مثقفون يقتفون أثر الشاعر المغربي محمد بنيس.. فلسطين والجنون وأشياء أخرى
تفكير في صورة الشاعر الحديث، وجديدِ الشاعر والأكاديمي محمد بنيس استقبلته، السبت بسلا، مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، بمشاركة رئيسها محمد الأشعري والمحاوِرين عز الدين شنتوف ومحمد جليد وحسن الوزاني.
وتحدث الروائي ووزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري عن الإخلاص النادر للشعر عند بنيس، ورؤيته الشاعرَ بوصفه “نوعا من المثقف الشامل”.
وحضرت فلسطينُ اللقاءَ، حيث قال الأشعري: “القضية الفلسطينية غذت الكتابة في جيلنا، ونصوصنا تتغذى دائما منها ومن الثقافة الفلسطينية، التي وصلتنا عبر اجتهادات مثقفين وفاعلين ثقافيين ومجلات ثقافية، ولا أظن أن أحدا من جيلنا لم يتخرج من هذه الجامعة الموازية: فلسطين (…) ليس منا من لم يصدم بتصرفات الغرب تجاه القضية الفلسطينية بالمساندة العمياء للعدوان الإسرائيلي، ورأينا ذلك لدى سياسيين وإعلاميين ومفكرين، لدى أوروبا التي عملنا جميعا على إشاعة القيم الكونية التي أنتجتها”، ولو أنه “منذ السبعينيات كانت هناك أصوات كثيرة، من بينها صوت عبد الكبير الخطيبي، تحاول تفكيك المنطق الإسرائيلي والغربي الذي قام عليه اغتصاب فلسطين ويستمر حتى اليوم”.
وتذكر الأشعري ملفا خاصا لمجلة “أنفاس” عن فلسطين سنة 1969، أشرف عليه أحمد المديني (الذي حضَر اللقاء)، ونشر فيه عبد الله العروي مقالا “يقول فيه شيئا يبدو في هذا الوقت حقيقة مطلقة”: هدف قادة إسرائيل الصهاينة ليس قطعا العيش في سلام. بل فرض أنفسهم كقوة مسيطرة في الشرق الأوسط، وغير ذلك حكم على الخصم من خلال ما يقول لا ما يفعل. ثم علق المتدخل بالقول: “إذن نحلم بسلام مستحيل”.
“فلسطين ذاكرة المقاومات”
قال محمد بنيس إن كتابه “فلسطين ذاكرة المقاومات” عمل غريب بين أعماله، فلم يعتقد يوما أنّه سيكتبه. وتابع “كنت وعَدت أصدقاء بأنني سأجمع ما كتبته عن فلسطين في كتاب، لكن لم أكن أعرف متى، وعندما أعلن دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) مشروعه التخريبي الكبير باسم “صفقة القرن”، أحسست أن الوقت حان، فتركت كل شيء وأخذت هذا الكتاب”.
وتابع “لم أرده أن يشبه شيئا آخر، فَلِي مجال محدود هو المجال الثقافي والإبداعي، فجمعت بين صوتي وأصوات الآخرين، وكلهم مثقفون، ولا توجد كلمة واحدة خارج المثقفين، فلم آخذ أقوال أي شخصية سياسية”.
ويرى بنيس أن “اسم فلسطين هو المشكل”، فـ”أكبر شيء أحسست به في مشروع ترامب أن اسم فلسطين مهدد بالزوال، فكانت الكلمة في الكتاب أولا للكبار من الفلسطينيين، فالافتتاح بمحمود درويش والاختتام به (…) واخترت مجموعة من الكتابات الفلسطينية تعود إلى الثلاثينيات والأربعينيات لكُتّاب كان لهم دور كبير (…) ومن الفلسطينيين إلى كُتّاب في العالم، فلاسفة، وأدباء، وفنانين، وعلماء”.
