أخبار العالم

الرؤية الملكية تخدم مكانة الصحراء



نظمت المديرية الجهوية للثقافة بالداخلة وادي الذهب ندوة وطنية في موضوع “الإعلام والثقافة .. أي دور للدبلوماسية الموازية في الترافع عن الثوابت الوطنية؟”، وذلك في سياق الاحتفالات بذكرى عيد الاستقلال.

وذكر محمد بنطلحة الدكالي، مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، برمزية عيد الاستقلال “الذي يخلد أمجادا تاريخية صنعتها ثورة الملك والشعب، حيث رسم المغاربة صور الوطنية والوفاء من أجل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن مقدساته”.

وأشار بنطلحة إلى انتفاضة قبائل آيت باعمران، وانتفاضة الشيخ ماء العينين بالأقاليم الصحراوية الجنوبية، وكذا احتفال سكان ومنتخبي الداخلة بمنطقة لكلات تقديرا لرمزيتها التاريخية، وتذكيرا بالشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن الواجب الوطني أمام المستعمر الفرنسي والإسباني سنة 1958.

كما ذكر مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء بروح المسيرة الخضراء، مبرزا أنها “روح متجددة باستمرار قائمة على البذل والعطاء والإيمان بمغرب أقوى اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا”، ومستحضرا خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، حيث ركز على تأهيل الواجهة الأطلسية للصحراء المغربية من أجل أن تصبح فضاء للتواصل الإنساني والتكامل الاقتصادي والإشعاع القاري والدولي، من خلال توفير الخدمات والبنيات التحتية المرتبطة بالتنمية البشرية والاقتصادية، وإقامة اقتصاد بحري يساهم في تنمية المنطقة.

وأكد المتحدث ذاته أن “الرؤية الملكية تهدف إلى أن تصبح المنطقة جسرا حقيقيا للتبادل بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا، وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، ترسيخا لدور المملكة التاريخي”.

وبخصوص ميناء الداخلة الأطلسي أوضح بنطلحة أن “المغرب يهدف إلى إنشاء أكبر ميناء لوجيستي في منطقة غرب إفريقيا، سيكون له تأثير حاسم من خلال العمل على هيكلة التراب الجهوي بطريقة مستدامة ومتوازنة؛ كما أن مشروع خط الغاز نيجيريا / المغرب يعتبر أكبر برنامج استثماري على المستوى القاري”، واصفا إياه بـ”المشروع الإستراتيجي لدول غرب إفريقيا كلها من أجل تدعيم الشراكة جنوب/ جنوب”.

وأثناء حديثه عن الترافع المدني حول القضية الوطنية أورد المتحدث ذاته أنه “يرتكز على توجيهات الملك محمد السادس، الذي مافتئ يؤكد على أهمية دور هيئات المجتمع المدني بكل مكوناتها في الدفاع عن مشروعية القضية الوطنية”.

وأكد المحاضر ذاته أن “الترافع عن مغربية الصحراء يعتمد على برنامج عمل يضم مجموعة من المحاور التي تهدف إلى تعزيز قدرات المجتمع المدني في مجال الترافع عن القضية الوطنية، بما يقتضيه ذلك من تعزيز إمكانات التصدي للطرح الانفصالي في المنابر الدولية، وتقوية وتطوير الحجج والأدلة التي يستند إليها الفاعل المدني المغربي أثناء السجالات مع الأطراف المعادية”؛ ودعا إلى “تأهيل الفاعلين المدنيين والسعي إلى مواكبتهم وتأطيرهم ومدهم بكل المعطيات والدلائل التاريخية والقانونية والسياسية والحقوقية”، مردفا بأنه “على المستوى التطبيقي يجب العمل على تعزيز مهارات وتقنيات الترافع”.

وأظهر بنطلحة “الدور الدبلوماسي الموازي للجامعة المغربية في الترافع عن مشروعية القضية الوطنية، من خلال انخراطها في نشر الوعي المعرفي المتين بعدالة قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، والسعي إلى تشكيل جبهة ترافعية هدفها الأساسي التأثير في الأوساط الأكاديمية الأجنبية ودوائر التأثير في القرار السياسي والرأي العام من أجل دحض ادعاءات وافتراءات الخصوم، والتأكيد على مشروعية الموقف المغربي بالعلم والقانون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى