اكتشاف يعود إلى 539 مليون سنة بالمغرب

الخميس 30 نونبر 2023 – 09:09
قام فريق دولي من الباحثين، مكون من باحثين من جامعة القاضي عياض في المغرب وفرنسا وإستونيا، لأول مرة بتوصيف آثار حركة الكائنات متعددة الخلايا، والتي يعود عمرها إلى حوالي 539 مليون سنة في جبال الأطلس الصغير الغربي، حيث مكن الموقع المدروس في جنوب منطقة تارودانت من تحديد الحلقة المفقودة من السجل الستراتغرافي المغربي، والذي يشمل كامل تاريخ الحياة على الأرض، انطلاقا من مظاهر الحياة البدائية الأحادية الخلية في البريكمبري حتى ظهور الإنسان في العصر الرباعي.
وأوضح بلاغ، توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة منه، أن هذه الأبحاث الميدانية أُجريَت جنوب منطقة تارودانت، تحت إشراف عبد الفتاح عزيزي، الباحث بكلية العلوم والتقنيات جامعة القاضي عياض بمراكش، وبدعم من أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، وإقليم نوفيل أكويتين (فرنسا)، والمركز الإستوني للكيمياء التحليلية (إستونيا).
وأضافت الوثيقة ذاتها أن “هذه الدراسة، التي نشرت نتائجها في العدد الصادر في دجنبر 2023 من مجلة ” Precambrian Research “، ساهمت في تحديد أول مؤشرات بيولوجية لتحديد الحدود الستراتغرافية بين العصر الإدياكاري (نهاية الزمن البريكامبري) والعصر الكمبري، الذي شهد ازدهار الحياة وتنوع الكائنات الحية متعددة الخلايا”.
وأشار البلاغ إلى أن “الانتقال من العصر الإدياكاري إلى العصر الكمبري يمثل فترة محورية في تاريخ الحياة على الأرض تميزت باختفاء النظم البيئية المميزة للعصر الإدياكاري، وبظهور الكائنات متعددة الخلايا وكذا النظم البيئية المتنوعة بالأوساط البحرية”، موردا: “تميزت هذه الفترة بتغيرات كبيرة في خصائص المورفولوجية العضوية للكائنات الحية؛ ما أدى إلى زيادة مفاجئة في شدة وعمق الآثار الناتجة عن نشاطها الحركي وتأثيرها الميكانيكي على الرواسب”.
ويمثل ظهور هذه الكائنات خلال العصر الكمبري (حوالي 539 مليون سنة) مرحلة رئيسية لم تُوثق بشكل كبير بعد في السجلات الطبقاتية، حيث تقع أهم وأكثر المواقع المدروسة خلال العقود الأخيرة في كندا والصين وأستراليا، بالإضافة إلى موقع وحيد بإفريقيا يوجد بدولة ناميبيا.
وتحتوي سلسلة الأطلس الصغير الغربي على مساحات شاسعة تظهر فيها طبقات رسوبية بحرية لم تخضع للتحول بعد ترسبها، وتغطي الفترة الزمنية بين العصر الإدياكاري والكمبري، والذي يحتوي محليا على طبقات تظهر نشاط الكائنات الحية على شكل آثار أفقية وعمودية، تشهد على نشاط الكائنات متعددة الخلايا مثل الديدان وكائنات أخرى تشبه الشقائق البحرية، هذه الاثار التي بقيت شاهدة على أول ظهور لكائنات حية قادرة على التحرك والحفر في الرواسب، تعرف علميا بالأسماء التالية: Treptichnids، Monomorphichnus، Helminthoidichnites، Gordia، Palaeophycus، Planolites وConichnus .
واشتملت الدراسة على نتائج التحاليل النظائرية للكربون δ13C والتي أُجريت على الطبقات المترسبة ما بين الحقب الإدياكاري والكمبري في الموقع نفسه، والتي أظهرت تطابقا مع النتائج المسجلة في مواقع أخرى حول العالم، والتكامل بين المعطيات الأحفورية ونتائج نظائر الكربون δ13C مكن من تحديد الطبقات التي تمثل الحدود بين العصر الإدياكاري الكمبري في الأطلس الصغير الغربي.