بحث ميداني يحدد حاجيات شباب بني ملال
تمكن خمسون شابة وشابا من ساكنة الوسط القروي بجهة بني ملال-خنيفرة من إنجاز بحث ميداني لتحديد الحاجيات والفرص والإكراهات التي تهم إدماج الشباب في الشأن المحلي، والخروج بجملة توصيات للفاعلين الترابيين لبلورة حلول محلية للأولويات المعبر عنها من طرف الشباب في كل من جماعة إسكسي بإقليم أزيلال وجماعة حد بوموسى بإقليم الفقيه بن صالح، وذلك في إطار مبادرة التخطيط المجتمعي للشباب لمشروع التنمية الاجتماعية والاقتصادية الدامجة بجهة بني ملال-خنيفرة (ISED-BMK) ، الممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب (USAID-Morocco).
هذه المبادرة التي امتدت من يناير إلى شتنبر من العام الجاري، تهدف إلى دعم المشاركة الإيجابية للشباب في الحياة العامة عبر تعبئة جمعيات محلية لتكوين ومواكبة الشباب في الجماعات المذكورة وفق مقاربة تشاركية ومبتكرة، بتنسيق وطيد مع المجالس الجماعية والهيئات الاستشارية للمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع والسلطات المحلية.
وتُنفّذُ مبادرة التخطيط المجتمعي للشباب للمرة الأولى بالمغرب بعد أن نجحت المنظمة الأمريكية “FHI360” في تطوير وتنزيل هذه المقاربة في عدد من الدول، حيث تمّ إثبات فعاليتها وتعزيزها لمبدأ التنمية الإيجابية للشباب الذي تتبناه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والذي يهدف إلى خلق بيئة شاملة ومحفزة لإدماج الشباب ومشاركتهم في صناعة القرار.
وقبل التنزيل الميداني لهذه المبادرة، قام مشـروع “ISED-BMK” بتكييف وملاءمة التخطيط المجتمعي للشباب مع السياق المحلي بجهة بني ملال-خنيفرة، وكذا البرامج والآليات التي وضعها المغرب لتقوية موقع الشباب في التنمية الاقتصادية، كصندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشـرية، وتدبير الفعل الترابي، كميكانيزمات الديمقراطية التشاركية وآليات المشاركة المواطنة.
وتم انتقاء كل من “جمعية صناع النجاح بجماعة سبت أولاد النمة” و”جمعية التواصل للتنمية والبيئة والثقافة بجماعة واويزغت” لتنزيل المبادرة، بناء على طلب عروض موجه إلى الجمعيات أطلقه مشـروع “ISED-BMK” بتاريخ 10 مارس 2022 على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة، استفادت من خلاله الجمعيتان المذكورتان من منحة مالية بلغت 400,000.00 درهم لتنفيذ هذه المقاربة المبتكرة، كما حظيتا بمساندة تقنية ومواكبة ميدانية من طرف “جمعية الانطلاقة للتنمية والبيئة والثقافة بأفورار” بإقليم أزيلال.
وقد أثمرت مبادرة التخطيط المجتمعي للشباب مجموعة من النتائج، وفق معطيات تحصلت عليها هسبريس، من ضمنها مواكبة وتكوين 50 شابة وشابا من الوسط القروي من خلال ورشات تدريبية وتطبيقات ميدانية مكنتهم من تعزيز قدراتهم المعرفية والمهاراتية ومن فتح آفاق مهنية ودراسية، وإبراز نماذج ناجحة للشباب في مجال ريادة الأعمال بدعم من صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عبر تأطيرها ومواكبتها، إذ تمّ تقديم 20 فكرة مشروع، وذلك لأول مرة في تاريخ الجماعات المعنية التي كانت تعرف غياب مثل هاته المبادرات من طرف الشباب.
كما جرى في السياق ذاته إنجاز دليل عملي لتنشيط ورشات التحسيس والإخبار في آليات الديمقراطية التشاركية والحق في الحصول على المعلومة واستخدامه من قبل الشباب المخطط في تنشيط 15 ورشة تحسيسية في سبع جماعات بجهة بني ملال-خنيفرة، استفاد منها أزيد من 300 شابة وشاب من ساكنة الوسط القروي، وتعزيز الخدمات المقدمة للشباب بالجماعة من خلال اعتماد مجالس الجماعات على التخطيط المجتمعي لبلورة برامج وأنشطة مندمجة موجهة للشباب، وأيضا تعزيز العلاقة بين شباب الجماعة والهيئة الاستشارية للمساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع.
وتمّ تقديم المخرجات والنتائج خلال ورشات عامة بكل من جماعتي حد بوموسى وإسكـسي بمشاركة ممثلين عن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وعن عمالتي إقليمي الفقيه بن صالح وأزيلال وعن السلطات المحلية، ورؤساء وأعضاء المجالس الجماعية والهيئات الاستشارية، والشباب المشاركين في المبادرة، ومنظمات المجتمع المدني.