أخبار العالم

إعلاميان جزائريان يدينان نشر “نظام العسكر” للكراهية بين المغرب و”الجارة الشرقية”


شكّلت علاقات المغرب مع جيرانه محور ندوة صحافية نظمها حزب جبهة القوى الديمقراطية، الأربعاء بوجدة، بمشاركة الإعلاميين الجزائريين المعارضين وليد كبير وأنور مالك.

وتأتي هذه الندوة، وفق مصطفى بنعلي، الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية، “لفتح نقاش عمومي حول علاقات المغرب مع جيرانه من أجل استحضار المحددات السياسية والتاريخية والجغرافية والإنسانية لجعل هذه العلاقات في مستوى تطلعات شعوب المنطقة”.

وفي كلمة بالمناسبة، قال الإعلامي الجزائري أنور مالك إن مدينة وجدة “تتردد في بعض كتب التاريخ الجزائرية ربما أكثر من بعض الولايات الجزائرية، لما لأهلها من علاقة وطيدة بتاريخ الجزائر وإسهاماتهم في الثورة الجزائرية”، موردا في هذا السياق: “لا يوجد شعب أو دولة على وجه الأرض دعمت تحرر الجزائر من المستعمر أكثر من المغرب، ومن ينكر ذلك فهو يفتري”.

ويرى مالك أن تضرر العلاقات بين المغرب والجزائر “يرجع إلى عدم تحرر الأخيرة بشكل كامل، فيما مازال الجزائريون يدفعون الثمن غالياً من أجل التحرر الثاني للجزائر وتقرير مصيرهم”، في إشارة منه إلى التحرر من النظام الذي وصفه بـ”عصابة تسلّطت على الشعب الجزائري”، وزاد: “أنا هنا للدفاع عن مصلحة الجزائر والشعب الجزائري التي تلتقي بمصلحة المغرب والشعب المغربي”.

وأبرز المتحدّث ذاته أن “هناك من يعمل على تجذير الكراهية بين الشعبين الجارين، مستغلين منصات التواصل الاجتماعي”، مشددا على أن “كل من ينخرط في ذلك من الجانبين لا ينخرط في سياسة اليد الممدودة التي ينتهجها الملك محمد السادس، ويخدم أجندة جنرالات همها زرع الكراهية بين الأشقاء”، دون أن ينكر دور فرنسا في هذا الصراع الذي اعتبره “انتقاماً من المستعمر السابق عبر بيادقه التي صنعها في الجزائر”.

وعند حديثه عن احتضان الجزائر جبهة البوليساريو الانفصالية، شدّد مالك على أن “حقيقة القاطنين بمخيمات تندوف هي أنهم رهائن في يد الجزائر”، مبرزاً أنه “لا يمكن الحديث عن مخيمات لاجئين إلا في حالات الحرب، بينما واقع المنطقة التي زرتها شخصياً لا تعرف حرباً”، مكذّباً في الصدد ذاته ما وصفها بـ”البلاغات الكاذبة للبوليساريو بشأن قصفها مناطق بالتراب المغربي”، قبل أن يعود ليؤكد أن أحداث السمارة الأخيرة “عمل إرهابي مكتمل الأركان”.

من جانبه، قال مواطن المتحدث ذاته الإعلامي وليد كبير إن “العمل الذي نقوم به مع حزب جبهة القوى الديمقراطية الذي آمن بأن التواصل مع الجزائر هو الحل لرأب الصدع والجمع بين الشعوب هو محاولة لإعادة اللحمة والعلاقات بين الجارين إلى طبيعتها، رغم السياسة العدائية غير المبررة من طرف الجزائر تجاه المغرب”.

وأضاف كبير أن هناك “حربا إعلامية فُرضت علينا من طرف نظام يعمل جاهداً على إبقاء الصراع الذي نعاني بسببه الكثير، إذ يبذل جهوداً من أجل نقل الصراع إلى القاعدة الشعبية الجزائرية ونيل شعبية مفقودة”، مشددا على “ضرورة العمل من أجل عدم جر الشعبين إلى هذا المستنقع، وضرورة التشبث بالأمل لأن مصيرنا مشترك كمغاربة وجزائريين”، وفق تعبيره.

وعبر استحضار “مسرحية تجهيز المساعدات من أجل المغرب إبان تعرّضه للزلزال في أحد مطارات الجزائر”، وصف الإعلامي الجزائري ذاته النظام الحاكم في الجزائر بـ”شيطان شمال إفريقيا”، مؤكداً في السياق ذاته على “تورّطه في واقعة السمارة لأن جبهة البوليساريو لا تقوم بأي تحرّك دون موافقة من الجزائر”، على حد قوله.

ومع ذلك، يستبعد وليد كبير “تفكير نظام العسكر الجزائري في الدخول في حرب مباشرة مع المغرب”، مرجعاً ذلك إلى “ضعف جبهته الداخلية وعدم توفره على الشرعية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى