تجمعيو بني ملال يشيدون بإصلاح الصحة
نظمت المنظمة الوطنية لمهنيي الصحة التجمعيين، بشراكة مع المنظمة الجهوية لمهنيي الصحة التجمعيين، السبت ببني ملال، لقاء جهويا حول موضوع “استكمال الترسانة القانونية لورش إصلاح المنظومة الصحية.. تجسيد حقيقي للالتزام الحكومي بالارتقاء بقطاع الصحة”، بحضور أزيد من 600 مشارك من مهنيي وأطر الصحة.
وفي تصريح لهسبريس، أوضح عثمان الهرموشي، نائب رئيسة المنظمة الوطنية لمهنيي الصحة التجمعيين، أن هذا القاء الجهوي يندرج في إطار جولة وطنية تقوم بها المنظمة على مستوى جهات المغرب، لافتا إلى أن جهة بني ملال- خنيفرة هي المحطة الخامسة لمهنيي الصحة والمنخرطين بالمنظمة وأيضا لغير المنخرطين.
وأضاف الهرموشي أن “المنظمة الوطنية منفتحة على المجتمع المدني لتأطير هذه الشريحة فيما يخص مضامين الإصلاح الذي تقوم به الحكومة في إطار الورش الصحي الكبير الذي أتى به الملك محمد السادس”، مشيرا إلى أن “لقاء اليوم هو مناسبة للحزب ومؤسساته لإبراز النصوص القانونية المؤطرة لاستراتيجية ورش إصلاح المنظومة الصحية الوطنية لمهنيي القطاع”.
وأضاف أنه سيتم تتويج هذا اللقاء الجهوي مستقبلا بجامعة ربيعية سيلتئم خلالها جميع أعضاء المنظمة على المستوى الوطني بإبراز كل الًإصلاحات التي قامت بها الحكومة، سواء على مستوى القطاع الصحي أو الحماية الاجتماعية.
من جهته، أشاد عبد الرحيم الشطبي، المنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بجهة بني ملال- خنيفرة، بنجاح الحكومة في استكمال النصوص القانونية المؤطرة لاستراتيجية ورش إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، التي جاءت تكريسا لركائز الدولة الاجتماعية كما دعا إليها الملك محمد السادس. وتابع قائلا: “نحن أمام ثورة اجتماعية سيحس بها المواطنون، وستحدث تغييرات جذرية في المقاربة والعقلية والأداء داخل المنظومة الصحية في المملكة”.
وأوضح المنسق الجهوي للتجمعيين أن الأمر يتعلق بخمسة قوانين هامة تتمثل في المجموعات الصحية الترابية، والوظيفة الصحية، والهيئة العليا للصحة، والوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، والوكالة المغربية للدم ومشتقاته.
وأبرز أن هذه القوانين الخمسة، التي أعدتها الحكومة وصادق عليها البرلمان في ظرفية مهمة موسومة بتعميم الحماية الاجتماعية، تعكس النفَس الحكومي الإصلاحي في قطاع الصحة، وتعتبر نقلة نوعية ستحدث إصلاحا عميقا وهيكليا في قطاع اجتماعي طالما عانى تعدد الأعطاب.
وبفضل هذه القوانين التي أعدتها الحكومة، يتابع الشطبي، سيتم إحداث الهيئة العليا للصحة، التي تعتبر العقل الاستراتيجي والفعال للمنظومة الصحية برمتها، وهي مؤسسة تتمتع بالشخصية المعنوية، هدفُها ضمان استمرارية عمل الدولة في قطاع الصحة، والسهر على استقرار والتقائية السياسات العمومية، والتأطير التقني للتأمين الإجباري عن المرض وضبط منظومته، في أفق جعلها صلة وصل بين منظومة الحماية الاجتماعية في شق التغطية الصحية والقطاع من عاملين ومؤسسات صحية.
وأضاف أن “هذه الترسانة القانونية كانت وراء إحداث المجموعات الصحية الترابية، والوكالة الوطنية للدواء والمنتجات الصحية، التي ستؤطر القطاع الصيدلاني، والوكالة المغربية للدم ومشتقاته، التي ستعمل على ضمان وتنمية مخزون الدم ومشتقاته وقيادة الأبحاث العلمية حول مادة حيوية واستراتيجية قبل الحديث عن أمن صحي”.
وأبرز أن الحكومة لم تغفل الدور المحوري للعنصر البشري، مشيرا إلى أنها عبرت منذ تنصيبها عن وعيها التام بمشكل انعدام جاذبية المهنة حاليا، ونزيف هجرة الأطر الطبية إلى الخارج، مما دفعها إلى تكوين أعداد كافية من الأطباء والممرضات بهدف خلق 45 إطارا صحيا لكل 10 آلاف مواطن بحلول 2030. وأضاف أن الترسانة القانونية الجديدة جاءت بقانون الوظيفة الصحية، الذي يضمن الحماية القانونية والتحفيز وفق نظام مبدع في التشغيل وفعالية الأجور، بمنطق الأجر الثابت والمتغير حسب المردودية.
وعلى هامش تكليفه بمهام المنسق الجهوي للمنظمة الوطنية لمهنيي الصحة بجهة بني ملال- خنيفرة، نوه رشيد أقيار، وهو متصرف بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، باستكمال الحكومة الترسانة القانونية المتعلقة بورش إصلاح المنظومة الصحية، واعتبر ذلك إنجازا تشريعيا تاريخيا يترجم التوجيهات الملكية السامية لتطوير قطاع الصحة.
وأضاف المنسق الجهوي أن المنظمة الوطنية لمهنيي الصحة التجمعيين تؤكد أن استكمال هذه الترسانة القانونية يعكس قناعة الحكومة بالتوجه بخطى ثابتة نحو المراجعة الشاملة للمنظومة الصحية، من خلال وضع حكامة مندمجة لكل مكوناتها الأساسية، من بنيات استشفائية، وتعزيز التخطيط الترابي، وتدارك النقص الحاصل في الموارد البشرية، والنهوض بإمكانات رقمنة القطاع، إضافة إلى الانفتاح على الشراكة مع القطاع الخاص.
جدير بالإشارة أن هذا اللقاء عرف مداخلات أخرى مفصلة لعائشة لطفي، مديرة المركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال- خنيفرة، وعبدالرحيم العماري، مدير المستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح، والمصطفى الرداد، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهشام بوطي، الأستاذ الجامعي بكلية الطب والصيدلة ببني ملال. وقد تميز اللقاء بنقاش مستفيض للمهنيين والفاعلين الجمعويين والمهتمين بقطاع الصحة.