ديوان للوزير بن موسى يرى النور لأول مرة
السبت 18 نونبر 2023 – 04:12
صدر عن دار النشر “سليكي أخوين” بطنجة تحقيق لديوان وزير الأدباء وأديب الوزراء مُحمد بن عبد القادر بن موسى المراكشي أصلاً وولادةً، التّطواني داراً ووفاةً (ت: 1385- 1965)، قام بإنجازه الباحث يونس السباح، وهو في 250 صفحة.
وبالإعلان عن هذا الدّيوان يكون قد انضاف إلى المكتبة المغربية نصّ فريد، يحدّثنا عنه محققه فيقول: “إنَّ العمل الذي أقدّمه اليوم هو جزءٌ من أدب ابن موسى الضّخم الذي ما زال بحاجة إلى كشف وعناية، وهذا القسم منه يخصّ ما أمكن العثور عليه من الشّعر فقط دون غيره، وهو حصيلة ما توصّلتُ إليه خلال تنقّلي بين الخزائن، وسؤال أهل العلم، وزيارة أرشيفات خاصة وعامة، بل زيارة أقارب ابن موسى بمدينة مرّاكش وتطوان، والوقوف على البيت الذي ولد به، ومحاولة استخلاص بعض الأفكار حول شخصيته. وستتبعه بحول الله وقوّته سيرته المفصّلة، التي تكشف عن هوّيّته ودراسته، ووظائفه وأدبه، وأخباره وأسراره… وسيتبعها بحول الله تعالى ما أمكن العثور عليه من أدبه النّثري، الذي يمثّل طبقة خاصة في الأدب المغربي الأندلسي، الذي عرف شاعرنا بانتهاجه”.
والديوان، الذي يرى النّور اليوم، يشتمل على قصائد ومقطوعات وموشّحات تعود إلى فترة الحماية الإسبانية بشمال المغرب، وعلاقة الشاعر بملوكه العظام (المولى عبد العزيز، محمد الخامس والحسن الثاني)، وبالخليفة مولاي الحسن بن المهدي، وكبار العلماء أمثال ماء العينين وعبد الله كنون ومحمد أفيلال وعبد الله القباج والبشير أفيلال ومحمد المرير وغيرهم من العلماء ممّن كانت تربطهم صلة بالشاعر.
والنّص الذي يقدّمه الدكتور المحقق يونس السباح، الذي ابتدأ العمل به منذ سنوات مضت، يفتح مجالاً جديداً للكشف عن التراث الشعري المغربي، وتحليله وفق مناهج متعدّدة لإبراز شخصية عالم كبير وشاعر قدير، جمع بين العلم الشرعي، والأدب المغربي الأندلسي الرّاقي، ممّا يضفي طابعاً هاماً على شخصيّة الوزير المتعدّد المشارب.
يقول العلامة عبد الله كنون في شهادته عن الشاعر بأنه “خاتمة أدباء المغرب من الجيل الماضي الذي حرص على حفظ تراثنا الأدبي، وخاصة الأندلسي، والنسج على منواله أشدّ الحرص، فكان له قلمٌ بارع في النثر الفنّي، وملكة راسخة في نظم الشعر الجيد… وقد ولّي وزارة الأوقاف في الحكومة الخليفية بتطوان، وهو من أسرة علمية مراكشية اشتهرت بالأدب وخدمة السلطان، وعلى ما كان له من مكانة مرموقة بين أدباء الجيل المحافظ، وعلاقاته الطيبة برجال العلم والأدب، فقد مرّ حادثُ وفاته عاديًا لم يترك صدًى في أيّ وسط من الأوساط، لا في الصحافة ولا في الإذاعة بين عموم المثقّفين، ممّا يبيّن مقام الأديب عندنا، والإهمال الذي يلقاه في حياته وبعد موته أيضًا مع الأسف الشديد”.