حرب غزة: 120 ألف إسرائيلي يحصلون على سلاحهم الأول
- Author, مهند توتنجي
- Role, بي بي سي نيوز عربي – القدس
دفع هجوم حركة حماس كثيرين في إسرائيل للاصطفاف في طوابير طويلة أمام أماكن بيع الأسلحة، حيث أصوات إطلاق النار الناجمة عن تدريب المدنيين على حمل السلاح تكاد لا تهدأ .
من بين هؤلاء عومري، وهو مدني إسرائيلي يسعى لحمل السلاح بشكل مرخص، أخبرنا أن إجراءات التسليح باتت أسهل من أي وقت مضى ولا مفر من ذلك حتى مع وجود سلبيات عديدة لهذه القضية.
وكانت وزارة الأمن القومي الإسرائيلي قد سهلت من إجراءات الحصول على السلاح، وتلقت أكثر من 120 ألف طلب للتسليح منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول الماضي.
“لماذا يحق لجاري اليهودي أن يتسلح ولا يحق لي ذلك؟”
“بحق الدفاع عن النفس ممكن أموت أنا وأولادي فقط لأنني عربية “، هذا ما قالته لنا المعلمة العربية الفلسطينية سهير حمدوني من مدينة اللد المختلطة داخل الخط الأخضر.
بعد سؤالنا لها حول حياتها اليومية في ظل تسليح إسرائيل لمدنييها ومواطنيها بشكل غير مسبوق.
في حارتها العربية التي تقع ضمن أحياء يهودية في مدينة تعد ذات أغلبية يهودية، تشعر سهير وعائلتها بالخوف على أطفالها.
” لماذا يحق لجاري اليهودي أن يتسلح ولا يحق لي ذلك “، عبارة تكشف من خلالها سهير عن واقع العرب الفلسطينيين داخل الخط الأخضر وما يتعرضون له من عنصرية بحسب قولها.
تعيش سهير في منزل يقع على شارع رئيسي، طرفه الأيمن بيوت عربية وعلى الجهة الأخرى بيوت يهودية، وتفضل أن تمشي على أقدامها مسافة أكبر لشراء ما تحتاجه لمنزلها عوض الذهاب بين الشوارع اليهودية خشية القتل، كما تقول، بسبب شكوك بسيطة حول تواجدها هناك لكونها عربية.
أخبرتنا حمدوني بأن مستوطنين رشقوا عائلتها وبيتها بالحجارة في أحداث عام 2021 عندما انضمت المدن العربية في إسرائيل للهبة الشعبية الفلسطينية حينها.
كيف أثرت الحرب على أوضاع العرب داخل إسرائيل؟
خلقت حالة الحرب في إسرائيل واقعا اقتصاديا صعبا للعرب الفلسطينيين في المدن داخل إسرائيل.
تجولنا في عدة مناطق عربية، لنكتشف مشاهد ملفتة للنظر لمحلات تجارية مغلقة ومطاعم خالية من الزوار والزبائن.
وقفنا عند أحد المطاعم التي رأيناها خالية من الزبائن، بينما كان يقف صاحبها أبو الأمير متأملا في مشهد الشوارع الخالية.
أخبرنا بأن 60 بالمئة من زبائن مطعمه من اليهود، وقد باتوا لا يأتون ويخشون القدوم للمناطق العربية فيما لا يزور العرب بدورهم أي مناطق يهودية بسبب حالة القلق والتوتر.
ذهبنا إلى مدينة الطيرة، لنلتقي الدكتور عبد سمارة أخصائي أمراض القلب في أحد المستفيات، والذي فُصل مؤقتا عن عمله بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
تلقى سمارة كما يقول مكتوبا رسميا بشكل مفاجئ من إدارة المستشفى التي أوقفته عن العمل بسبب “شبهات متعلقة بالتحريض”.
وتبين لاحقا بأن الحديث يدور عن منشور قديم نشره على صفحته في فيس بوك يحمل صورة علم وراية خضراء كتب عليها لا إله الا الله وأسفلها علامة طائر وغصن زيتون.
بحسب الدكتور عبد فإن ما نشره يعد “علما إسلاميا يعبر عن السلام” ولا علاقة له بدعم حركة حماس.
عمل سمارة في ذلك المستشفى منذ 16 عاما وكان أغلبية مرضاه من اليهود، إذ يقول إنه لا يمكن له دعم القتل وهو يقوم بإنقاذ حياة اليهود والعرب.
يشكل العرب الفلسطينيون نسبة 20 بالمئة من سكان إسرائيل ويعيشون في مناطق مختلطة مع اليهود، ويقول بعضهم إن ظروف عيشهم قد باتت أصعب في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس.