الصحة العالمية تحذر من موت عدد أكبر من سكان غزة بسبب الأمراض أكثر من القصف
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن تفشي الأمراض دون علاج في غزة ينذر بموت عدد أكبر من سكان القطاع أكثر من القصف إذا لم يستأنف النظام الصحي عمله.
وتتفشى الإصابة بالإسهال والتهابات الجهاز التنفسي على نطاق واسع بين الأطفال في منشآت الأمم المتحدة المكتظة بالنازحين، والتي تؤوي نحو 1.1 مليون شخص.
كما أن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السرطان لا يحصلون على أي علاج.
ومن المفترض أن ينتج عن الاتفاق، الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة، إطلاق سراح 20 امرأة وطفلا إسرائيليا آخرين كانوا محتجزين كرهائن في غزة مقابل الإفراج عن 60 امرأة وطفلاً فلسطينيا في السجون الإسرائيلية.
وشهد يوم الإثنين الماضي إطلاق سراح 11 رهينة إسرائيلية و33 سجينا ومعتقلاً فلسطينياً في اليوم الرابع والأخير من الاتفاق المبدئي، ليصل إجمالي عدد الرهائن إلى 50 رهينة إسرائيلية و150 سجينا ومعتقلاً فلسطينياً.
كما سلمت حماس 19 مواطنا أجنبيا، أحدهم يحمل الجنسية الإسرائيلية، بموجب اتفاق منفصل.
وتحصي تقديرات الأمم المتحدة نزوح ما يربو على 1.8 مليون شخص في غزة خلال الأسابيع السبعة الماضية، يعيش نحو 60 في المئة منهم في 156 منشأة تابعة لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وصرحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في مؤتمر صحفي في جنيف بأن تقييم الوضع في تلك الملاجئ أظهر تفشيا للأمراض المعدية، إذ تجاوزت حالات الإسهال بين الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات فما فوق، المستويات الطبيعية بأكثر من 100 مرة بحلول أوائل نوفمبر/تشرين الثاني.
وأضافت أنه لا يتوافر علاج لهم، وبدون أدوية يمكن أن تتدهور صحة الأطفال الرضع على وجه الخصوص ما يؤدي إلى وفاتهم بسرعة كبيرة.
ووفقا للأمم المتحدة، توجد 5 مستشفيات فقط تعمل بطاقة جزئية في شمالي غزة، وهي المنطقة التي كانت مركز التوغل البري الإسرائيلي.
كما يعمل 8 من أصل 11 مستشفى في المنطقة الجنوبية، التي كان الجيش الإسرائيلي قد طلب من المدنيين النزوح إليها، واحد فقط من هذه المستشفيات لديه القدرة على علاج حالات حرجة أو إجراء عمليات جراحية معقدة.
وحذرت هاريس: “في النهاية سنرى موت عدد أكبر من الناس بسبب الأمراض أكثر حتى مما نراه بسبب القصف إذا لم نتمكن من إعادة بناء هذا النظام الصحي”.
كما أفاد المتحدث باسم منظمة اليونسيف، جيمس إلدر، في مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو من غزة، أنه رأى المستشفيات مليئة بالأطفال المصابين بجروح مروعة بسبب الحرب.
وروى إلدر أنه شاهد طفلا فقد جزءا من ساقه يرقد على أرض مستشفى لعدة ساعات دون تلقي علاج بسبب عدم توافر طاقم طبي، وأضاف أن أطفالا مصابين آخرين كانوا يرقدون في مواقف السيارات والحدائق بالخارج.
ويعاني الأطفال النازحون وأسرهم من عدم توفر المأوى المناسب والملابس التي تحميهم من الطقس الممطر والبارد حاليا في غزة.
وشهدت الأيام الأربعة الأولى من الهدنة دخول 800 شاحنة مساعدات إلى غزة، وصل بعضها إلى المنطقة الشمالية، وفقا لمسؤولين أمريكيين، ويعد ذلك زيادة في دخول المساعدات مقارنة بالأيام الماضية، لكنها لا تزال مجرد جزء صغير مقارنة بالمعتاد.
وتقول منظمات الأمم المتحدة إنه في مثل هذه الأوضاع، لابد أن يكون استئناف القتال أمرا غير وارد، ودعت مرة أخرى إلى وقف دائم لإطلاق النار.