وزيرا التعليم الحقيقيان هما المشرفان على المالية والداخلية
الإثنين 13 نونبر 2023 – 16:00
قال رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية في حكومة عبد الإله بنكيران، إن “الوزيرَين الحقيقيين للتعليم هما وزيرا المالية والداخلية”، لأن “لهما قدرات ليست لوزير التعليم”، وهناك “قرارات اقتصادية تؤثر على القطاع”.
جاء هذا في تدخل لبلمختار على هامش محاضرة داخلية ألقاها السوسيولوجي محمد الصغير جنجار بمؤسسة أبي بكر القادري بسلا، حول “رهانات وتحديات نظام التعليم المغربي”، ذكر فيه أن موضوع التعليم “مركَّب، وليس هناك سبب واحد، بل أسباب متعددة، وفاعلون متعددون، ولا يمكن أن نتحدث عن التعليم بالاستناد إلى بعض العوامل فقط، بل ينبغي أن نولي لكل عاملٍ وزنه، وإلا لن نعرف بطريقة متوازنة الإشكال والحلول”.
ثم أردف الوزير الأسبق: “لا يمكن أن نترك التعليم معزولا، بل ينبغي أن يُرى في إطار أوسع بكثير، فالسياسة التعليمية تكون بعيدة المدى، أما سياسة الحكومة فتستمر 5 سنوات؛ ووزير التعليم له سنتان، فكيف تريدون أن يتغير الأمر إذن؟”، وقدم مثالا بالنموذج الكوري الجنوبي الذي كانت له سياسة مستمرة، تحسّن فيها وضع التعليم تدريجيا، من الدراسة في الخيام إلى أن وصل إلى ما هو عليه اليوم؛ “أما في المغرب فالمشاكل الحقيقية مازالت هي نفسها، وهذا سبب الاستمرار في مشكل التعليم”.
واستشهد بلمختار بتقرير سابق أسهم فيه، و”أُجري بشكل أفقي”، وكانت نتائجه مخالفة للفرضيات، موردا: “نفترض أن للهدر المدرسي أسبابا مادية، وأسبابا مثل النقل، لكن وجدنا أن الأخير لا يشكّل إلا 10 في المائة من مبرّرات الانقطاع عن الدراسة، في حين أن المشكل الحقيقي، بنسبة 30 في المائة، هو عدم محبة المدرسة. وإذا طُرح سؤال ‘لِمَ لا نُحب المدرسة؟’ فسيكون سؤالا مختلفا يتطلب جوابا وأجوبة مختلفة، وبالتالي إذا لم ننتبه له لن نصل إلى حلّ”.
وزاد المتحدث ذاته: “بما أن معظم الخرّيجات نساء اليوم، وهو ما لم تنجح في تحقيقه فرنسا بسرعة المغرب نفسها، فالسؤال الواجب الإجابة عنه هو: ‘لِمَ لا يردن العمل؟ ولِمَ لا يستطِعْنَه؟’”.
ومن بين ما تحدث عنه الوزير الأسبق “تقرير مفجع” تحدث عن “المحددات المجتمعية” في مغرب اليوم، يقول: “تقريبا لا يوجد أمل لخروج التلميذ من الوضع الاجتماعي الذي وُلد فيه، إذا لم يكن أبواه درسا الباكالوريا أو درسا في الجامعة”.