مؤتمر الفلسفة بالفجيرة ينطلق بمشاركة مغربية
بحضور مفكرين وفلاسفة وباحثين من المغرب وعدد من بلدان العالم، انطلق مؤتمر الفجيرة الدولي الثالث للفلسفة بدولة الإمارات العربية المتحدة تحت شعار “الفلسفة والعالم المعيش”. وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي ينظمه “بيت الفلسفة”، حضور محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، الذي أكد على مكانة الفلسفة في حياة الإنسان وعلاقتها المباشرة بقضاياه اليومية وأفكاره وضرورتها المتزايدة في واقع العالم اليوم.
وبعنوان “هل هناك أهمية راهنية للفلسفة العربية الوسيطة؟”، جاءت مداخلة الأكاديمي المغربي إبراهيم بورشاشن، الذي قال: “نحن أمة فلسفية؛ لكننا صرنا نجهل جذورنا، ولم نعد نعطي أهمية لهذا التراث الفلسفي، سواء على مستوى الدراسة الجامعية أو على المستوى العملي، حتى أصبحنا نخشى أن نقول فلسفة إسلامية، رغم إسهامنا الكبير في نشأة الفلسفة الحديثة والمعاصرة”.
ووفق تقرير المؤتمر، فقد ذكر الإعلامي يوسف عبد الباري، في افتتاح الموعد، أن الدول المتقدمة هي التي يمكنها توقع المخاطر والمشكلات، لتقف وتناقشها بوضوح وقوة، لافتا الانتباه إلى أن الإمارات تعد من ضمن الدول الأولى التي استشعرت تلك المخاطر، وأن الفلسفة بوصفها أم العلوم هي القادرة على تشخيص تلك المخاطر والمشكلات وتلمس الطريق من أجل إيجاد الحلول لها.
وخصص أحمد برقاوي، عميد بيت الفلسفة، مداخلته لحوار للفيلسوف سقراط حول أهمية وجود الفلاسفة؛ فيما أعرب الإيطالي لوكا ماريا سكارانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الفلسفة ورئيس الكونغرس العالمي للفلسفة، عن سعادته بحضور هذا المؤتمر الذي يجمع الكثير من مفكرين العالم تحت مظلة “بيت الفلسفة”، لتبادل الرؤى ومناقشة القضايا العالمية بمختلف الثقافات ووجهات النظر والبحث عن أطروحات للمخاطر التي تواجه العالم.
وناقش أحمد برقاوي، المفكر الفلسطيني المقيم بالإمارات، قضية الإنسان بوصفه مشكلة في الواقع المعيش وطرح العديد من التساؤلات؛ من قبيل: ما معنى أن يكون الإنسان مشكلة؟ ونحن نعلم أن المشكلة سؤال ينطوي على أسئلة عديدةذ: هل من الحكمة أن نتحدث عن الخطر الذي يعيشه الإنسان في عالمنا العربي مثل العالم الأوروبي؟ كيف يستطيع الإنسان أن يستعيد سلطته؟ ماذا يعني لنا الاغتراب؟ وماذا تعني التقنية وما أنتجته من مخاطر للإنسان؟.
أما الخبيرة التربوية الدكتورة نجوى الحوسني فتحدثت عن مفهومها الخاص حول “السعادة”، موضحة أنه يصعب تحديد تعريف موحد للسعادة، حيث إن كل فرد له مفهوم وتعريف خاص للسعادة. كما أكدت على أهمية استقرار الأسرة والوطن للشعور بالسعادة، واستعرضت تجربة دولة الإمارات بإنشاء وزارة السعادة، وخطتها الاستراتيجية حتى عام 2031.
البروفيسور نادر البزري من لبنان أثار، في مداخلته، موضوع الانتقال “من الذكاء البشري إلى الذكاء الاصطناعي”، إذ اعتبر أن سيطرة هذا الأخير على الإنسان ما زالت غير مؤكدة، قائلا “إن المخاوف الرائجة حول سيطرة الذكاء الاصطناعي على الإنسان مخاوف كاذبة.
يذكر أن مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة يوفر للفلاسفة المشاركين من دول شتّى وحضارات متعددة “فرصة للحوار الفلسفي حول المشكلات المشتركة للإنسانية جمعاء”.