حرب غزة: شروط خليجية لإعادة إعمار القطاع
نبدأ جولتنا في الصحف الإسرائيلية تحديداً من صحيفة واللا، والتي كتبت تقريراً حول شرط رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة يحيى السنوار لإعادة المختطفين، حيث تقول الصحيفة إن المفاوضات لا تزال مستمرة، لكنها تقول إن السنوار يصر على الوقف التام لنشاط الطائرات الإسرائيلية في قطاع غزة طيلة فترة الهدنة المؤقتة التي تقدّر مدّتها بين أربعة وخمسة أيام.
وبحسب الصحفية، فإن هناك سببا آخر لتأخير صفقة الإفراج عن المختطفين، وهو ما وصفته بذرائع حماس بعدم امتلاكها معلومات دقيقة عن مكان جميع المخطوفين، فيما تعرب المؤسسة الأمنية عن تخوفها من أن المسلحين في حماس قد يحاولون استغلال فترة التهدئة لمهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي، أو لجمع معلومات حول مواقع القوات في الميدان.
في غضون ذلك، نقلت واللا عن مصادر في المنظومة الأمنية، أن الجيش الإسرائيلي سيقوم في حال استمرار تأخير الإفراج عن المختطفين بتعميق مناوراته ضد الخلايا الميدانية لحماس، وبدء مناورات في مناطق إضافية في قطاع غزة.
“شروط خليجية لإعادة إعمار قطاع غزة”
نشرت صحيفة كان الإسرائيلية، تقريرا قالت فيه إن “تحقيقا أجراه مسؤولون دوليون، أظهر استعدادا لدى دول الخليج لاستثمار مبالغ كبيرة في إعادة إعمار قطاع غزة، ولكن بشروط”.
وبحسب ما نقلت الصحيفة فإن من بين تلك الشروط التي وضعتها دول الخليج لتقديم مساعدات اقتصادية لقطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب، هو “إجراء تغييرات كبيرة في السلطة الفلسطينية”.
ووفق الصحيفة فقد توجه في الآونة الأخيرة، مسؤولون دوليون، بما في ذلك أميركيون، إلى دول الخليج وطلبوا منها المساعدة الاقتصادية في إعادة إعمار قطاع غزة في اليوم التالي لسقوط حماس.
مضيفة أن تلك الدول أبدت استعدادها، ولكن بشرطين، الأول: وجود خارطة طريق لحل القضية الفلسطينية، والثاني: إجراء تغييرات كبيرة يتعين على السلطة الفلسطينية القيام بها، بما يتضمن مناصب في القيادة أيضا، وفق كان الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة مقتطفات من مقالة نشرها الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل بضعة أيام في صحيفة “واشنطن بوست” والتي أشار فيها إلى مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة، قائلا إنه يجب أن تكون السلطة الفلسطينية هي الهيئة الحاكمة هناك، وأنه ينبغي تنفيذ إصلاحات مدنية في السلطة الفلسطينية لتعزيز مكانتها واستقرارها وتمكينها من السيطرة على القطاع في اليوم التالي للحرب.
كما أشارت إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي قال فيها قبل أيام: “السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي غير قادرة على تحمل المسؤولية في قطاع غزة.. لا يزال أبو مازن يرفض إدانة مجزرة حماس، وكبار وزرائه يبتهجون لما حدث، سلطته تدفع للقتلة، وأنتم تعلمون كيف يربون أطفالهم، إذا لم يكن هناك تغيير في هذا الأمر، فما الذي انجزناه إذا لم يتكلل بالتغيير؟”.
“يجب بدء حرب محدودة مع حزب الله”
إلى صحيفة معاريف التي نشرت مقابلة مع العقيد (احتياط) كوبي ماروم من الجيش الإسرائيلي والذي دعا إلى عمليات أكثر حزما على الحدود اللبنانية، قائلا: “الرد يجب أن يكون أكثر صرامة ولابد أن نوضح للجمهور بأن أمامنا أشهر”.
وتقول الصحيفة أن الأيام الأخيرة شهدت تصعيداً كبيراً على الحدود اللبنانية، مما انعكس في توسيع نطاق الاستهداف واستخدام حزب الله لأسلحة جديدة.
وفي حديثه لمعاريف، قال العقيد (احتياط) كوبي ماروم: “أعتقد أننا بلا شك نشهد تصعيداً في اليومين الماضيين.. حزب الله يبدأ القتال ضد إسرائيل، ونتصرف نحن كما كان الحال قبل الحرب، صحيح أن مجلس الوزراء قرر أن تكون غزة هي الأولوية، لكننا نرى طوال شهر ونصف أن حزب الله يبادر ويتحرك.. الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون صاحب المبادرة، إذا بدأ حزب الله حرباً ضد إسرائيل، عليه أن يدفع أثماناً باهظة، لكنه لا يدفع أثماناً كافية”.
ووفقاً له، “يجب على إسرائيل، بعد انتهاء الجهد الرئيس في غزة، أن تبدأ حربا محدودة في الشمال.. لأن التسويات أو الدبلوماسية لن تنجح في إبعاد حزب الله إلى خارج منطقة الطوق.. يمكن أن تتدهور تلك المواجهة إلى حرب شاملة، لكن لدينا فرصة استراتيجية يجب ألا نفوتها، ويجب ألا نضيع هذه الفرصة ليكون لدينا واقع مختلف في الشمال”.