ومن بين الشخصيات التي استشهد بها الكتاب عالم النفس فرويد سنة 1929 حينَ رفض التضامن بعد “ثورة البراق”، قائلا لمَن راسله حول الأمر: “لا أظن أن الفلسطينيين سيسمحون لكم بالعيش في سلام في هذه المنطقة”، كما استحضر ماسينيون الذي تبين له في نهاية حياته أن كلامه عن حل المسألة من خلال لقاء الأديان الثلاثة لا علاقة له بالواقع، وكان ضد العنف الإسرائيلي وقتل وطرد الفلسطينيين.
في هذا الكتاب عاد بنيس إلى أصول الفكر الصهيوني قديما وحديثا، منذ الفترة الأندلسية، وصولا إلى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، مستشهدا بأسماء مثل موشي هس صاحب “روما والقدس” وفكرةِ الكيبوتس، والبولندي ليون بينسكر كاتب “الانعتاق الذاتي”، الذي تطرق فيه إلى وضع اليهود في العالم، بما في ذلك المغرب، ثم الكتاب المرجع “دولة اليهود”، الذي نظّر فيه النمساوي المجري تيودور هرتزل لـ”الصهيونية الترابية”.
وذكر الأكاديمي والشاعر أن هذه “العودة إلى الأصول كانت مفيدة جدا لي بدل التعليق والتعليق على التعليق، قرأت مذكرات هرتزل وعلاقته بروتشيلد، وأغلب ما وجدته فيها أن الإمبراطور العثماني عبد الحميد الثاني رفض كلية التنازل عن فلسطين، وقال لهرتزل: خذ ما تشاء: سوريا أو العراق أو غيرها إلا أرض فلسطين، ولو أن الوعد كان تحريره من كلِّ ديون الدولة العثمانية”.
هذا العمل الفكري والإبداعي تحضر فيه “شطحة”، وفق كاتبه، هي: “قلتُ بودي أن أرى كتابا لا نهائيا تكتب فيه كلمة واحدة هي فلسطين، جيلا بعد جيل”. وفي أكتوبر الجاري، بعد “طوفان الأقصى”، قال بنيس: “أقوى شيء شعرت به أن اسم فلسطين عاد إلى التداول عربيا وعالميا، وهذا مكسب كبير جدا، فبدون هذا الاسم لا يوجد شيء، حتى لا تنتصر الأكاذيب الإسرائيلية؛ للأرض شعب”.
سياسيُّ الأمس وسياسيُّ اليوم
وتذكر بنيس أولى زياراته لمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، ووقوفه أمام خزانة العلَم السياسي الراحل الذي تحمل اسمه، وما طرَحته عليه من أسئلة “عمّا كان للثقافة في تكوين عبد الرحيم بوعبيد، والنخبة الوطنية التي ينتمي إليها، ودور الثقافة في نشأة نخبة مغربية حديثة”، وما اقتضته من مقابلة مع “ما نحن فيه مع نخبتنا منذ القرن الجديد”.
وحول موضوع الشاعر الحديث أكد المتدخل أنه “غريب، غربته وغرابته تصدر عن كيفية كتابته، وإحساسه باللغة والأشياء والإنسان والكون، فيبحث (…) ويلازم الترجمة كمختبر شعري، ويكتب نصوصا تصبح مفتوحة على تفاعل الأجناس الأدبية ومصاحبَة الأعمال الفنية، تصبح فيها العلاقة باللغة أعمق أمام لغة تقليدية سطحية، وأمام صورة عالَم بالغ الرخاوة”.
هذا الشاعر يخرج عن “نمط شاعر البديهة والارتجال، وتعدد الممارسات النصية”، و”يتجرأ على اختيار صورة نقيضة لصورة الشاعر الموروثة، سفَرا لصورة يقف فيها على حدود الخطر”، مع قبول بـ”النقصان واللانهائي”.
