أخبار العالم

ممثلون رواد يتساقطون كأوراق الخريف.. سنوات العطاء تنضب بالتهميش والجفاء



تعرّض مجموعة من رواد الفن المغربي، خلال السنوات الأخيرة، للتهميش والإقصاء بعد عقود من العطاء وإغناء الخزينة الثقافية بالمغرب بإبداعات خالدة طبعت الذاكرة، ليدخلوا في طي النسيان يعانون الفقر والمعاناة مع ظروف الحياة ينتظرون مصيرا مجهولا.

وجدد خبر وفاة الممثل المغربي عبد الرحيم برادي، الشهير بلقب “عسيلة”، بعد صراع مرير مع المرض وعدم تمكنه من دفع مصاريف العلاج، النقاش حول وضعية نجوم الفن المغربي وسبل مساعدتهم بعد تقدمهم في السن وعدم توفر فرص شغل تضمن لهم عيشا كريما في غياب مدخول قار.

“الجديد ليه جدة والبالي لا تفرط فيه” بهذه الكلمات استهلت الممثلة المغربية زهيرة صديق حديثها عن الرواد المغاربة، مشيرة إلى أن هناك فنانين يعيشون التهميش لسنوات عديدة فيقومون ببيع أثاث منزلهم من أجل عائلتهم وأولادهم، وهذا ما يؤثر على نفسية الشخص ويقع في الإحباط، فيجد نفسه طي النسيان ولا يسأل عنه أحد”.

وتابعت صديق، في تصريح لهسبريس، أنهم كجيل قديم ليسوا ضد المواهب واكتشاف الشباب من أجل ضمان الاستمرارية وتكوين اجيال المستقبل؛ لكن إقصاء فنان قدير يجعله يقع في الإحباط مع عائلته وأصدقائه والاكتئاب؛ وهذا لن يحس به إلا الفنان مثلها، موجهة مناشدة إلى المسؤولين من أجل إيجاد حل للفنانين من أجل حفظ كرامتهم في أوقات عدم وجود عمل؛ “لأنه يحز في النفس الوضع الذي يصل إليه الرواد خلال آخر سنوات حياتهم”.

من جهتها، قالت الممثلة نعيمة إلياس إنه يحز في النفس أن يكون هناك تهميش للرواد؛ لأنه إذا لم يجد هؤلاء العناية بهم اليوم فشباب الآن أيضا سيصبحون يوما ما روادا ويعانون المرض وقلة الحيلة، مبرزة أن هناك مجموعة من الممثلين الذين تأزموا بسبب التهميش الذي طالهم.

وتابعت في حديثها مع هسبريس أنها تتمنى أن يكون هناك عدل؛ لأن هؤلاء النجوم أعطوا الكثير للساحة الفنية المغربية وفرشوا الطريق لكي يجدها الجيل الجديد أحسن من أي وقت سابق.

بدوره، اعتبر الكاتب والممثل المسرحي عبد الحق الزروالي أن غيابه خلال السنوات الأخيرة عن التلفزيون تساؤل موجه إلى المسؤولين، مبرزا أن “النجومية والشهرة وكثرة الاشتغال تجعل من الفنانين مثل البضاعة”، وهو يفضل العيش ببساطة و”يقاتل” من أجل ترسيخ هذه التجربة التي تمتد لأزيد من نصف قرن من الاشتغال، وتنوعت بين العروض المسرحية والملاحم والأعمال التلفزيونية.

وعن تهميش الرواد المغاربة، تابع الممثل المغربي، في تصريح لهسبريس، أنه يعتبر تقديم خمسة أفلام في حياته أفضل من خمسين فيلما؛ “لأن فقاقيع النجومية والتهافت عليها” لا تهمه، مضيفا أنه يعيش في المسرح وبه وله، “والجيل الجديد لا يعرف الرواد، مثل الطيب الصديقي ومحمد سعيد عفيفي، ولا يعرف ماذا قدم هؤلاء للمسرح.

وكانت الممثلة نعيمة بوحمالة أوضحت، في حوار سابق مع هسبريس، أن الرواد المغاربة يعيشون التهميش ولا تتم المناداة عليهم، لأن المخرجين أصبحوا يستعينون بفنانات “إنستغرام”؛ لكن الواقع يستدعي في نظرها توفر ممثلات حقيقيات من خريجات المعهد وليس ممثلات قادمات من “يوتيوب”.

الفنانة فاطمة بوجو سجلت أنها لا ترى أن هناك تهميشا للرواد بقدر ما هو غياب؛ لأنه عندما ترى الأعمال المغربية تجد أنها أصبحت تكتب للشباب والأدوار ذات مساحة كبيرة موجهة إلى الشباب أكثر من الفنانين الكبار.

وأردفت قائلة: “لن أدافع عن المخرجين أو المنتجين؛ لكن أظن أنه عندما يريدون التواصل مع رائد يرغبون في إعطائه مساحة كبيرة تليق بمقامه؛ لأنهم سيستحون من إحضار ممثل بخبرة أزيد من أربعين سنة ويعطونه مساحة صغيرة في مسلسل أو عمل تلفزيوني”، مضيفة أنه مع ذلك هناك اشتياق إلى رؤية الممثلين الرواد على الشاشة؛ لأن حضورهم له حلاوة خاصة وميزة، متمنية من كتّاب السيناريو أن يتذكروا هذا الجيل في أعمالهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى