أخبار العالم

‪مرميد ينتقد صيغة المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.. هندام أنيق لتلميذ كسول



انتقد الناقد السينمائي بلال مرميد الصيغة الحالية من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، واصفا إياها بـ”المتجاوزة وغير القادرة على مسايرة الركب”، مشيرا إلى تكرار الدورة المشهد نفسه والبرمجة نفسها.

وأوضح مرميد ضمن مقال توصلت به هسبريس، معنون بـ”المهرجان الوطني للفيلم بطنجة: هندام أنيقٌ لتلميذ كسول”، أن المهرجان الوطني يحتاج حلا، يمر عبر تغيير الوصفة كلياً، والابتعاد عن الصيغة الحالية التي انتهت صلاحيتها.

وهذا نص المقال

هي فترة يعسر فيها الحديث عن كل المواضيع التي لها علاقة بالثقافة والفن، مع ذلك من الضروري أن نخط بعضاً من سطور تخص المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

تنقلت إلى طنجة لأرى ذلك الجديد الذي قد تحمله الدورة، وعثرت على المشهد القديم نفسه الذي يتكرر تصويره وتوضيبه وبثه. مرة أخرى تيقنت بأن أشياء كثيرة تتطلب إصلاحاً عاجلاً، وتغييراً جذرياً في أقرب الآجال. هي البرمجة نفسها، وهو الأسلوب نفسه، وهي الملاحظات نفسها التي سبق ودونتها في أركان عديدة، لكن الإطار المُحتضن هو الذي تم تجميله. مثل ذلك التلميذ الكسول الذي تلبسه بذلة جديدة، لكنه يبقى مع ذلك كسولاً ويتوجب علينا جميعاً أن نساهم في تكوينه، ومثل تلك المساحيق التي توضع على وجه مُنهك، ومثل ذلك الشكل الفاقد للمضمون. المشكلة عندنا تعاد كتابة تفاصيلها المملة بالطريقة نفسها، والنَّفس نفسه، والإيقاع نفسه.

المهرجان الوطني يحتاج حلا، والحل يكمن في تغيير الوصفة كلياً، والابتعاد عن الصيغة الحالية التي انتهت صلاحيتها. هناك قرارات يجب أن تتخذ، ولا تحتاج لتفكير عميق. الإبقاء على الوضع الحالي يُفقد فقط تلك المكتسبات التي تحققت في مرحلة ما قيمتها. أفلام لا يستحق بعضها أبسط وقفة، وحسابات ضيقة اطلعت عليها عن قرب في نسخة العام الماضي، ولم أقبل بها حينئذ.

عندنا فقط تجد أن أحدث أفلام العام لا تعرض في المهرجان الوطني، ويتم استقدام تلك التي تقادمت بعد أن أنهت جولتها في المهرجانات الأخرى. هناك صيغ تساير زمننا، ومن الأجدر أن تعتمد إحداها، وأن يتم التوقف عن تبني الصيغة الحالية التي تجعل يوميات المهرجان تخدم كل شيء إلا السينما. ثلاثة أيام في طنجة كانت كافية لكي أتأكد أن أشياء كثيرة يجب أن يتم الاشتغال عليها قبل أن يفوت الأوان، وأن أمورا تنظيمية عديدة في سينمانا يجب أن تراجع وتصحح في القريب العاجل، ومنها أساليب اختيار الأفلام المشاركة، وطريقة تشكيل لجان التحكيم، ووضع حد لنط بعض من أعضاء لجان الدعم من لجان تحكيم المهرجانات، لأنه تصرف غير مقبول.

هناك أيضاً تلك الندوات التي تتكرر محاورها، ويتلعثم المشاركون فيها، وهناك الهموم نفسها والمشاكل نفسها، وهناك الوجوه نفسها الباحثة عما لا يمكن أن تعثر عليه في السينما، وهناك الفراغ نفسه الذي يلد كثيراً من فراغ.

ملاحظات اليوم هدفها فقط تمهيد الأرضية لنقاش يهم إصلاح القطاع، وليس الانتقاص من مجهود أي كان. الموعد السينمائي الخاص بسينمانا يستحق منا أن نستحضر قليلاً من صراحة، وننأى قدر المستطاع عن تجميل القبح، لأن السينما في أصلها جمال.

في كل بقاع العالم يعسر أن تجد اهتماماً بشكل حفل الافتتاح أو الاختتام، لأن الأهم تصنعه البرمجة. في العام ألفين وثلاثة وعشرين يستحيل أولا أن تُنجح مهرجاناً سينمائياً انطلاقا من التركيز على الشكل على حساب المضمون، ويستحيل ثانيا أن تصنع مهرجاناً كبيراً دون أن توفر أدوات صناعة أفلام كبيرة، ويستحيل ثالثاً أن تخلق مسابقات ما هي بالمسابقات، وإرضاء بعض من سينمائيين ما هم بالسينمائيين. هناك أفكار كثيرة، وهناك فراغ كبير منذ سنوات، وحالياً يجب أولاً وقبل كل شيء أن نختار بكل الهدوء الممكن هل نريد مهرجاناً نبيع به سينمانا لبعضنا البعض في الداخل أم إننا نرغب في الترويج لسينمانا في الخارج؟.

في هذا التوقيت بالذات، وبالطريقة المعتمدة، بدون ارتياب ليس هناك جواب واضح على أي من السؤالين، وبدون شك أن مهرجان طنجة بصيغته الحالية متجاوز وغير قادر على مسايرة الركب. بهذه الطريقة وبهذا الإيقاع سيصبح مهرجان طنجة مستقبلا ذلك الموعد الذي يتفاداه كثير من سينمائيين مغاربة. هناك حقا عمل كبير ينتظر هذا القطاع، وهناك أخطاء لم يعد بالإمكان تحمل تكرارها مرة أخرى، والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى