جراحون بريطانيون يقولون إن الواجب يتغلب على الخوف ويسعون إلى دخول غزة
- تيم دود
- بي بي سي
ينتظر العديد من الأطباء فرصة الذهاب إلى غزة، لمساعدة آلاف الجرحى، كما هو حال نيك ماينارد.
ماينارد استشاري بارز في الجراحة ويقيم في أكسفورد، وكان يسافر إلى غزة في السابق، والضفة الغربية أيضا، لأكثر من 10 سنوات.
كان يذهب على الأقل مرة سنويا على رأس مجموعة من الأطباء، ليسهم في تدريس الجراحة وعلاج الحالات الحرجة .
وقبل ستة أشهر، شهد لمحة من الصراع حين قتل 15 فلسطينيا على الأقل، بينهم ثلاثة من قادة حركة الجهاد الإسلامي، في غارة جوية إسرائيلية على غزة.
ولمدة أريعة أيام، كان القطاع محاصرا، قبل أن يتمكن ماينارد من الخروج بتنسيق من الأمم المتحدة.
وينتظر ماينارد حاليا العودة إلى غزة للمساعدة في علاج المصابين، وسيبدأ ذلك بمجرد استقرار الوضع.
ويقول: “لدي شعور كبير بالمسؤولية”، وهو ما يقوده للعودة إلى غزة، وهو يعلم أنه ليس بمفرده.
ويضيف: “أعتقد أن هناك بعض الخوف، بسبب عدم معرفة ما ينتظرنا هناك، لكن الدوافع للإقدام على الذهاب أكبر من أي شيء آخر”.
ويواصل ماينارد بالقول: “أظن أنه شرف كبير أن أكون في هذا الموقف، لمساعدة هؤلاء الناس، لأنهم بحاجة للمساعدة أكثر مما نتخيل”.
ويضيف: “إنه الخيار الصائب، فلدي الكثير من الأصدقاء هناك على أية حال، ولدي الكثير من الأصدقاء المقربين من أبناء غزة”.
ويحكي ماينارد عن إيناس، الطبيبة الشابة التي دربها في غزة، والتي يتعامل معها هو وزوجته على أنها بمثابة ابنة لهما.
لقد غادرت إيناس غزة قبل 8 سنوات لدراسة الطب في إنجلترا، لكنها غير قادرة على العودة حتى الآن، بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع، والذي يُصعب دخول أبناء غزة إليه، إلا في حالات استثنائية قليلة، وعلى رأسها الحالات الطبية الطارئة.
وقد سلم ماينارد إيناس إلى زوجها في حفل الزفاف، لأن أسرتها لم تتمكن من الخروج من غزة.
ولم تتمكن إيناس من الاتصال بهم خلال الفترة الأخيرة، إلا مرات قليلة، بسبب انقطاع الاتصالات، وتمر عليها أيام كاملة دون أن تعرف عنهم شيئا.
ويقول ماينارد: “إنهم يعتقدون أنهم سيموتون، وقد كتبوا أسماءهم على أذرعهم بحبر غير قابل للمحو وعلى أقدامهم أيضا، وذلك ليتمكن الناس من التعرف عليهم إذا قتلوا”.
وقد تعرضت الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر في غزة، حيث اعتاد ماينارد تدريس الطلاب، للكثير من الأضرار خلال الحرب الجارية.
وزعمت إسرائيل أن الجامعة الإسلامية في غزة “تستخدم كمركز للتدريب لمهندسي حماس، لتطوير وتصنيع الأسلحة”، وهو ما يشكك فيه ماينارد.
ويقول ماينارد: “لقد زرت الموقع مرات كثيرة، والأكثر أهمية أنني أعرف العديد من العاملين بشكل شخصي لسنوات، وقد قضوا عقودا في المبنى ولا يعرفون شيئا عما قيل”.
ويضيف: “ليس مقنعا لي أن المبنى يستخدم من جانب حماس دون معرفة العاملين هناك”.
وتطالب الأمم المتحدة و دول عدة بوقف إطلاق النار.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض أي وقف لإطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن.
وقد رفض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أيضا فكرة وقف إطلاق النار، معتبرا أنها ستخدم حماس و”تدعمها في إعادة تنظيم صفوفها” بعد هجومها الأخير الذي أدى إلى مقتل 1200إسرائيلي، واحتجاز أكثر من 200 آخرين.
ويصر ماينارد أنه بالنسبة للمصابين في غزة يجب أن يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار لكي يحصلوا على العلاج اللازم، قائلا “وقف مؤقت لمدة 48 ساعة” لا يكفي، وكذلك وجود ممرات آمنة.
ويواصل: “لا وسيلة لإدخال كل المساعدات من رفح، فالطريق الرئيسي المؤدي إلى غزة تم قصفه، لذلك فنقل المصابين من هناك إلى رفح سيكون مستحيلا”.
ويضيف “الكثير من المرضى بحاجة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي، وهي أجهزة قليلة”.
لقد قتل أكثر من 10800 فلسطيني في غزة حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة، بينهم 4400 طفل، لكن ماينارد يعتقد أن هذه الأرقام ربما تكون أقل من الحقيقة.
ويقول: “بسبب القصف، ستكون أعداد الضحايا كبيرة بسبب حالات السرطان والذين لا يتوفر لهم العلاج، ومرضى السكري الذين يتركون بدون رعاية صحية”.
ويضيف “كان السكري يقتل الناس قبل اختراع الإنسولين، وسوف يعود ليفعل ذلك في غزة”.
“لو لم تتوفر الطاقة فلن يكون من الممكن إجراء عمليات الغسيل الكلوي، وبالتالي سيموت مرضى الفشل الكلوي”.
وحذرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، من “كارثة إنسانية وشيكة” في غزة بسبب عمليات التهجير الجماعي، والاحتشاد الكبير للنازحين، مع نقص مواد النظافة.
ويقول ماينارد إن هذه البيئة مثالية لتفشي الأمراض، مضيفا “إنهم يشربون مياه غير نظيفة، والخطر الأكبر هو أن الأوبئة ستتفشى بين الناس وهو ما يعني موت الآلاف”