حرب غزة: الأمم المتحدة تقول إن بعض سكان القطاع يعودون إلى الشمال رغم المخاطر
- Author, ديفيد غريتن
- Role, بي بي سي نيوز
قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن بعض الفلسطينيين الذين نزحوا من منازلهم في شمال قطاع غزة، بدأوا في العودة، بسبب الوضع المزري في الجنوب.
وطلبت إسرائيل من 1.1 مليون من سكان مدينة غزة والمناطق الشمالية الأخرى، التوجه نحو الجنوب حفاظا على سلامتهم الأسبوع الماضي.
ومع ذلك، قال مسؤول الأمم المتحدة إنهم يكافحون للعثور على المأوى والغذاء ومياه الشرب في الجنوب.
وقالت وزارة الصحة في القطاع أيضاً إن المئات قُتلوا هناك في غارات جوية إسرائيلية أمس الاثنين، والذي يعد اليوم السابع عشر على اندلاع الحرب.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب مئات الأهداف العسكرية التابعة لحركة حماس في أنحاء غزة، في الوقت الذي كثف فيه ضرباته الجوية قبل اجتياح بري متوقع.
وبحسب ما ورد، قُتل أكثر من 5000 فلسطيني في أنحاء القطاع، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، منذ أن بدأت إسرائيل قصفها رداً على هجوم غير مسبوق عبر الحدود شنته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، والذي أدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي، بالإضافة إلى احتجاز 222 رهينة.
كما قطعت إسرائيل الكهرباء والمياه وأوقفت واردات الغذاء والدواء، لكنها سمحت بدخول شاحنات محدودة من المساعدات عبر معبر رفح المصري منذ يوم السبت 21 أكتوبر/ تشرين الأول.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من ثلثي سكان غزة، بما يقدر بـ 1.4 مليون فلسطيني، نزحوا من منازلهم خلال الأسبوعين الماضيين إما بسبب الخوف أو بسبب تدمير منازلهم أو تضررها، لاسيما بعد تلقيهم تحذيرات من الجيش الإسرائيلي بالإخلاء.
ويقول رشدي أبو العوف مراسل بي بي سي في خان يونس، إن المنطقة الجنوبية اكتظت بعد تدفق ما بين 600 ألف و700 ألف نازح، حيث لجأ العديد منهم إلى المستشفيات والنوادي والمطاعم، واضطروا حتى للنوم في الشوارع.
وقال مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، توماس وايت، لبي بي سي إن معظم النازحين يعيشون على لتر واحد فقط من الماء وقطعة أو اثنتين من الخبز يوميا.
وأضاف أن الأزمة الإنسانية، إلى جانب استمرار الغارات على المناطق المدنية في الجنوب، تعني أن “بعض الناس يعودون إلى الشمال”.
وأوضح قائلاً: “لقد ترك الناس كل شيء في الشمال: منازلهم، وأعمالهم، وحياتهم. لقد نزحوا إلى الجنوب حيث يجاهدون في سبيل العثور على مأوى وطعام، ويضطر الكثير من الناس إلى تناول مياه غير صالحة للشرب، وبالتالي فإن الوضع في الجنوب مأساوي”.
وقال رياض جعباس، وهو نازح يقيم في خان يونس، لوكالة رويترز للأنباء: “لقد طُردنا من مدينة غزة. وقيل إن خان يونس منطقة آمنة، والآن لا يوجد مكان آمن في غزة كلها”.
وحذرت منشورات أسقطها الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، من أن أي شخص لا يتحرك نحو جنوب وادي غزة “قد ينظر إليه على أنه شريك في منظمة إرهابية”.
وعلى الرغم من أن الأمم المتحدة رحبت بوصول عشرات الشاحنات التي تحمل الغذاء والماء والإمدادات الطبية خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن وايت حذر من أن هناك حاجة ماسة إلى مئات الشاحنات الإضافية يومياً، لتلبية احتياجات غزة، خاصة تلك التي تحمل الوقود.
وقال: “قبل النزاع، كانت غزة تستقبل نحو 455 شاحنة يوميا، لذا لا يزال أمامنا طريق طويل لتوسيع نطاق العملية اللوجستية”.
وأضاف وايت أمس الاثنين 23 أكتوبر/تشرين الأول: “تبقى لدينا ما يكفي لثلاثة أيام من الوقود داخل غزة، وهو أمر يتطلب من إسرائيل السماح بدخوله غزة، وإلا فستتوقف عمليات المساعدات التي نقدمها، وستنفد المياه من محطات التحلية، وستبدأ المستشفيات في إغلاق أقسامها”.
وحذرت وزارة الصحة في غزة من نفاد الوقود من المولدات الكهربائية في 13 مستشفى عام، بما يسمح فقط بالخدمات الأساسية التي تشمل حضّانات المواليد التي تساعد على إبقاء 130 طفلاً على قيد الحياة.
وترفض إسرائيل السماح بدخول الوقود، قائلة إنه قد يُسرق وتستغله حماس لأغراض عسكرية.
وقالت وكالة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الأحد، إن حماس لديها “احتياطي وقود قدره مليون لتر”. واتهمت الحركة بـ “رفض تسليم الوقود إلى المنشآت التي تحتاج إليه”، واستخدامه في “إضاءة أنفاق حماس وقاذفات الصواريخ ومنازلهم”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين أن قواته ضربت 320 هدفا في غزة، بما يشمل “أنفاقاً تؤوي عناصر حماس، وعشرات من مراكز قيادة العمليات. ومجمعات عسكرية، ومراكز مراقبة”.
وأضاف: “علاوة على ذلك، ضرب الجيش الإسرائيلي أهدافا تشكل تهديدا للقوات في المنطقة المحيطة بقطاع غزة التي تستعد لعمليات برية، بما يشمل عشرات من قذائف الهاون ومواقع لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات”.
وقد أظهرت مقاطع الفيديو جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، انفجار الرشقات الإسرائيلية المتعاقبة على غزة وهي تضيء السماء.
وقال مدير مستشفى القدس في مدينة غزة لبي بي سي، إن هناك عشرة غارات وقعت على مسافة 100 متر (330 قدم) من المستشفى، حيث كان هناك 500 مريض و1500 شخص آخرين يحتمون به.
وبعد ظهر يوم الاثنين، قالت وزارة الصحة في غزة إن 436 شخصا، بينهم 182 طفلا، قُتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية، معظمهم في الجنوب.