حرب غزة: ماذا جرى في اليوم الثالث للهدنة بين إسرائيل وحركة حماس، وما هي أبرز جهود إطالة أمدها؟
شهد اليوم الثالث من فترة الهدنة التي اتفقت عليها إسرائيل وحركة حماس، إطلاق سراح مزيدٍ من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، بالتزامن مع وصول مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، حيث تصف وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الوضع بأنه “خطير”.
وسلمت حركة حماس عبر مؤسسة الصليب الأحمر الدولية، خلال اليوم الثالث – وفق ما هو متفق عليه – 13 رهينة إسرائيلية، ليرتفع العدد الإجمالي لمن جرى تسليمهم إلى إسرائيل منذ يوم الجمعة إلى 39 رهينة، بينما جرى تسليم ثلاثة من الأجانب غير الإسرائيليين، إضافة إلى روسي واحد، ما رفع عدد الأجانب المفرج عنهم إلى 18 أجنبيا، خارج إطار الاتفاق.
وأكدت مصلحة السجون الإسرائيلية إطلاق سراح 39 معتقلا فلسطينيا من سجونها، بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة، مما يرفع عدد المفرج عنهم من الفلسطينيين منذ بدء الهدنة إلى 111 فلسطينياً جميعهم من النساء والأطفال.
وينص الاتفاق، الذي تم بوساطة قطرية وبمشاركة الولايات المتحدة ومصر، على إطلاق سراح 50 رهينة لدى حماس مقابل إطلاق سراح 150 فلسطينياً من الأطفال والنساء المعتقلين في السجون الإسرائيلية على مدى الأيام الأربعة للهدنة القابلة للتجديد.
ومع ذلك لا تزال الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تتعمق بعد سبعة أسابيع من القصف الإسرائيلي المكثف رداً على الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
تؤكد السلطات الإسرائيلية أن نحو 240 شخصا تم اختطافهم خلال هجوم حماس وتم نقلهم إلى داخل قطاع غزة. ويعتقد أن نحو سبعة آلاف معتقل فلسطيني يقبعون في السجون الإسرائيلية، وفقًا لأرقام نادي الأسير الفلسطيني.
وأطلق سراح الرهائن يوم السبت بعد تأخير لساعات، وقالت حركة حماس إن السبب يعود لعدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، بينما نفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ذلك، مؤكداً أن حماس تعتمد “تكتيك المماطلة” في إطار “الحرب النفسية”، قبل أن تقوم حماس بإطلاق سراح 17 شخصاً.
وقد نشرت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مقطع فيديو يظهر 13 إسرائيلياً وأربعة تايلانديين، يستقلون سيارات دفع رباعي تابعة للصليب الأحمر قبل منتصف الليل.
كما أعلنت حركة حماس مقتل أربعة من قادتها، بينهم عضو في مجلسها العسكري، خلال القتال مع الجيش الإسرائيلي.
ترك طرفا الهدنة جانباً من الفسحة لتمديدها عن الفترة التي أعلن عنها، وهي أربعة أيام، وأكد مسؤول مطلع لرويترز السبت، أنّ وفداً قطرياً زار إسرائيل، لبحث إمكانية تمديد الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل.
وقال المسؤول إنّ فريق العمليات القطري نسق أيضاً مع مسؤولين إسرائيليين لضمان استمرار الهدنة وإطلاق سراح المحتجزين دون عوائق.
بدورها قالت وزارة الخارجية المصرية إنّ “مؤشرات إيجابية” تبرز لإمكانية تمديد اتفاق الهدنة، وذلك في وصفها للجهود المبذولة، حيث تطالب مصر بوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة لحل القضية الفلسطينية.
وأظهر الرئيس الأميركي جو بايدن رغبة الولايات المتحدة في تمديد الهدنة، إذ قال الجمعة إن هناك فرصاً حقيقة لتمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس، وعبر عن أمله في الإفراج عن مزيد من الأمريكيين الذين تحتجزهم حركة حماس في أقرب وقت.
ورغم رفض بايدن التكهن بشأن مدة الحرب بين إسرائيل وحماس، قال إنه يعتقد أنّ فرص تمديد الهدنة الحالية “فعلية”.
بدوره عبّر ممثل عن قطر – الوسيط الرئيسي في الهدنة – عن أنّ بلاده تأمل في التمديد إلى ما بعد الأيام الأربعة المتفق عليها، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري لشبكة سي إن إن الأمريكية “إن تطبيق الهدنة في أول يومين يبعث على الأمل في أن نتمكن من العمل للتوصل إلى اتفاق أكثر استدامة”.
المتحدث باسم الأونروا في غزة، عدنان أبو حسنة، وصف الأوضاع في قطاع غزة بالخطيرة، مضيفاً بأنه لا توجد مياه صالحة للشرب أو مواد إغاثية تكفي حاجة السكان.
وقال أبو حسنة، إنّ الاحتياجات الإنسانية كبيرة وغير مسبوقة حيث إنّ تشغيل القطاعات الخدمية والصحية وإدامة الحياة مثل تحلية المياه والصرف الصحي والمستشفيات والمخابز والاتصالات وتقديم خدمات الأورنوا يتطلب إدخال 200 شاحنة من الاحتياجات الإنسانية بشكل يومي ولمدة شهرين على الأقل.
وتسلمت الأونروا في الفترة ما بين 23-24 نوفمبر/تشرين الثاني، 197 ألف لتر من الوقود، حيث قامت بتوزيعه لدعم جهود إدامة الغذاء وتشغيل المولدات في المستشفيات ومرافق المياه والصرف الصحي والملاجئ وغيرها من الخدمات الحيوية، كما قامت قافلة تابعة للأمم المتحدة بتسليم المساعدات الإنسانية الحرجة (التي تتألف أساساً من المياه والطحين والمواد الغذائية الأخرى) إلى اثنين من ملاجئ الأونروا في الشمال، وهذه هي أول عملية تسليم مساعدات إلى مأوى في الشمال منذ أكثر من شهر.
وأشار أبو حسنة إلى أنّ “ما يدخل حتى الآن لا يزال نقطة في بحر الاحتياجات الإنسانية والمطلوب وقف إطلاق نار شامل حتى نتمكن من مواجهة الكارثة الإنسانية الكبرى في قطاع غزة”.