أخبار العالم

هلوان يروي قصة أصغر “شيف” في المغرب



روح أيقونة الابتسامة والتفاؤل، أصغر “شيف” في المغرب، الطفل الراحل عمر عرشان، كانت حاضرة في طنجة بحضور باحثين وفاعليين من مختلف المجالات، من خلال حفل توقيع كتاب بالعربية والإنجليزية للشاعر المستشار النفسي المغربي كمال هلوان، الذي اختار من خلال قلمه رصد قصة نجاح الطباخ الصغير الذي غادر إلى دار البقاء تاركا وراءه أملا وعزيمة في قلوب كل من تعرف عليه يوما.

تم افتتاح هذه الأمسية الأدبية بآيات بينات من الذكر الحكيم ترحما على الطفل الراحل “الشيف” عمر عرشان، بحضور والدته لبنى لشقر التي أصرت على القدوم إلى طنجة لتشارك في حفل توقيع الكتاب وتشاطر الجميع تجربتها التربوية مع عمر.

والدة أصغر “شيف” توجهت بالشكر الجزيل وعظيم الامتنان إلى جميع الحضور، وإلى كافة أعضاء الجمعية المنظمة، وإلى الكاتب كمال هلوان على مبادرته الإنسانية النبيلة التي تجسدت في حرصه الشديد على توثيق قصة ابنها الراحل عمر ومساره المتميز بمنظور تربوي تحفيزي في كتاب يحمل عنوان “قصة نجاح الطباخ عمر عرشان”، موجه للأجيال الصاعدة، خصوصا فئة الشباب والناشئة، والآباء والأمهات ومختلف العاملين في المجال التعليمي والتربوي داخل وخارج الوطن.

بعد ذلك، تطرقت لبنى لعلاقتها بابنها التي كانت مبنية على الحب والمودة والرحمة، وكذا التشاور والحوار، مبرزة الفرق بين مفهومي “الرعاية” و”التربية”، مشددة على أهمية هذه الأخيرة في التنشئة السليمة للطفل، حيث كانت هي المفتاح وسر تألق ونجاح “الشيف” عمر. وقد تفاعل الحضور بحرارة مع كلمات أم عمر الصادقة النابعة من القلب.

من جهته، أشار الكاتب كمال هلوان إلى أنه كان من أصدقاء الراحل عمر، دائم التواصل معه على مواقع التواصل الاجتماعي ومن أشد المعجبين به وبشخصيته المرحة والمتفائلة إلى أبعد الحدود، قائلا: “رغم خطورة مرض الضمور العضلي الذي أصابه وهو لم يكمل بعد سنته الأولى وجعله لا يتحرك إلا بواسطة كرسي متحرك، لم ينل ذلك من عزيمته شيئا؛ فتسلق سلم النجاح خطوة خطوة بكل ثقة وطموح وكله إصرار على تجاوز العقبات وبلوغ أعلى الدرجات، فبصم على مسار متميز أذهل الجميع، وتمكن من أن يحقق حلمه في أن يصير طباخا عالميا”.

وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه “بالموازاة مع ذلك، كان الراحل عمر متفوقا في دراسته، يتحدث أربع لغات: العربية والفرنسية والإنجليزية واليابانية، ويمارس العديد من الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية، وحصد العديد من الجوائز الوطنية والدولية”.

وانطلاقا من هذا المسار المشرف والمتميز، فكر هلوان في كتابة قصة عمر وإهدائها إليه، لكن شاءت الأقدار أن يرحل عمر إلى دار البقاء ليكون التواصل بعد ذلك مع والدته لبنى.

وأبرز الكاتب المغربي أن والدة عمر عرشان سعدت بفكرة الكتاب ورحبت به وأمدته بمعلومات إضافية عن صغيرها تم تضمينها في الكتاب، مضيفا أن “قصة نجاح الطباخ عمر عرشان هي العدد الأول من مجموعة قصصية تحمل عنوان: حكاية بطل، تروم تسليط الضوء عن العديد من نماذج النجاح داخل المغرب وكافة الأقطار العربية والإسلامية والعالمية كي يستفيد منها الناشئة، خصوصا الأطفال اليافعين والشباب في كل دول المعمور”.

وختم هلوان حديثه قائلا: “نعم، رحل عمر عن عالمنا عن سن السادسة عشرة، لكن بعد أن ترك أثرا جليا طيبا على أرضنا، علّم الكبير قبل الصغير دروسا ستظل خالدة إلى الأبد في أذهاننا، وعشقنا له سيبقى على الدوام متربعا في قلوبنا. ووفاء وإخلاصا لما قدمه لنا هذا البطل الجميل، ارتأينا أن نصدر هذا الكتاب تخليدا لسيرته العطرة وهدية لروحه الطاهرة، ولوالديه العظيمين اللذين يستحقان كل التنويه والإشادة ولجميع محبيه عبر العالم، فهنيئا لبلدنا المغرب بهذه الأسرة المباركة، وبجميع الأسر المغربية التي لها فلذات أكباد من ذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب الهمم العالية وتعمل على تقديم كافة أنواع الرعاية والتربية والاهتمام لهم وتضحي بالغالي والنفيس من أجل إسعادهم ومرافقتهم في رحلة النجاح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى