مغاربة يستنكرون عنصرية اليمين الإسباني
يواصل اسم المغرب حضوره في مستجدات المسلسل الانتخابي في إسبانيا، وهاته المرة تحت عبارات عنصرية في مظاهرات يقودها اليمين ضد قانون العفو العام عن الانفصاليين في كتالونيا.
ووفق وسائل إعلام إسبانية فإن “اليوم التاسع من المظاهرات التي يقودها مواطنون داعمون لليمين المتطرف واليمين في إسبانيا، أمام مقر الحزب العمالي الاشتراكي، ضد اتفاق بيدرو سانشيز مع أحزاب كتالونيا، عرف عبارات مسيئة للمغاربة كـ ” Moros no, España no es un zoo/ لا مورو هنا، إسبانيا ليست بحديقة”.
أما في اليوم العاشر، وفق المصادر ذاتها، فقد “عرفت المظاهرات اتجاها خطيرا عندما نشبت أعمال عنف مع الشرطة أدت إلى اعتقال 24 شخصا، وتسجيل إصابة واحدة في صفوف الأمنيين”.
وليست هذه المرة الأولى التي يحضر فيها اسم المغرب والمغاربة ضمن الانتخابات الحالية بصورة مسيئة، إذ سبق أن تعرضت رموز البلاد للإساءة، فيما واصلت أحزاب اليمين توجيه الانتقادات للعلاقة الحالية بين مدريد والرباط، إلا الحزب الشعبي اليميني الذي خسر رهان تشكيل الحكومة، وكان راغبا في استمرارها وفق شروط.
سعيد بورحيم، فاعل مدني مغربي مقيم في إسبانيا، يرى أن “جميع مغاربة إسبانيا يستنكرون هذا الفعل المشين، الذي ينم عن استمرار مظاهر الجبن السياسي لدى بعض أطراف اليمين المتطرف”.
وأورد بورحيم لهسبريس أن “المظاهرات لها هدف، وهو الاحتجاج ضد قانون العفو العام، لكن إقحام اسم المغاربة والمهاجرين ينم عن توجه راسخ من قبل اليمين المتطرف في رسم صورة مغلوطة عن المغرب”.
وأشار الفاعل المدني المغربي في إسبانيا إلى أن “هاته الصورة توجد أيضا داخل التنظيمات الشبابية اليمينية، التي تزرع بقوة أفكارا مسيئة عن المغاربة”.
“أصحاب هاته الأفكار لهم في مخيالهم صورة عن المغرب كعدو فقط، بحيث يعاكسون كل معطى إيجابي حوله، وأي خطوة للتنسيق معه وتحقيق المصالح الاقتصادية”، يتابع المتحدث ذاته، مبينا أن “مغاربة إسبانيا يرون أن المملكة تسير في طريقها المزدهرة بالتقدم والإصلاح في جميع القطاعات حتى تصير قوة اقتصادية وتنموية حقيقية”.
وشدد بورحيم على أن “هاته التجاوزات التي حصلت في هاته المظاهرة لا يمكن أن تحجب حقيقة وجود تغير كبير في عقلية الإسبان تجاه المملكة المغربية”.
ولفت المتحدث سالف الذكر إلى أن “أوروبا على وقع موجة صعود اليمين المتطرف، وفي إسبانيا هاته الموجة تصعد لكن ليس بتأثير قوي كما في السابق”، وزاد: “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، والمسؤولون الإسبان الكبار يعترفون بذلك. كما أن أصحاب الأفكار القديمة تجاه بلادنا يجب أن يعلموا أن الرابح في علاقات الرباط ومدريد ليس المغرب، بل إسبانيا التي تستفيد بشكل أكبر”.
واستطرد بورحيم بأن “تقدم المغرب واستمرار إنجازاته هو الذي ستكون له الكلمة الفصل في إسكات مثل هاته الأصوات العنصرية القديمة”.