أخبار العالم

أطباء مغاربة يحذرون من تجاهل المخاطر الناجمة عن “الأنفلونزا الموسمية”



عاد أطبّاء مغاربة إلى التحذير من التراخي الذي تمّ تسجيله السنة الفائِتة نتيجة عدم الإقبال بشكل مكثّف على التلقيح ضد الأنفلونزا الموسميّة التي ازدادت عدوى انتشارها حينها، وفق ما أوضحته الفعاليات الطبية المغربية، التي وجدت في اقتراب فصل الشتاء فرصةً للتذكير بـ”إمكانية تزايد شراسة الأنفلونزا مرة أخرى”، مع التأكيد على “ضرورة التطعيم كإجراء معزز للمناعة المكتسبة”.

خبراء مغاربة عزوا “ضعف الإقبال على التلقيح حينها” إلى تزامن تلك الفترة مع انتعاش متحورات للفيروس التاجي. لكن في السنوات التي سبقت انتشار فيروس كورونا سجل متخصصون أن التطعيم ضد الأنفلونزا كان يعرف ديناميّة ملحوظة مع اقتراب كل فصل شتاء، وخصوصا في الأسابيع الأخيرة من شهر نونبر وبداية دجنبر، وهو ما ينصح الأطبّاء الذين تواصلت معهم هسبريس بالعودة إليه عاجلاً.

أنفلونزا حادة

محمد اعريوة، طبيب متخصص في الإدارة الصحية، حذر من “العودة إلى تراخي السنة الماضية”، موضحا أن “شهر نونبر يعتبر الموسم المناسب لبداية التصدي للأنفلونزا الموسمية التي تشكّل مرضاً خطيراً، قد تكون له تداعيّات صحية وأعراض جانبية حادة”، مؤكداً أن “هذه الأنفلونزا يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أحياناً بالنّسبة لكبار السن والأشخاص الذين يُعانون من أمراض مُزمنة أو من هشاشة مناعيّة”.

وأوضح اعريوة، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن “هذه الأنفلونزا تكثرُ في فصل الشتاء في المغرب وفي العالم أيضاً، ولهذا يرتفع الاهتمام بها من طرف العديد من المختبرات الطبية حول العالم، مع ارتفاع التّوصيات بالحرص على أخذ اللقاح بشكل سنويVaccin antigrippale”، لافتا إلى أن “هذا أساسي في هذه الفترة بالتحديد، لاسيما بالنّسبة لمن يُعانون من مرض السّكري أو السّرطان أو الضّغط الدموي أو السمنة أو أمراض القلب والشرايين”.

وعن الأعراض التي تصاحبُ هذه الإصابة، أكد الطبيب المتخصص في الإدارة الصحية أن “المُصاب يتعرّض لآلام في الذّراعين والسّاقين، ويشعر بالصّداع والإرهاق، مع سيلان في الأنف وفقدان للشّهية والتهاب الحلق والسعال”، مضيفاً أن “الجسم بدوره يعرف ارتفاعاً في درجة الحرارة، مصحوباً بآلام في مختلف مناطق جسد الإنسان المصاب بهذه الأنفلونزا، خاصّة على مستوى الظّهر”.

وحثّ المصرح لهسبريس على ضرورة اتّخاذ كافة السّبل الوقائية المناسبة خلال هذه الفترة، خصوصاً “تجنب التّعرض للبرد بعد مغادرة فضاء درجة حرارته دافئة أو معتدلة؛ وأيضاً عدم الاقتراب كثيرا من الأشخاص المصابين، لكون المرض معديا، وتفادي مشاركة المصاب الأدوات التي يستعملها”، مؤكدا أيضا ضرورة “شرب الماء بكثرة، شريطة ألا يكون بارداً، وتجنب رذاذ الآخرين حين يعطسون في هذه الفترة بالتحديد”.

ضرورة اللقاح

الطيب حمضي، طبيب وباحث في النظم الصحية، اعتبر أن “التحسيس بخطورة الأنفلونزا الموسمية يكتسي أهمية كبيرة خلال الوقت الحالي، نظراً لكونها الفترة المرشحة لتسجيل ارتفاع أكبر للإصابات”، موضحا أن “انتقال هذه الأنفلونزا اتضح مرارا أنه يتم بين الأطفال، نظرا لكون المدارس تعدّ ناقلا رئيسيا للفيروس داخل المجتمع؛ التلاميذ ينقلونه للعائلات، وهو ما يشكل خطورة على أفراد ضمن العائلة”.

ونصح حمضي، في تصريحه لجريدة هسبريس، بأن “يقبل كل المغاربة على التلقيح، لكونه يعزز المناعة الطبيعية والمكتسبة، ويحتوي على محفزات طبيعية وغير ضارة نهائيا”، مشيرا إلى أن “الأطباء هم أول شريحة يجب أن تتلقى اللقاح، لكون هذه الفئة من الممكن أن تنقل العدوى للمرضى”، وزاد: “المرأة الحامل أيضاً تلقيحها منصوحٌ به وبشدّة، لكون هذه الأنفلونزا تهدد صحة الأم والجنين معاً، وقد تؤدي إلى الولادة المبكرة وأحيانا إلى الإجهاض”.

وأكد المتحدث ذاته أن “فيروس الأنفلونزا حين يدخل جسم الإنسان فقد يؤثر على أعضاء حيوية، كما أن آثاره ومضاعفاته من الممكن أن تنجم عنها جلطة دماغية قاتلة”، منبها إلى أن “التلقيح يجب أن يتم بشكل سنوي وتلقائي، لأن هذه الأنفلونزا تعرف طفرات وتفرز سلالات جديدة كل مرة؛ لهذا تعمل الهيئات الصحية العالمية على تحديث اللقاحات بشكل دوري، لمواكبة هذه التحولات وتوفير حماية أفضل ونجاعة أكثر لهذه اللقاحات”.

وشدد الخبير ذاته على أن “الأنفلونزا ليست نزلة البرد أو ‘الرْواح’”، مضيفا أنه “رغم التّشابه الطفيف في الأعراض تكون الأخيرة أكثر حدة في حالة الأنفلونزا، كما أن الفيروسات المسببة للحالتين مختلفة”، ومشيرا إلى أن “الإقبال على اللقاح لا يجبُ أن يتراجع هذه السنة مجدداً، خصوصاً أنه منذ ثلاث سنوات دخلت نسخ جديدة رباعية إلى الصيدليات المغربية وهي تحمي ضد أربع سلالات من الفيروسات عوض ثلاث سابقا”.

يشار إلى أن كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب وجهت سابقاً مراسلة رسمية إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية تدعوه إلى “تأهيل الصيدليات والاستعانة بها لتلقيح المواطنين ضد الأنفلونزا الموسمية، كإجراء تعزيزي وتحسبي لأي تجاوز تعرفه الظرفية الوبائية الخاصة بهذا الفيروس”، مؤكدة أن “إشراك قطاع الصيدلة في العملية يندرج ضمن المقاربة الاستباقية المطلوبة واليقظة الضرورية لحماية الأمن الصحي للبلاد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى