مصر تحذر من مخاطر الاجتياح البري لغزة..وأطراف متأهبة للتدخل
وأوضح السيسي خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في القاهرة، يوم الأربعاء، أن الجهود الآن تتجه إلى وقف نزيف الدماء وليس إراقة المزيد منها، خاصة بعد وصول عدد الضحايا من الفلسطينيين إلى أكثر 6 آلاف.
وشدد الرئيس المصري خلال تفقده إجراءات تفتيش الحرب في الفرقة الرابعة المدرعة المصرية الأربعاء في السويس، على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، والتحرك لتنفيذ مقترح حل الدولتين، بما سيحمي الأمن الفلسطيني والإسرائيلي على السواء.
وفسّر عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين المصريين حديث الرئيس السيسي عن الاجتياح البري بأنه بمثابة جرس إنذار لكل الأطراف حتى لا تصل الأمور لمرحلة يصعب السيطرة عليها مع مزيد من التعقيد للقضية الفلسطينية وتضرر الأمن القومي لدول المنطقة ككل.
تدخل 4 أطراف عسكريا
يرى اللواء دكتور محمد الشهاوي، الخبير العسكري المصري وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية أن التدخل البري الإسرائيلي في غزة حال حدوثه سيؤدي إلى “مجازر”، و”بحور من الدماء”، فضلا عن دخول 4 أطراف رئيسية في المنطقة لحرب مباشرة مع إسرائيل، مما يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة.
وركز الخبير العسكري المصري في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” على النقاط التالية:
• تعرضت إسرائيل لانكسار أمام العالم بعد عملية 7 أكتوبر، وتريد أن تزيل ما لحق بالآلة العسكرية الإسرائيلية من ضعف واستخفاف.
• هناك ضغط من الجبهة الداخلية في إٍسرائيل لإتمام التوغل البري، لكن كثيرا من العسكريين الإسرائيليين يعتبروه بلا جدوى أو لا يخدم هدفا سياسيا.
• يعلم العسكريون الإسرائيليون أن حرب المدن هي “مقبرة الجيوش”، خصوصا إذا كانوا في مواجهة الفصائل المسلحة مثل حماس.
• من المتوقع أن يقع آلاف الضحايا من الشعب الفلسطيني حال إقدام إسرائيل على التوغل البري لغزة.
• قد تكون هناك رهائن إسرائيلية وحملة جنسيات أجنبية في أنفاق غزة والاجتياح البري قد يؤدي إلى وقوع إصابات وقتلى بينهم.
• سينضم حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وجماعات موالية لإيران في سوريا، مع إمكانية تدخل طهران بشكل مباشر في المواجهات.
• تشن إسرائيل “حربا نفسية” على الدول العربية بالخسائر المتوقعة حال التدخل البري، وتتبع سياسة الأرض المحروقة في شمال قطاع غزة.
• تسعى إسرائيل لحشد الفلسطينيين وتهجيرهم إلى سيناء لتصفية القضية الفلسطينية.
خسائر لكل الأطراف
اللواء محمود منصور، الخبير العسكري المصري، ورئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية، قال إن تحذير الرئيس السيسي، من خطر التوغل البري يأتي نظرا لكونه مغامرة إسرائيلية لتكبيد الفلسطينيين أكبر قدر من الخسائر.
وأكد منصور أن المخطط الإسرائيلي يقضي بتحقيق أكبر استنزاف للفلسطينيين حتى يقبلوا بالنزوح إلى خارج القطاع.
وشدد الخبير العسكري المصري، في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، على عدة نقاط هي:
• التوغل البري في غزة أمر محكوم عليه بالفشل عسكريا، وليس سوى مغامرة لتحقيق مكاسب سياسية،
• سيؤدي التوغل البري حال حدوثه لخسائر فادحة للطرفين الفلسطيني، وعناصر الجيش الإسرائيلي.
• من المحتمل أن يؤثر التوغل البري على نزوح أهالي غزة لمصر.
وأشار منصور إلى أن النهج المصري في التعامل مع الأزمة الراهنة يتسم بالعقلانية ويقيس الأمور لما يحدث في قطاع غزة وجنوب إسرائيل بدقة، وبمعلومات وبيانات دقيقة تجعله يرى الآثار السلبية المترتبة على التوغل البري حال حدوثه، وأثره على دول المنطقة، والفلسطينيين.