ولا يرى بنيس أن هناك شاعرا مفهوما في العالم وتاريخ الشعر، بل “الشعر إحساس”، والسؤال هو: “هل استطعت أن تعطي القارئ شحنة شعرية؟ الشعر كلمة موجهة إلى الآخر، واللغة بيننا”.
بنيس والجنون
وأكد بنيس أن فاس التي ولد بها “مدرسة شعرية حقيقية”، واسترسل قائلا: “تعلمت من مجالي حرية العبارة، والجرأة، والمفاجأة أيضا، وكنتُ ربما أتعاطف آنذاك مع جانب من السريالية، رغم أنني أظن أن الثقافة التي عشتها شعبيا في فاس، ومنها ثقافة المجانين، كانت تختلط بالمشاهد والشخصيات التي كانت تتجول في كل الأحياء، وأحيانا كان هناك مجانين في أحياء محددة، وكثيرا ما كنت أنبهر بشخصية المجنون، وأعتبره الشخصية الواقعية الإنسانية الحاملة للعمق الإنساني: لا نفاق، لا كذب، لا خيانة، لا يحجب نفسه وراء أقنعة، هو كما هو يعطيك نفسه كلها”.
ومن بين المجانين الذين عرفهم، استحضر بنيس اثنين، سأله أحدهما يوما: “أين تريد الذهاب؟ إلى طنجة. فقال لي: الكار كاين وطنجة ما كايناش”، أي “الحافلة موجودة وطنجة غير موجودة”، ومن المجانين من ظنَّه، لما كان طفلا، المسيحَ، وكلهم “من الشخصيات التي جعلتني أتشبث بالإبداع والشعر والحرية؛ هذه مدرسة سرية صامتة، لا في كتب ولا في مراجع”.
وفي محطة أخرى من الندوة الحوارية، قال بنيس: “لم أتحرر من فاس، ولا أريد ذلك. هي جزء من ذاكرتي الإبداعية وحياتي الشخصية. إذا تحررت منها تحررت إذن من جسدي. فلتبقَ حتى أتحرر من الجسم والمدينة”، ثم تفاعل مع تعليق على جوابه، قائلا: “لست مجنونا، أحب المجانين”.
“الشعر والشر”
وفي حديثه عن مؤلفه الصادر حديثا بعنوان “الشعر والشر”، انطلق بنيس من قولة للأصمعي: “الشعر نكد بابه الشر، فإذا دخل الخير ضعف وَلَان، هذا حسان (بن ثابت) فحل من فحول الجاهلية، فلما دخل الإسلام سقَط شعره.”
وتابع “هذه قولة سمعتها أول مرة في الثانوي، سنة 1965 أو 1966، وكنت آنذاك في بداية حبي وعلاقتي بالشعر، فلم أفهمها، ولم أكن أعرف حسانا، بل المتنبي والبحتري وأبا تمام، وبعض الشعراء المعاصرين، وفي مقدمتهم بدر شاكر السياب، لكن ظلت القولة راسخة في ذهني، تذهب وتعود، سنوات، وكل مرة أجدها مدهشة، وكلما تقدمت في التعلم اتضح لي أنها مفيدة جدا”.
وبعد استحضار أطروحته حول “ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب” ذكر بنيس أنه طرح قضايا وتفكيك مفاهيم وتصورات عن الشعرية القديمة، وأحسّ بأن “الشعرية العربية مكبوتة بالمعنى اللغوي العربي”، أي الكبت بمعنى الدفع والرفض والإبعاد.
وزاد موضّحا “الشعرية العربية المكبوتة مكبوتة من طرفين، البلاغيين العرب وأصحاب الإعجاز، ومن طرف شارحي أرسطو. ففي الثقافة العربية القديمةِ، النصُّ الذي اشتغل عليه العرب والمسلمون أكثر من سواه هو القرآن، والقدماء اعتبروا الشعر منافسا له، فكلما تقدمنا في التخلف كلما زادت كراهية الشعر ونفيه واللعنة على الشعراء، وورثنا هذا حتى في اللاوعي”.
