بعد “جرعة تفاؤل”.. حرب غزة خذلت هجوم أوكرانيا المضاد
وأمام آلاف الجنود الروس وملايين الألغام الممتدة على خط التماس لم تستطع أوكرانيا حتى اليوم تنفيذ خروقات واضحة في الجبهة في نتائج “مخيبة للآمال”.
وزادت الحرب في غزة من تعقيدات المشهد الأوكراني حيث تعرض الدعم العسكري الغربي لهزة قوية جعلت إسرائيل وأوكرانيا في كفتي ميزان إحداها ترجح اليوم لصالح حليف أميركا الأول الذي يعيش حالة من عدم الاستقرار عقب هجوم 7 أكتوبر.
وقبل أسبوعين، اعترف القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوزني بأن الأمور وصلت إلى “طريق مسدود”.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، لم يتقدم الأوكرانيون بالقدر الذي كانوا يأملونه مما أعطى روسيا الوقت لبناء خطوط دفاعية راسخة.
وعلّق المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي لويس ميغيل بوينو، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، على المخاوف الأوكرانية من انصراف الدعم الغربي عنها، بالنظر لاستمرار تصاعد الحرب في غزة، والتي جذبت انتباه العالم لما يقترب من 40 يومًا متواصلة.
وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي مستمر في دعمه لأوكرانيا رغم الحرب في غزة”.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبي قدَّم 1.8 مليار يورو الشهر الماضي لأوكرانيا كجزء من حزمة 18 مليار يورو، لافتًا إلى أن التكتل يعمل الآن على حزمة جديدة لتقديم المزيد من الدعم العسكري بقيمة 21 مليار يورو.
وسبق أن تحدث عن هذا الأمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إن الحرب بين إسرائيل وحماس “لفتت الانتباه بعيدًا عن كييف، وهذا هو هدف روسيا”، تزامنًا مع دخول الحرب شهرها الـ 20، حيث تكافح بلاده من أجل كسب مزيد من الأرض في هجومها المضاد.
وقال زيلنسكي إن شحنات قذائف المدفعية إلى بلاده “انخفضت” بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، مشيرا خصوصا إلى القذائف من عيار 155 ملم التي تستخدم على نطاق واسع عند خطوط الجبهتين الشرقية والجنوبية في أوكرانيا.
وعقب الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على إسرائيل 7 أكتوبر الماضي، أرسلت الولايات المتحدة رسالة ردع واضحة لمنع تمدد الصراع في جبهات أخرى بدخول حركات وتيارات جديدة على الخط، في حين كان الدعم الأميركي لإسرائيل واضحا من اللحظة الأولى على كافة المسارات السياسية والعسكرية.
وكانت الإشارة الأولى في هذا الصدد من الرئيس جو بايدن، الذي أكد من البداية “دعم إسرائيل بكل ما تحتاجه لرعاية مواطنيها والدفاع عن نفسها والرد على الهجوم”.