أخبار العالم

الحوار الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا يراهن على مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار



عُقد، يوم أمس الثلاثاء بواشنطن، الحوار الاستراتيجي لمجموعة العمل الأمريكية المغربية حول إفريقيا، لمناقشة الجهود المشتركة بين البلدين حول تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها، إن “الاجتماع عرف حضور جوناثان برات، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية، وجوشوا هاريس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بالشرق الأدنى، بالإضافة إلى فؤاد يزوغ، السفير المدير العام بوزارة الخارجية المغربية”.

ونقلا عن المصدر ذاته، فإن “الاجتماع عرف أيضا حضور مسؤولين مغاربة رفيعي المستوى من وزارة الخارجية والأمن والدفاع، والداخلية، والوكالة المغربية للتعاون الدولي، والاستثمار، إلى جانب كبار المسؤولين الأمريكيين في وزارات الدفاع والتجارة، ومؤسسة التنمية الدولية الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة”.

ويشكل الحوار الاستراتيجي، الذي انطلق لأول مرة بين البلدين سنة 2012، محطة مهمة لتبادل التعاون بين واشنطن والرباط، خاصة في قضايا مكافحة الإرهاب بالقارة وبالتحديد بمنطقة الساحل، وتعزيز التعاون الأمني والدفاعي بين الجانبين.

كما يعتبر هذا الاجتماع فرصة للتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الطرفين، باعتبار أن المملكة الدولة الوحيدة في القارة السمراء التي لها اتفاقية للتجارة الحرة مع واشنطن.

ويتزامن الحوار الاستراتيجي بين أمريكا والمغرب في دورته الحالية بـ”غليان” غير مسبوق لمنطقة الساحل الإفريقي، مع تصاعد موجات الانقلابات العسكرية وخطر تفشي الإرهاب وتراجع لافت على مستوى الاستقرار السياسي والأمني.

في هذا الصدد، قال حفيظ الزهري، محلل سياسي، إن “هاته المحطة تأتي في إطار العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين، والتي بدأت عجلتها تتطور بسرعة في السنوات الأخيرة خاصة على المستوى الأمني والدفاعي والتنسيق المشترك لمواجهة الإرهاب في إفريقيا”.

وأضاف الزهري لهسبريس أن “الحوار الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا سيكون له أثر إيجابي على المنطقة، خاصة الساحل الذي يشهد اضطرابات غير مسبوقة خاصة بعد الانقلابات الحاصلة، والتي رافقها تدخل أجنبي غير مسبوق”.

وارتباطا بهذا الأمر، ترى الولايات المتحدة الأمريكية، حسب المتحدث ذاته، “المغرب كالبلد الوحيد الذي من الممكن التنسيق معه لمواجهة تحديات منطقة الساحل المتشعبة”.

ولفت المحلل السياسي ذاته إلى أن “العلاقات بين الطرفين تتطور بشكل متسارع، والتعاون الحالي يبين حجم الرهان الذي تضعه أمريكا على المغرب في القارة الإفريقية”.

من جانبه، بيّن محمد عطيف، باحث في العلاقات الدولية، أن “أمريكا تعول بشكل كبير على المملكة المغربية في جل القضايا الدولية بما فيها مكافحة الإرهاب بالقارة الإفريقية”.

وأضاف عطيف لهسبريس أن “أمريكا تعي بأن المغرب مستقر في محيط مضطرب، وتعول عليه خاصة في القضايا الأمنية باعتباره شريكا تاريخيا على أوسع نطاق، والحوار الاستراتيجي الحالي يأتي في هذا السياق”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “العلاقات بين الطرفين تواصل نموها القوي، والحوار الاستراتيجي اليوم يلقي الضوء على استمرارية التعاون والتنسيق المشترك على أعلى المستويات”.

واستطرد عطيف أن “الولايات المتحدة تعي جيدا بأهمية التنسيق مع المغرب في القارة الإفريقية، وهنا نتحدث بالأساس عن مكافحة الإرهاب، الأخير الذي كسب فيه المغرب العديد من الخبرة سواء على المستوى التقني أو العملياتي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى