حرب غزة: “اقتحام مستشفى الشفاء يظهر حدود النفوذ الأمريكي على إسرائيل” – الإندبندنت
لا تزال الحرب في غزة تحظى باهتمام واسع في الصحف البريطانية الصادرة الجمعة، إذ تناولت تأثير اقتحام مستشفى الشفاء في غزة على العلاقات الإسرائيلية-الأمريكية، والنقص الحاد في الغذاء في غزة، وكيفية تعامل إسرائيل مع غزة بعد انتهاء الحرب.
ونبدأ من صحيفة الإندبندنت وتحليل لكيم سينغوبتا من تل ابيب بعنوان “اقتحام مستشفى الشفاء يظهر حدود النفوذ الأمريكي على إسرائيل”.
ويقول الكاتب إن الاقتحام الإسرائيلي لمستشفى الشفاء أظهر الحدود الواضحة لنفوذ الولايات المتحدة، الحليف الدولي الرئيسي لإسرائيل، على القرارات العسكرية التي اتخذتها حكومة بنيامين نتنياهو في صراع غزة.
ويقول إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن شددت على أنها لا ترغب في أن ينفذ الجيش الإسرائيلي هجمات على المرافق الطبية، ونصحت الجيش الإسرائيلي بالحذر الشديد أثناء قيامه بعمليات في المناطق المحيطة.
ويضيف أن بايدن قال “آمل وأتوقع أنه ستكون هناك إجراءات أقل تدخلاً فيما يتعلق بالمستشفيات. ما زلت متفائلا إلى حد ما، لكن يجب حماية المستشفى”.
ويقول إن الجيش الإسرائيلي قتل عددا ممن وصفهم بأنهم “إرهابيون”. وقال في بيان: “قبل دخولها المستشفى، واجهت قواتنا عبوات ناسفة وخلايا إرهابية. وتلا ذلك قتال قُتل فيه الإرهابيون”.
ووصف منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في غزة، للصحيفة “الانفجارات الكبيرة التي تسببت في أضرار وإثارة الغبار الذي يدخل إلى مكاننا”. وقال الطبيب أحمد المخللاتي من مستشفى الشفاء “تعرضنا لقصف وإطلاق نار في محيط المستشفى وداخله. إنه أمر مروع حقا… وبعد ذلك أدركنا أن الدبابات تتحرك حول المستشفى. وقد أوقفوا المركبة أمام قسم الطوارئ بالمستشفى. واستخدمت جميع أنواع الأسلحة. لقد استهدفوا المستشفى بشكل مباشر”.
ويقول الكاتب إن إسرائيل تزعم أن حماس لديها مركز قيادة وسيطرة داخل المستشفى. ويضيف أنه يبدو أن واشنطن تؤيد هذا التأكيد؛ إذ قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي: “بدون الخوض في معلومات استخباراتية، يمكننا فقط أن ننظر إلى التقارير مفتوحة المصدر التي تفيد بأن حماس تستخدم المستشفيات للقيادة والسيطرة، وتخزين الأسلحة، وإيواء مقاتليها”.
وأضاف أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية عن وجود حماس في مستشفى الشفاء، لكنها أصرت على أن مشاركة هذه المعلومات لا يشكل تأييداً لعملية عسكرية تشمل المستشفى. ويضيف أن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي قال “نحن لا نؤيد ضرب مستشفى من الجو”. وكرر الكاتب تأكيد سوليفان بأن واشنطن لا تريد “معارك بالأسلحة النارية” في الأماكن التي يبحث فيها الأبرياء عن الرعاية الطبية.
ويرى الكاتب أن مدى تداعيات اقتحام الشفاء سيعتمد على عدد الضحايا، وكذلك ما إذا كان الإسرائيليون سيتمكنون من تقديم دليل قاطع على أن المجمع هو بالفعل “القلب النابض” لحماس، كما قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أثناء العملية.
“بحث يائس عن الطعام”
وننتقل إلى صحيفة التايمز وتقرير لأمل حلس من خان يونس بعنوان “سكان غزة في بحث يائس عن الطعام”.
وتقول الكاتبة إنه بينما كان المطر يهطل على مجموعة الخيام، كان محمد شبير يجول في الشوارع حاملاً النقود في يده، بحثاً عن شيء ليشتريه.
وقال شبير “لدي نقود ولكن لا أستطيع العثور على أي شيء لأشتريه. ذهبت إلى السوبر ماركت لشراء بعض الفول أو العدس أو المعكرونة ولكن لم يكن هناك أي شيء.”
وتضيف أن شبير أجلى عائلته من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بعد أن دمرت منازلهم في غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 126 شخصا. وتقول إن القوات الجوية الإسرائيلية أسقطت منشورات على المنطقة تدعو الناس للتحرك جنوبا بينما كانت العملية البرية ضد حماس جارية.
وتقول إنه في الجنوب انضم شبير وعائلته إلى مئات الآلاف من النازحين الآخرين في غزة في بحث يومي يائس عن الغذاء والماء والمأوى، وسط تحذيرات من وكالات الإغاثة من أن تفشي الجوع والمرض على نطاق واسع أمر “حتمي”.
وتقول الكاتبة إن ندرة السلع الأساسية تفاقمت بسبب غياب الأمان، وأن إسرائيل واصلت قصف جنوب غزة على الرغم من مطالبة المدنيين بالانتقال إلى هناك.
وتضيف أن الأمم المتحدة تقول إن حوالي ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أصبحوا بلا مأوى، ولجأ معظمهم إلى بلدات في الجنوب. وتقول إن إسرائيل قطعت إمدادات الغذاء والماء والكهرباء والوقود عن غزة، مما دفع منظمة أوكسفام البريطانية إلى اتهامها باستخدام التجويع “كسلاح حرب”.
وتقول الكاتبة إنه مع دخول نسبة ضئيلة فقط من المساعدات المطلوبة إلى غزة عبر معبرها الحدودي مع مصر، فإن الأوضاع تزداد سوءاً. وتضيف أن الغارات الجوية وانعدام الكهرباء أجبرا المخابز في مختلف أنحاء قطاع غزة على إغلاق أبوابها. وتضيف أنه بعد أن وجد شبير أرفف المتاجر خاوية من السلع، ذهب للبحث عن مخبز ليعرض عليه شراء الدقيق وصنع الخبز بنفسه.
وقال شبير للكاتبة “لقد أعطاني بعض الناس نصف كيس من الدقيق، ولكن لا يوجد غاز، لذا أحاول العثور على الحطب حتى أتمكن من صنع الخبز لإطعام العائلة”. وقال إن عددهم الإجمالي كان 40 شخصاً، ويعيشون معاً في خيام في خان يونس، وكانت المساعدات الوحيدة التي وصلت إليهم حتى الآن هي بعض البسكويت من وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين.
وتقول الكاتبة إن مياه الشرب، ناهيك عن تلك المطلوبة للغسيل، بدأت تنفد. وقال شبير “من الصعب جداً علينا العثور على الماء. لا توجد كهرباء أو وقود، لذا لا يمكن تحلية المياه أو سحبها من الآبار. نحاول البحث عن شخص لديه طاقة شمسية لتحلية المياه، وننتظر أكثر من ثلاث ساعات حتى نتمكن من ملء زجاجة سعة عشرة لترات بضعف السعر”.
وتضيف أن رحلة شبير المضنية للبحث عن طعام أسفرت عن شراء بعض الخضروات، وتحذير من أحد البائعين. وقال شبير: “حذرني البائع قائلا إن الكمية ستنفد في الأيام المقبلة لأن المزارعين غير قادرين على الذهاب إلى أراضيهم، وتعرضت العديد من المزارع للقصف”.
وتقول الكاتبة إن الكثافة السكانية في غزة تعني أن الأراضي الصالحة للزراعة نادرة وثمينة، حيث يعتمد القطاع بشكل كبير على الأغذية المستوردة حتى في وقت السلم.
خطط إسرائيل لغزة بعد الحرب
ننتقل إلى صحيفة الفاينانشال تايمز التي أجرت مقابلة مع الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، عنوانها “الرئيس الإسرائيلي يقول إن بلاده ستحتفظ بقوة فعالة جداً في غزة”.
وقال الرئيس الإسرائيلي للصحيفة إن بلاده “لا يمكنها ترك فراغ في غزة”، وسيتعين عليها الحفاظ على “قوة فعالة للغاية” في القطاع لمنع عودة حماس.
وقال هرتزوغ للصحيفة إن الحكومة تناقش العديد من الأفكار حول كيفية إدارة غزة بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، مضيفًا أنه يفترض أن الولايات المتحدة و”جيراننا في المنطقة” سيكون لهم بعض التدخل في الحرب.
وأضاف: “إذا انسحبنا فمن سيتولى المسؤولية؟ لا يمكننا أن نترك فراغا. علينا أن نفكر فيما ستكون عليه الآلية” وقال هرتسوغ: “هناك العديد من الأفكار. لكن لا أحد يرغب في تحويل هذا المكان، غزة، إلى قاعدة إرهابية مرة أخرى”.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين الغربيين يشعرون بالقلق من أن إسرائيل ليس لديها خطة واضحة لمستقبل غزة بعد تعهدها بالقضاء على حماس.
وتضيف الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قالت إنه قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية ولكنها حذرت إسرائيل أيضا من إعادة احتلال القطاع، الذي انسحبت منه في عام 2005، أو تقليص حجم المنطقة بحواجز أمنية جديدة أو مناطق عازلة.
وقال هرتزوغ، الذي لا يتمتع بسلطات تنفيذية ولكن يتم إطلاعه على مجريات الحرب، للصحيفة: “من أجل منع ظهور الإرهاب مرة أخرى، يجب أن تكون لدينا قوة فعالة للغاية”.