وحكى بنيس أنه في سنة 2000 كان عبد الوهاب المدب يهيئ عددا عن الشعر والميتافيزيقا، فـ”كانت تلك الفرصة الأولى لأكتب؛ فكتبت بشكل مختصر، لكن فيه عمق الفكرة، ونسيت الموضوع بعد ذلك. ومؤخرا عثرت بين أوراقي المبعثرة على هذا المقال، فقلت لا ينبغي أن يضيع، ودُهشت عندما بدأت رقنه، وقلت ينبغي التفرغ له، وأبعدت عن نفسي كل شيء وتفرغت له.
وعاد بنيس في هذا المؤلَّف إلى “الثقافة العربية، في اللغة والشعر والتصوف وعند البلاغيين والإعجازيين والفلاسفة، والغربيّين الأساسيين: سقراط وأفلاطون وأرسطو ونيتشه”، وفي دعوته إلى “شعرية عربية مفتوحة” نبه بنيس إلى أنه رغم التضخيم ما أُخذ حديثا من الشعرية العربية القديمة من مصطلحات أُخِذ خارج السياق. وتابع “من قاموا بذلك لم يمسوا أي شيء في البنيان الصارم لدى القدماء، وهو بنيان لا يمكن التعامل معه إلا بقراءة جميع المراجع حرفا حرفا، وبتفرغ كامل”.
ويرى بنيس أن “الغرب صدمنا” لأننا أخذنا عنه أفكاره الكبرى، و”جعلنا إشكالياته إشكالياتنا”؛ وبالتالي “يجب أن نقف، ولا بد أن يقوم العرب بإنشاء إشكالياتهم هم انطلاقا من اللغة”، لذا “نحتاج الكثير من الاشتغال على اللغة، أي كيفَ نُسَمّي”، واستشهد بالصينيين واليابانيين الذين بنوا شعريتهم على لغتهم لأنه لا وجود في القديم لأرسطو عندهم.
ولا يرى بنيس أن قولة الأصمعي قديمة، بل هي “حديث اليوم”، وزاد موضحا “مفهوم الشر مفهوم جمالي، وهو ما حاولت إظهاره من خلال مواقف النقاد العرب القدماء، والشعر العربي، وأهم شيء الفرق بين الشعر والشعراء، وهو موجود في القرآن أيضا: “وما علّمناه الشعر وما ينبغي له، إن هو إلا ذكر وقرآن مبين”؛ فالقرآن يقر بالاختلاف بينه وبين الشعر، لكنَّه ليسَ نقيضه، إلا أنه في الخطاب النقدي جُعِلَ نقيضه”.
وسجل أن أهمية مقولة الأصمعي تكمن في كونها “جاءت في بداية القرن الثالث، أي بداية تأسيس علم ستبنى عليه الحضارة العربية، هي مرحلة الانتقال من الدعوة والشعارات إلى مرحلة العلماء، وإذا قال ناقد عن شعر هو شعر، فهو كذلك وإلا فلا. هي مرحلة ما الشعر وما حدوده. وانتقلنا معهم نقلة منهجية خطيرة جدا، فمن الشاعر الذي له جن يصاحبه في كتابته، إلى صنعة الشعر، والشاعر الذي يتقن الصنعة، وفي زمن الصنعة تدخّل النقاد، ومن أكبرهم قدامة بن جعفر، لوضع الحد بين الشعر والدين”.
وخلص بنيس إلى أنه “لا يمكن أن نبني المعرفة على عقائد، دينية ووطنية، ففي العصر الحديث أضفنا إلى العقيدة الدينية العقيدة الوطنية، وأصبحا عائقا للشعر”، ثم قال: “الشعر شيء آخر”.
“رمية نرد”
الشغف هو ما دفع بنيس إلى ترجمة “رمية نرد” الشاعر الفرنسي مالارمي، بعدما اطلعَ على القصيدة أول مرة في بداية الثمانينيات في طبعة غاليمار التي “كانت طبعة صغيرة”.
وأضاف “تقرأ هذه القصيدة مرات عديدة وتتساءل: ماذا أقرأ؟ قصيدة اللغز المطلق. ثم بدأت أقرأ عنها فوجدت بحرا من الدراسات، وظلت فعلا تشغلني”.
وأضاف “هذه القصيدة ترجمت إلى لغات انطلاقا من الطبعة الخاطئة لغاليمار، ولم أكن في وقت سابق على وعي بالجانب البصري كما أراده الشاعر، لكن في حوار من حواراتي مع برنار نويل حول الشعر من القديم حتى وصولنا إلى مالارمي، طَرح علي سؤالا محرجا مستفزا، وكنا مع الباحثة إيزابيلا كيكاييني: لماذا لا تترجم هذه القصيدة إلى اللغة العربية؟ وقالت هي: سنصدرها مزدوجة اللغة كما أرادها الشاعر أن تكون. لم أتردد وقلت: أنا موافق. ولما عدت إلى الفندق قلت: هذه فضيحة أوقعت فيها نفسي.”
وتابع قائلا: “من عاداتي السيئة أني أفي بجميع وعودي. ترجمة هذا العمل من قبيل الجنون، ودخلت في بحر لا حدّ له. والدراسة وحدها كان يمكن أن تكون كتابا (…)، هي قصيدة مهمة جدا لنا كشعراء عرب، ومهمة للفكر، وطُبعت بالعربية كما تصورها مالارمي.”
“أنا ضد نفسي”
بخصوص “بيان الكتابة”، أوضح محمد بنيس أنه كتبه دون ادعاء التعبير عن جيل أو جماعة أو “أي شيء”، ثم أردف قائلا: “في “كتاب الحب” قلت إنه لا علاقة لي بأي وزارة أو سلطة، بما في ذلك الشعرية. أنا صاحب قلق وشك، ولي جملتان من جمل الصباح: لا أريد شيئا، وأنا لا شيء”.
وتابع “أنا واضح مع نفسي، عندما أرى تاريخ الشعر الإنساني، والأوضاع الموجودة في العالم… من أنا؟ لا شيء، هذه قناعتي الشخصية. كلما تعرفت على شيء ودرست زدت اقتناعا بضآلة ما أفعل، لا أستطيع أن أثق في نفسي، فكيف أقنع الآخرين بما أفعل؟!”.
“عار في مبنى البريد”
طلب بنيس يوما “طابعا بريديا” في مركزِ بريد مغربي، لكنه طلبه باللغة العربية لا بفرنسيّة مدرّجة “تامبر”، فماذا حدث؟ “شعرت بنفسي عاريا، في مشهد منفى؛ تتكلم مع شخص بالعربية، ويجيبك بالفرنسية وباحتقار!”
ثم استرسل قائلا: “لِنَكْتُبَ ونبدع في عالمنا الصغير لا بد أن نقاوم كل هذا المنفى، لا بنسيانه، بل بالتشبث بالإبداعِ (…) أجمل ما تعلمتُه من الثقافة العربية والكونية أن الشعر فيه زمن واحد: هو الحاضر، لا يوجد فيه الماضي ولا المستقبل. فحينما تقرأ قصيدة صينية تقرؤها كأنها كتبت اليوم، كما أقرأ امْرَأَ القيس كأنهُ شاعِرٌ اليومَ”.
هنا “أتحرر من منطق المنفى، الكتابة ما يعطينا بُعْدَ الحريةِ الواسعةِ هذا. الحرية لا نطلبها من أي أحد، ولا نحتاجها، وأعرف أني لن أصلها في حياتي، فلأتفرغ لهذه الحرية التي لن ينزعها مني أحد”.
الكتابة خارج هذا المنفى والعري، وفق بنيس، “سؤالنا جماعيا، ومعاناتنا جماعيا، وينبغي أن يكون موقفنا جماعيا”.