أن هذه المظاهرات قد تكون في ساحات مغلقة بسياج في مكان ما قرب المطار”.
وأشارت إلى أن “بي بي سي كشفت – بالتعاون مع مركز غير هادف للربح يعمل في رصد انتهاكات المناخ – أن الإمارات لديها خطة لاستغلال القمة المناخية للترويج لتصدير إنتاجها من النفط للصين والبرازيل، وألمانيا ومصر”.