استمرار رالي “موناكو دكار” في مسار الصحراء المغربية يعمق استياء “البوليساريو”
على الرغم من تواصل تحذيرات جبهة “البوليساريو” المدعومة من الجزائر، فإن “رالي إفريقيا إيكو رايس” يستعد للانطلاق في شهر دجنبر المقبل، من خلال مساره العادي الذي يشمل الأقاليم الجنوبية لمملكة.
وحسب الموقع الرسمي للسباق الرملي الشهير، فإن “المنافسات، التي يعتزم أن تنطلق في الـ30 من شهر دجنبر المقبل إلى منتصف يناير من سنة 2024، ستبدأ من مدينة موناكو الفرنسية إلى الناظور المغربية، مرورا بمحاميد الغزلان ومنطقة بودنيب، إلى أسا الزاك، ثم نحو الأقاليم الجنوبية، وصولا إلى مدينة الداخلة، على أن يمر المنافسون بعدها عبر معبر الكركرات نحو موريتانيا، قبل خط النهاية في دكار السنغالية”.
وكان السباق قد شهد تأجيلا بسبب أوضاع فيروس كورونا لسنة 2020، على أن يعود في سنة 2022 إلى مساره العادي، والذي عرف وقتها إطلاق جبهة البوليساريو لجملة من التحذيرات لمنظمي السباق الذي كان يعرف سابقا باسم “باريس دكار”.
وعلى الرغم من هاته التحذيرات، يواصل المتسابقون المرور عبر رمال الصحراء المغربية، والتي تعطي انطباعا ساحرا للمشاركين، كما أن أقاليم المملكة ساهمت لسنوات في إنجاح التظاهرة وجعلها من الأشهر عبر العالم.
ويواصل السباق أهدافه النبيلة التي تسعى إلى حمل شعار الحفاظ على البيئة، إذ قال المنظمون إن “السيارات المشاركة تستخدم الطاقة الكهربائية والشمسية حفاظا على البيئة”، حسب الموقع سالف الذكر.
وشدد المنظمون على وجود شروط السلامة خلال مراحل السباق كاملة، والتي تشمل الشق الأمني والصحي، بما فيها ممرضون متنقلون وتوفر المواكبين في جل مراحل الطريق.
وكانت جبهة “البوليساريو” قد عبرت عن امتعاضها من استمرار نجاح السباق الذي يفوق مسافة 6 آلاف كيلومتر، إذ تشكل الأقاليم الجنوبية لمملكة حصة الأسد من هاته المسافة.
وفي 2018، هددت الجبهة بوقف السابق، معتبرة أن “المنطقة في حالة حرب”؛ غير أن المنظمين للتظاهرة يواصلون إلى حدود الساعة تجاهل بلاغاتها، خاصة في ظل توفر عناصر الأمن والسلام من قبل السلطات المغربية.
ويشكل العبور عبر معبر الكركرات أحد التفاصيل المزعجة لقيادة الرابوني، التي كانت تطمح إلى التشويش على السباق من خلال هاته النقطة؛ لكن التدخل الاحترافي للقوات المسلحة الملكية أنهى جميع أحلامها.
ويعتبر هذا السباق العالمي أحد أهم التظاهرات العالمية باعتباره يتجاوز البعد التنافسي ليصل إلى الأهداف التنموية والمجتمعية، إذ يحرص المتسابقون على تشجيع السياحة بممرات السباق من خلال اقتناء المنتوجات المحلية للسكان.
وستكون الأقاليم الجنوبية المغربية على موعد منافسات تجذب وسائل الإعلام العالمية؛ ما سيخدم بشكل متوقع ترويج مدن الصحراء على الصعيد الدولي.