حرب غزة: من هم الرهائن غير الإسرائيليين الذين في قبضة حماس؟
قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام “أبو عبيدة” إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب بفقدان أكثر من 60 رهينة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول حتى الآن.
و قالت الحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي إن أكثر من نصف الرهائن الذين يقدر عددهم بـ 242 رهينة تحتجزهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان في قطاع غزة، يحملون جنسيات أجنبية، بينهم 33 طفلاً على الأقل.
كما قالت الحكومة الإسرائيلية إنه تم التأكد من مقتل أو فقدان 328 شخصاً من 40 دولة في الهجوم المفاجئ الذي شنه مقاتلو حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل.
وفي المجمل، قُتل ما يقدر بنحو 1400 شخص في الهجوم بحسب رويترز.
ويتقاسم العديد من العمال المهاجرين من جنسيات مختلفة مصير مئات الإسرائيليين الذين قتلوا أو اختطفوا أو أجبروا على الفرار للنجاة بحياتهم.
غادر الكثيرون إسرائيل، لكن اختار العديد البقاء بسبب الظروف المعيشية السيئة في بلدانهم، وبالتالي يتحتم عليهم مواجهة نفس مصير الإسرائيليين.
وقالت إسرائيل إن 138 من الرهائن يحملون جوازات سفر أجنبية، بينهم 15 أرجنتينيا و12 ألمانيا و12 أمريكيا وستة فرنسيين وستة روس.
ويُعتقد أن العديد منهم يحملون جنسيات مزدوجة، لكن المؤكد أن بعضهم لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، مثل الرهينة الصينية واثنتان من تايلاندا وخمس رهائن نيباليين، فضلاً عن رهينة سريلانكية واثنتان من تنزانيا واثنتان من الفلبين.
ومن بين قتلى الدول الأجنبية، 34 أمريكياً فضلاً عن خمسة مفقودين، كما قتل 25 أوكرانياً وفقد اثنان، وقتل 23 فرنسياً وفقد فرنسي واحد، كما قتل 23 روسياً وفقد أربعة.
وتم أخذ الرهائن من عدد من البلدات الإسرائيلية الواقعة على طول الحدود مع غزة وكذلك من قواعد عسكرية و بعض من كانوا يحضرون حفلة رقص كبيرة في الهواء الطلق.
ومن بين المحتجزين، مدنيون وجنود وأشخاص لديهم إعاقات وأطفال وكبار في السن، وبعضهم نشطاء سلام من سكان التجمعات القريبة من حدود غزة والتي يميل أعضاؤها إلى يسار الوسط ويدعمون مبادرات السلام والحقوق الفلسطينية.
وقد أعرب أقارب الرهائن عن يأسهم إزاء ندرة المعلومات حول سلامة المحتجزين، وأعربوا عن مخاوفهم بشأن تأثير الاجتياح الإسرائيلي لغزة على سلامة أحبائهم المحتجزين، ونظموا مسيرات أمام مبنى الأمم المتحدة وفي المدن الكبرى الإسرائيلية للمطالبة بوقف اطلاق النار.
ولم تطلق حماس سراح سوى بضعة أشخاص “لأسباب إنسانية” حسب قولها.
وقالت الحكومة التايلاندية إن ما لا يقل عن 23 تايلاندياً يعتقد أنهم من بين المخطوفين، وهي أكبر مجموعة غير إسرائيلية تحتجزها حماس، كما تم الإبلاغ عن مقتل 32 تايلاندياً (ولا تزال الأرقام في تغيير مستمر).
أحد التايلانديين المفقودين منذ هجوم حماس، هو ناتثابورن أونكيو، يبلغ من العمر 26 عاماً، وكان يعمل في أحد الكيبوتسات منذ عام 2021.
أونكيو ينحدر من أسرة فقيرة، وكان المعيل الوحيد لأسرته، حيث اعتاد على إرسال الأموال إلى أسرته في تايلاند بانتظام. و لا توجد أي أخبار عنه حتى الآن.
كما انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل كان يجره أحد مسلحي حماس يقال أنه عامل تايلاندي.
تعرفت عليه زوجته وقالت إنه كونغ ساليو البالغ من العمر 26 عاماً، و يقال إنه أخذ رهينه أثناء عمله في مزرعة للأفوكادو عندما اقتحم مسلحو حماس مخيم العمال.
ونقلت صحيفة بانكوك بوست عن زوجة ساليو قولها: “عندما رأيت الصورة والمقطع، عرفت أنه هو، أرجوكم ساعدوه”.
ومعظم هؤلاء العمال يقيمون في مساكن مؤقتة وغير مناسبة ويتقاضون الحد الأدنى من الأجور، بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش، التي انتقدت إسرائيل بسبب ذلك في تقرير لها صدر عام 2015.
من ضمن الذين تحتجزهم حماس أيضاً، مواطنان من تنزانيا وهما جوشوا لويتو موليل وكليمنس فيليكس متنغا.
وصل الطالبان موليل ومتنغا، إلى إسرائيل في سبتمبر/أيلول، وكانا متحمسين لبدء عملهما كمتدربين زراعيين خلال الأشهر المقبلة.
ويقول إزقيال كيتيكو، وهو طالب أيضاً وصديق لهما و يعمل في مزرعة ألبان جنوبي إسرائيل لبي بي سي، إنه كان يعمل في نفس مزرعة الألبان التي عمل فيها صديقه متينغا وكانا يعيشان في كيبوتس نير عوز.
وأضاف كيتيكو: “في ذلك الأسبوع، تم إعداد جدول الدوام الجديد، حيث أصبح دوامي ليلياً، وبقي متنغا في دوام ما بعد الظهيرة، أما موليل فكان في نوبات يومية في مزرعة مختلفة”.
وكان كيتيكو يتواصل مع أصدقائه للاطمئنان عليهما، لكن الرسائل انقطعت في الساعة العاشرة صباحاً من يوم الهجوم، ولم يتلقَ أي رد على رسالته الأخيرة التي كتب فيها “هل أنتما بخير؟”.
كيف تم حل أزمات الرهائن في الماضي؟
في عام 2006، اختطف مسلحو حماس في غزة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، واحتجزته لمدة خمس سنوات. وتمت مبادلته بأكثر من 1000 سجين فلسطيني، بينهم عدد من المدانين بشن بهجمات دامية ضد إسرائيل. كما تمت إعادة رفات جنديين إسرائيليين في عام 2008 ، (كانا قد خطفا في عام 2006 من قبل حزب الله في عملية جرئية عبر الحدود مع إسرائيل) كجزء من عملية تبادل أسرى سلمت فيها إسرائيل خمسة سجناء لبنانيين، من بينهم سمير القنطار، الذي كان محتجزا لما يقرب من ثلاثة عقود من الزمن.